عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-10-2025, 05:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,190
الدولة : Egypt
افتراضي عسى الله أن يتجاوز عنا





عسى الله أن يتجاوز عنا

أبو الهيثم محمد درويش



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
حكي الحبيب صلى الله عليه وسلم لصحبه : «إنَّ رجلًا لم يعملْ خيرًا قطُّ ، و كان يُداينُ الناسَ ، فيقولُ لرسولِه : خُذْ ما تيسَّر ، و اتركْ ما عَسُرَ و تجاوزْ ، لعل اللهَ يتجاوزُ عنا . فلما هلك قال اللهُ له : هل عملتَ خيرًا قطُّ ؟ قال : لا ، إلا أنه كان لي غلامٌ ، و كنتُ أُدايِنُ الناسَ ، فإذا بعثتُه يتقاضى قلتُ له : خُذْ ما تيسَّرَ ، و اتركْ ما عَسُرَ ، و تجاوزْ ، لعل اللهَ يتجاوزُ عنا . قال اللهُ تعالى : قد تجاوزتُ عنك»
[الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب]
تدبر: تجاوز أكرم الأكرمين عن عبده الكريم الذي تجاوز عن العباد المعسرين، وكذا الجزاء من جنس العمل
دعوة للتغاضي والتجاوز:
أحبتي الكرام /
أخطاً فلان أو أخطأت فلانة في حقك ثم ندم !!
تجاوز عسى الله أن يتجاوز عنك.
اصفح ودع ما لك واهضم حقوق النفس لعلها تنكسر إلى الله فتتجاوز القنطرة بسبب افتقارها وما عبد عابد ربه بمثل الافتقار إليه.
قصر الزوج أو قصرت الزوجة في بعض الحقوق!!
تجاوز ولا تسل عن كل ما عهدت فلابد من هفوات ولابد من غلطات ، وكن مثل صاحب الوصف الجميل ( إذا خرج أسد وأذا دخل فهد ولا يسأل عما عهد)
لا تكن صلباً فتكسر:
أعطاك الله السعة والرغد وفلان عليه لك وتستطيع التجاوز فلماذا لا تتجاوز عسى الله أن يتجاوز عنك كما تجاوز عن صاحب هذا الحديث الشريف فسنة الله لا تتبدل
جاء في شرح الحديث:
الإحْسانُ إلى الناسِ، والعَفْوُ عنهم والتَّجاوُزُ عن مُعْسِرِهِم من مَكارِمِ الشَّريعَةِ الإسْلاميَّةِ ومَحاسِنِها، ومن أعْظَمِ أسْبابِ نَجاةِ العبدِ يَومِ القِيامَةِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ رَجُلًا لم يعْمَلْ خيْرًا قَطُّ"، أي: لم يعْمَلْ خيْرًا أبدًا فيما مَضَى مِن عُمُرِه، ولعلَّ المُرادَ أنَّه لم يَعمَلْ من الخيرِ شيئًا قَطُّ إلَّا التَّوحيدَ، كما فسَّرها ابنُ مَسعودٍ في رِوايتِه عندَ أحمدَ: "لَمْ يَعمَلْ مِنَ الخَيرِ شَيئًا قَطُّ إلَّا التَّوحيدَ"؛ لأنَّ اللهَ تعالى لا يَغفِرُ للذين يَموتون وهُمْ كُفَّارٌ، وهذا سائِغٌ في لسانِ العربِ أنْ يُؤتَى بلَفْظِ الكُلِّ والمُرادُ البعْضُ.
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وكان يُدايِنُ الناسَ"، أي: يُعامِلُهُم ويُعطيهِم بالدَّيْنِ، "فيقولُ لرَسولِهِ:" يعني يقولُ لعامِلِهِ عندَ وقْتِ جمْعِ هذا الدَّينِ من الناسِ، "خُذْ ما تيسَّر"، أي: خُذْ ما سَهُلَ للمديونِ أداؤُهُ، "واترُكْ ما عَسُرَ" يعني: ما شَقَّ أداؤُه عليه، "وتَجاوَزْ"، أي: لا تَتعرَّضْ له بمُطالَبَةِ ما يَشُقُّ عليه، واعْفُ عنهم، "لعلَّ اللهَ يتجاوَزُ عنا" يعني: يعفو عن ذُنوبِنا وخَطايانا، "فلمَّا هَلَكَ"، أي: ماتَ، "قال اللهُ له: هل عَمِلْتَ خيرًا قَطُّ؟" وهذا سؤالُ العالِمِ بأحوالِ عِبادِهِ، وهو سُؤالُ تَقريرٍ للعبدِ؛ ليشْهَدَ على نَفسِهِ "قال: لا" وهذا العموم مُخصَّصٌ قَطعًا بأنَّه كان مُؤمِنًا، ولولا ذلك لَمَا تَجاوَزَ عنه، "إلَّا أنَّه كان لي غُلامٌ"، أي: خادِمٌ، "وكُنْتُ أُدايِنُ الناسَ، فإذا بعَثْتُه يَتَقاضَى"، أي: لِيَقْبِضَ الدَّينَ، "قلْتُ له: خُذْ ما تيسَّر، واترُكْ ما عَسُرَ، وتَجاوَزْ، لعلَّ اللهَ يَتجاوَزُ عنَّا، قال اللهُ تَعالى: قد تَجاوَزْتُ عنك"، أي: عَفَوْتُ عن ذُنوبِكَ، وغَفَرْتُها لك.

أبو الهيثم








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]