عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-09-2025, 12:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,616
الدولة : Egypt
افتراضي القليل الذي يصنع الكثير

القليل الذي يصنع الكثير

عبدالله بن إبراهيم الحضريتي

في حياتنا اليومية كثيرًا ما ننشغل بأنشطة متعددة، نستنزف فيها أوقاتنا وجهودنا، لكن عند التأمل نكتشف أن أثرَها ضئيلٌ، وثمارها محدودةٌ.

في المقابل هناك أنشطةٌ صغيرة في ظاهرها، عظيمة في مردودها، هي ما يسميه الحكماء: النشاطات عالية المردود، هذه الأنشطة لا تأخذ سوى 20٪ من وقتنا، لكنها تَجلب لنا 80٪ من النتائج المدهشة.

هي بمنزلة كنوز متاحة، لكنها تحتاج إلى وعي وبصيرة لالتقاطها.

خذ مثلًا:
ركعتي الفجر؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).

دقائق يسيرة، لكنها تساوي الدنيا بما فيها من مال وجاه ولذات.

الصلاة في الحرم المكي، صلاة واحدة هناك تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه، دقائق تقضيها، لكنها تُسجَّل في ميزانك جبالًا من الحسنات.

صلة الرحم، زيارة قصيرة، أو اتصال هاتفي، يجلب لك رضا الله، وبركة العمر والرزق، ويُعزِّز تماسك المجتمع.

بناء العلاقات الطيبة مع الناس، كلمة وُدٍّ، أو ابتسامة، أو موقف مساندة، قد تفتح لك أبوابًا من الخير لم تَخطر لك على بالٍ.

هذه الأمثلة تعلِّمنا أن القضية ليست في طول الوقت ولا في كثرة الجهد، بل في حسن الاختيار.

أن تختار الأعمال التي تضاعف أجرَك، وتزيد قيمتك، وتترك بصمة عميقة في حياتك وحياة الآخرين.

إن السر الحقيقي في التوازن والنجاح والسعادة أن نعيد النظر في جدولنا اليومي:
أين نقضي وقتنا؟
وهل نستثمره في أعمال مردودها عظيم؟
أم نُضيِّعه في أمور تَستهلكنا ولا تعود علينا إلا بالقليل؟
إنها دعوة لأن نرتِّب أولوياتنا، ونلتفت إلى ما يُثمر لنا في الدنيا والآخرة.
فالحياة قصيرة، والفرص عظيمة، والفَطِن مَن يَلتقطها.
فلنجعل من يومنا مَحطات عالية المردود، ترفَع رصيدنا عند الله، وتَمنحنا حياةً أطيبَ وأعمقَ أثرًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.08%)]