عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 22-09-2025, 10:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,275
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قناديل على الدرب

قناديل على الدرب – الجماعات الإسلامية- الصــوفيـة(12)



رابعًا: طلب الجنة والفرار ليس هدفًا
المحور الرابع للعقيدة والتربية الصوفية هو أن طلب الجنة والفرار ليس هدفًا، فغلاة الصوفية يعتقدون أن طلب الجنة والفرار من النار منقصة عظيمة في حق العابد، وإنما هدفهم ومطلبهم هو الفناء في الله؛ فيقولون: مَن عَبد الله رغبة، فتلك عبادة التجار، ومن عبده رهبة، فتلك عبادة العبيد، ومن عبده حبًا؛ فتلك عبادة الأحرار. واستدلوا ببعض الآيات القرآنية كما يقول الكلاباذي: «العوض ما لله عليك في العلم في قوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}(التوبة:111)، ثم قال: «لتعبدوه بالرق لا بالطمع» (التعرف لمذهب أهل التصوف صـ141).
ويستدل أيضًا على عقيدة القوم بقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}(الحاقة:24)، فيقول: «أي الخالية عن ذكر الله؛ لتعلموا أنه بفضله نلتم لا بأعمالكم» (المصدر السابق صـ142).
ويكمل استدلاله بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: «الصوم لي وأنا أجزي به» فيقول: «قال أحد الكبراء: أي: أنا الجزاء به» (المصدر السابق صـ143).
وقال ياسين بن إبراهيم السنهوتي: «إن أهل الله لا ينظرون في أعمالهم إلا إلى الله، قالت رابعة العدوية: ما عبدتك طمعًا في جنتك، ولا خوفًا من نارك، ولكن لوجهك الكريم، من عبده خوفًا من شيء أو طمعًا؛ فقد أشرك شركًا خفيًا» (الأنوار المقدسية في مناقب النقشبندية صـ135).
والرد عل هذا بالآتي:
1- استدلاله بقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} ساقط؛ لأنه قطع الآية عن نهايتها التي تبطل زعمه، وهي قوله تعالى: {بأن لهم الجنة}؛ فالعوض هو الجنة.
2- استدلاله بقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}(الحاقة:24) باطل يعكس معنى الآية؛ فالله -تعالى- يقول للمؤمنين يوم القيامة: كلوا واشربوا هنيئًا؛ بسبب ما أسلفتموه من الأعمال الصالحة في الأيام الخالية.
أما استدلاله بحديث الصوم؛ فهو تحريف للمعنى المقصود منه، ففي رواية لمسلم لتوضيح معنى الحديث: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف قال الله: إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به»، أي: أجر الصيام يضاعفه الله أضعافًا كثيرة فيوفّى الصائمون أجرهم بغير حساب.
والجدير بالذكر أن الخوف من النار والطمع في الجنة يدندن حولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقد قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : والله إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، وإنما أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، فقال له : «حولها ندندن» صحيح.



اعداد: محمد الراشد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.94%)]