عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-10-2025, 04:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,714
الدولة : Egypt
افتراضي التحذير من الكسل

التحذير من الكسل (1)

د. أمين بن عبدالله الشقاوي

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
فمن الصفات المذمومة التي ذمها اللَّه ورسوله: صفة الكسل.
قال الراغب: «الكسل التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه؛ كالتثاقل عن الصلاة والصيام والحج، ولذلك صار مذمومًا»[1].


والكسل على قسمين:
الأول: كسل العقل بعدم أعماله في التفكر والتدبر والنظر إلى آلاء اللَّه، ونعمه العظيمة؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران: 191]، فتُنبئهم عقولهم بأن الله تعالى لم يَخلق هذا عبثًا، فيُنزهون الله سبحانه ويقولون: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران: 191].


وقال تعالى: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الأنعام: 11]، ومن كسل العقل عدمُ إعماله بما يُصلحه من شؤون الدين والدنيا، وما تأخرت الأمم إلا بكسل أصحاب العقول فيها، وقلة اكتراثهم بالقوة الإبداعية المفكرة التي أودعها اللَّه فيهم.


الثاني: كسل البدن وما يشتمل عليه من الجوارح، وما ينتج عن ذلك من التقصير في العبادات؛ كأداء الصلوات في بيوت اللَّه، والدعوة إلى اللَّه، وطلب العلم الشرعي، وغير ذلك[2].


والكسل من صفات المنافقين؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة: 54].


وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 142].


اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك، واجعلنا من المسارعين في الخيرات يا ذا الجلال والإكرام.


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأسئلة:
1- عرِّف الكسل.
2- اذكر الأدلة على ذم الكسل.
3- هل الكسل المذموم كسل العقل أم كسل البدن؟ مع التمثيل.

[1] المفردات ص431.

[2] انظر (الذريعة إلى مكارم الشريعة) للراغب الأصفهاني ص: 382 - 384 بتصرف واختصار.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]