عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-09-2025, 10:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,435
الدولة : Egypt
افتراضي الأمة والحاجة لغرس روح المبادرة

الأمة والحاجة لغرس روح المبادرة




الأمم في حالات الانحطاط والتدهور، تحتاج إلى غرس روح المبادرات في نفوس أفرادها؛ لكي يتمكنوا من استغلال الفرص قبل فواتها، ويسارعوا إلى العمل للنهوض بمجتمعاتهم قبل أن تتجاوزهم الأحداث. وكما قيل: من أضاع الفرصة عن وقتها، فليكن على ثقة من فوتها. يقول الماوردي -رحمه الله- في (أدب الدنيا والدين): «يَنْبَغِي لِمَنْ يَقْدِرُ عَلَى ابْتِدَاءِ الْمَعْرُوفِ أَنْ يُعَجِّلَهُ حَذَرَ فَوَاتِهِ، وَيُبَادِرَ بِهِ خِيفَةُ عَجْزِهِ. وَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ فُرَصِ زَمَانِهِ، وَغَنَائِمِ إمْكَانِهِ، وَلَا يُهْمِلُهُ ثِقَةً بِقُدْرَتِهِ عَلَيْهِ، فَكَمْ وَاثِقٍ بِقُدْرَةٍ فَاتَتْ فَأَعْقَبَتْ نَدَمًا، وَمُعَوِّلٍ عَلَى مُكْنَةٍ زَالَتْ فَأَوْرَثَتْ خَجَلًا، لَوْ فَطِنَ لِنَوَائِبِ دَهْرِهِ، وَتَحَفَّظَ مِنْ عَوَاقِبِ مَكْرِهِ، لَكَانَتْ مَغَانِمُهُ مَذْخُورَةً، وَمَغَارِمُهُ مَخْبُورَةً».
وهذا حث على الأخذ بزمام المبادرة واستغلال الفرص قبل الفوت، أن يسابق المرء إلى الأمور التي تبدو له فائدتها دون انتظار أن يسلك الآخرون الطريق نفسه، وذلك في كل مجال من شأنه رفعة الأمة وعزتها وإخراجها من هذا النفق المظلم الذي تعيش فيه، وليس معنى المبادرة هو التعجل والاندفاع واستباق الخطوات دون دراسة وتخطيط، ولكنها الاجتهاد والاستشارة والسبق والشجاعة والمثابرة والمسارعة إلى العمل في أول وقته.
لا بد لنا جميعًا من العمل على إطلاق مبادرات في جميع مناشط الحياة، تستهدف انتشال الأمة من وهدتها، كما يجب على الحكومات والهيئات والمنظمات أن تقوم بمكافأة وتشجيع الذين يطلقون أكبر عدد ممكن من المبادرات الجديدة، فربما تحمل أحد هذه المبادرات الخير العظيم للأمة، وألا نخشى من الفشل أو السقوط؛ فإن ما نراه من نجاحات في عالم الواقع ليس وليد المحاولة الأولى؛ بل إن هناك مئات بل ألوف التجارب المخفقة التي سبقت النجاح الكبير.
مؤمنة عبد الرحمن


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.24%)]