الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #123  
قديم 18-09-2025, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,400
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين



تحت العشرين -1276


الفرقان



الشباب سرُّ تقدم الأمة ونهضتها
لا يمكن للأمَّة أن تتقدَّم إلا إذا تكاتف شبابها وتعاونوا فيما بينهم على ما يحقق وحدتهم ورقيَّهم وسعادتهم {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103)، وتسلَّحوا بالعلم والمعرفة، وعملوا بما أمرهم الله به ورسوله، وانتهوا عمَّا نهاهم الله عنه ورسوله؛ فإن السعادة كلها في طاعة الله ورسوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (الأحزاب: 71)، والشقاوة كلها في معصية الله ورسوله {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا} (الأحزاب: 36)، والطاعة لله ورسوله تتمثَّل في أمور عدة أهمها مايلي:
  • إخلاص الدين لله وحده لا شريك له في القول والاعتقاد والعمل، والحب والبغض، والفعل والترك {قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} (الأنعام: 162).
  • العناية بالقرآن الكريم تلاوة وحفظًا وتدبرًا وتفسيرًا وعملًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم مَن تعلم القرآن وعلمه».
  • العناية بالسنَّة المطهَّرة والسيرة النبوية، فلنا فيهما عِظَة وعبرة، ولنا فيهما قدوة حسنة لِمَن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به».
  • المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة في حق الرجل؛ فهي عماد الدين، والصلة برب العالمين، والفارقة بين الإسلام والكفر.
  • حفظ الأوقات فيما ينفع؛ مثل: تلاوة القرآن الكريم، وقراءة الكتب النافعة، وزيارة الأحباب في الله، وصونها عمَّا يضر في الملاعب والملاهي، ثم مراقبة الله -تعالى-؛ فإن الله يراك ويسمعك ويعلم ما يكنُّه ضميرك.
  • اختيار الأصحاب الصالحين والجلساء الناصحين الذين عرفوا الحق واتبعوه، وعرفوا الباطل واجتنبوه، والمرء بصاحبه، وهو على دين خليله فلينظر مَن يخالل.
صفات الشاب المؤمن التقي
أكرم الناس نفسًا وأنداهم كفًّا وأطيبهم قلبًا وأرقهم عاطفة وأصدقهم عزمًا، هو الشابٌّ المؤمن التقي الذي يجلُّ الكبير ويحترمه، ويحنُّ على الصغير ويرحمه، لا تسمعه إلا مهنئًا، أو مشجعًا أو مسليًّا أو مسلّمًا، ولا تراه إلا هاشًّا باشًّا طلق الوجه مبتسمًا يحليه إيمانه بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويُبعِده دينه عن طيش الصغر وإصرار الكبر، وجديرٌ بشابٍّ هذا شأنه أن يظلَّه الله في ظلِّ عرشه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه، وأن يكون آمِنًا إذا فزع الناس أجمعون، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
صفات الشابِّ الناجحْ
كلُّ شابٍّ منّا يريد أن يكون ناجحًا في حياته، وكثيرًا ما يتساءل الناس: من الشابُّ الناجحُ يا تُرى؟! إن الشاب الناجح هو الشابُّ الذي يثق بنفسه، ويصحب الأخيار من الأصدقاء، ويسلك السلوكَ الإسلاميَّ الرفيع بدفع الأذى بالإحسان، والمنعِ بالجود والعطاء، سلاحُهُ الإيمان، وعمادُه التوكل، وغذاؤُه المواظبةُ على القربات والطاعات، وأن يكون طموحُهُ وتطلعه إلى المثل العليا؛ فإن الشبابَ بلا طموح كشجرة لا تُزهر ومن ثم لا تُثمر.
بناء شخصيَّة الشاب المسلم
من أهم العوامل التي تُسهم في بناء شخصيَّة الشاب المسلم أن يعرف الغاية التي من أجْلها خَلَق الله الإنسان، وهذه الغاية هي العبادة المُطلقة لله -تعالى-، ومن معانيها إخلاص النيَّة لله في القول والعمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولاء والبَراء لله ورسوله، واتِّباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وعملاً، ظاهرًا وباطنًا، في الأمر والنهي، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد.
الوصول إلى الحق بنية صادقة
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «إن كل إنسان يقصد الوصول إلى الحق بنيَّة صادقة، فإنه لابُدَّ أن يصل إليه، وما أحسن عبارة قالها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في العقيدة الواسطية: «من تدبَّر القرآن طالبًا الهُدى منه، تبيَّن له طريق الحق»، فكل إنسان يصبو إلى الوصول، ويستعين بالله -عز وجل- مع بذل الجهد؛ فإن الله يعينه ما لم يكن إثما».
اتقاء الذنوب
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر في تحذير الشباب من الذنوب: أرأيتم لو أنَّ شخصًا اشتد به الجوع، ووُضع بين يديه طعام شهي ومدَّ يده ليطعم منه؛ فقيل له: إنَّه مسموم إن أكلْتَ منه ضرَّك أو أهلكك ، أيضعُ يده فيه أو يكفَّها ؟ فسبحان الله ! كيف يتجنَّب طعاماً خوف مضرته، ولا يتجنب الذنوب خوف عقوبتها؟! هدانا الله.
الشباب والعلم
الشباب هم الذين يحملون أمانة العلم على عاتقهم، ويعملون على نشره والدعوة إليه؛ فالذين حملوا هذا العلم ونشروه، ودوَّنوا الكتب، وحفظوا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثرهم من الشباب: يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: «ما أتى الله -عزوجل- عبدًا علمًا إلا شابًا، والخير كله في الشباب، ثم تلا قوله -تعالى-: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} (الأنبياء:60).
احفظ وقتك حفظك لنفسك
احفظ وقتك حفظك لنفسك، واعلم بأنك مسؤول عنه ومجاز به فالوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع وإني سائلك لماذا أهدرت وقتك في الملاهي والألعاب؟ وأضعت ساعاتك في المناهي وصور الفساد؟ لماذا لم تستفد من حياتك التي تراها تذهب من بين يديك يوما بعد يوم؟ فديننا دين العمل والإنتاجية لا يعترف بالفراغ، ولا يحب البطالة، ولا يريد للمنتمين له أن يكونوا عالة على غيرهم، فقم الآن واعقد العزم بأن يكون وقتك كله لله، وأن تكون ممن يخلد له مجدًا في حياته وقبل مماته؛ (فالذكر بعد الموت عمر ثان).
نماذج مضيئة
معاذ بن جبل - رضي الله عنه - الذي أسلم وله ثماني عشرة سنة، وقد شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يأتي يوم القيامة يتقدم العلماء بِرَتْوة، مات وهو ابن ثلاث وثلاثين، وقيل: «مات وهو ابن ثمان وعشرين سنة، فمدة تحصيله للعلم لا تبلغ عشر سنوات، ومع هذا فهو إمام العلماء، وقد قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في (مستدرك الحاكم): «أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل...»، وكان قد جمع القرآن كله في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال عنه أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
الشباب ضيفٌ لا يعود
من علم أن الشباب ضيف لا يعود، وفرصة إذا مرت لا رجوع لها، شغل شبابه واستثمره بطاعة الله، واستعان به على الصالح لدينه ودنياه، ومَن أتبع نفسه هواها، وقاده الشيطان بزمام الشباب إلى الذنوب والمعاصي والمهالك، ندم حين لا ينفع الندم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]