عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم يوم أمس, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,530
الدولة : Egypt
افتراضي هل تحدثت عن نعم ربك؟

هل تحدثت عن نعم ربك؟

حسين أحمد عبدالقادر

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أمر الله عز وجل نبيَّه صلى الله عليه وسلم وعباده في القرآن الكريم بالحديث عن نعمه، فقال الله الكريم: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11]؛ ولذا يجب على المؤمن أن يستأنس، وينعم بكثرة الحديث عن نعم الله الكريم الظاهرة والباطنة، في بيته، وفي عمله، وفي الطرقات، وعند البيع، وعند الشراء، وفي وقت اليسر، وفي وقت العسر، وأن يستثمر كل مناسبة ليتحدَّث عمَّا أنعم الله تعالى به عليه وعلى غيره من أفضال ونعم.

قال الإمام السعدي في تفسيره: "﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ ﴾ [وهذا يشمل] النعم الدينية والدنيوية ﴿ فَحَدِّثْ ﴾؛ أي: أثْنِ على الله تعالى بها، وخصِّصْها بالذكر إن كان هناك مصلحة. وإلا فحدِّث بنعم الله تعالى على الإطلاق، فإن التحدُّث بنعمة الله تعالى، داعٍ لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن"؛ (تفسير السعدي).

وهناك فتور من بعض المسلمين في المثابرة على الحديث عن نِعَم الله الكريم زعمًا أن الناس تعرف النِّعَم، أو غير ذلك من مداخل الشيطان. وهذا الفتور خلاف ما يجب أن يتبنَّاه المسلم من تذكير نفسه وتذكير الآخرين بنِعَم الله الكريم، والثناء على الله عز وجل، والاعتراف بفضله جلَّ جلاله. وهذا التذكير للنفس والآخرين يوطِّد الإيمان في قلوب المسلمين، ويهوِّن عليهم ما يجدونه صعبًا أو عسيرًا في حياتهم اليومية بالتفكُّر في نعم الله عز وجل، وتعظيم الله تعالى على فضله وكرمه؛ ولذا:
علينا بتذكير أنفسنا والآخرين بنعمة الإسلام، وحمد الله تعالى، وتذكير الآخرين بفضل هذه النعمة الأعظم.

علينا بتذكير أنفسنا والآخرين بنعمة الصحة والعافية والمعافاة مما يعاني البعض من ابتلاءات صحية ونفسية ومالية.

علينا بتذكير أنفسنا والآخرين بنعمة المأوى والأمن والأهل والأحباب والأصحاب.

علينا بالتفكر في كل نعمة أنعم الله تعالى بها علينا من نظر وسمع وقلب نابض وقدرة على الحركة.

علينا بالتدبُّر في نعم الله تعالى بتجنبنا لكثير من المصائب.

علينا باستثمار كل مناسبة للحديث عن نعم الله تعالى وتذكير الآخرين بهذه النعم.

نسأل الله تعالى ملك الملوك أن يرزقنا وأهلنا والمسلمين المداومة على تذكُّر نعم الله الكريم وتذكير الآخرين بها في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين، ونُصلي ونسلم على خير من حمد الله رب العالمين سيدنا محمد صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتَّبَعه بإحسان إلى يوم الدين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]