عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-11-2025, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,340
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله

الموسوعة التاريخية
علوي عبد القادر السقاف
المجلد السادس
صـــ271 الى صــ 280
(323)




وفاة جوبان نائب السلطان أبو السعيد المغولي.
العام الهجري: 728الشهر القمري: شوالالعام الميلادي: 1328تفاصيل الحدث:
وصل الخبر بموت الأمير الكبير جوبان نائب السلطان أبي سعيد على تلك البلاد، في ذي القعدة من هذه السنة، وجوبان هذا هو الذي ساق القناة الواصلة إلى المسجد الحرام، وقد غرم عليها أموالا جزيلة كثيرة، وله تربة بالمدينة النبوية، ومدرسة مشهورة، وله أثار حسنة، وكان جيد الإسلام له همه عالية وقد دبر الممالك في أيام أبي سعيد مدة طويلة على السداد، ثم أراد أبو سعيد مسكه فتخلص من ذلك ثم إن أبا سعيد قتل ابنه خواجا دمشق في السنة الماضية ففر ابنه الآخر دمرداش هاربا إلى سلطان مصر، ثم توفي أبوه بعده بقليل، وكان من أسباب قتله أنه كان يريد أن يتفرد بالملك من دون أبي سعيد فقد أصبح كل شيء في يده من أمر ونهي وولى أولاده الإقطاعات والولايات فكان هذا من أسباب حنق أبي سعيد عليه وقتله، وفي يوم الجمعة آخر شهر ربيع الآخر من السنة التالية أنزل الأمير جوبان وولده من قلعة المدينة النبوية وهما ميتان مصبران في توابيتهما، فصلي عليهما بالمسجد النبوي، ثم دفنا بالبقيع عن مرسوم السلطان، وكان مراد جوبان أن يدفن في مدرسته فلم يمكن من ذلك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
حدوث سيل عظيم في مدينة عجلون.
العام الهجري: 728الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1328تفاصيل الحدث:
جاء إلى مدينة عجلون سيل عظيم من أول النهار إلى وقت العصر فهدم من جامعها وأسواقها ورباعها ودورها شيئا كثيرا وغرق سبعة نفر وهلك للناس شيء كثير من الأموال والغلات والأمتعة والمواشي ما يقارب قيمته ألف ألف درهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
وفاة شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية.
العام الهجري: 728الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1328تفاصيل الحدث:
في ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الإمام العالم العلم العلامة الفقيه الحافظ الزاهد العابد القدوة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقي، بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها، وحضر جمع كثير إلى القلعة، وأذن لهم في الدخول عليه، وجلس جماعة عنده قبل الغسل واقتصروا على من يغسله، فلما فرغ من غسله أخرج ثم اجتمع الخلق بالقلعة والطريق إلى الجامع وامتلا بالجامع أيضا وصحنه والكلاسة وباب البريد وباب الساعات إلى باب اللبادين والغوارة، وحضرت الجنازة في الساعة الرابعة من النهار أو نحو ذلك ووضعت في الجامع، والجند قد احتاطوا بها يحفظونها من الناس من شدة الزحام، وصلي عليه أولا بالقلعة، تقدم في الصلاة عليه أولا الشيخ محمد بن تمام، ثم صلي عليه بالجامع الأموي عقيب صلاة الظهر، وقد تضاعف اجتماع الناس ثم تزايد الجمع إلى أن ضاقت الرحاب والأزقة والأسواق بأهلها ومن فيها، ثم حمل بعد أن يصلى عليه على الرؤوس والأصابع، وخرج النعش به من باب البريد واشتد الزحام وعلت الأصوات بالبكاء والنحيب والترحم عليه والثناء والدعاء له، وألقى الناس على نعشه مناديلهم وعمائمهم وثيابهم، وذهبت النعال من أرجل وكان مولده يوم الاثنين عاشر ربيع الأول بحران سنة إحدى وستين وستمائة، وقدم مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير، فسمع الحديث وقرأ بنفسه الكثير وطلب الحديث وكتب الطبقات والأثبات ولازم السماع بنفسه مدة سنين، وقل أن سمع شيئا إلا حفظه، ثم اشتغل بالعلوم، وكان ذكيا كثير المحفوظ فصار إماما في التفسير وما يتعلق به عارفا بالفقه، فيقال إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذي كانوا في زمانه وغيره، وكان عالما باختلاف العلماء، عالما في الأصول والفروع والنحو واللغة، وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية، وما قطع في مجلس ولا تكلم معه فاضل في فن من الفنون إلا ظن أن ذلك الفن فنه، ورآه عارفا به متقنا له، وأما الحديث فكان حامل رايته حافظا له مميزا بين صحيحه وسقيمه، عارفا برجاله متضلعا من ذلك، وله تصانيف كثيرة وتعاليق مفيدة في الأصول والفروع، كمل منها جملة وبيضت وكتبت عنه وقرئت عليه أو بعضها، وجملة كبيرة لم يكملها، وأثنى عليه وعلى علومه وفضائله جماعة من علماء عصره، وأما أسماء مصنفاته وسيرته وما جرى بينه وبين الفقهاء والدولة وحبسه مرات وأحواله لا يحتمل ذكر جميعها هذا الموضع، وبالجملة كان يوم جنازته يوما مشهودا لم يعهد مثله بدمشق إلا أن يكون في زمن بني أمية حين كان الناس كثيرين، وكانت دار الخلافة، ثم دفن عند أخيه قريبا من أذان العصر على التحديد، ولا يمكن أحد حصر من حضر الجنازة، وتقريب ذلك أنه عبارة عمن أمكنه الحضور من أهل البلد وحواضره ولم يتخلف من الناس إلا القليل من الصغار والمخدرات، وما تخلف أحد من أهل العلم إلا النفر اليسير تخلف عن الحضور في جنازته، وهم ثلاثة أنفس: وهم ابن جملة، والصدر، والقفجاري، وهؤلاء كانوا قد اشتهروا بمعاداته فاختفوا من الناس خوفا على أنفسهم، بحيث إنهم علموا متى خرجوا قتلوا وأهلكهم الناس، ورئيت له منامات صالحة عجيبة، ورثي بأشعار كثيرة وقصائد مطولة جدا، وقد أفردت له تراجم كثيرة، وصنف في ذلك جماعة من الفضلاء وغيرهم، ويدل على علمه وفضله مصنفاته كالتفسير ومنهاج السنة ودرء تعارض العقل والنقل وفتاويه التي جمعت وغيرها كثير، كان جريئا قويا لا يخاف في الله لومة لائم حث الناس والامراء على جهاد التتار بل ذهب بنفسه لمقابلة ملكهم حين جاء ليدخل دمشق وقال له أنت تدعي أنك مسلم فلم جئت تغزو بلاد الإسلام وغير ذلك من المواقف المشرفة مثل وقت استفتاه السلطان محمد بن قلاوون في قتل الفقهاء والقضاة الذين كانوا ضده يوم خلع نفسه وكانوا مع بيبرس وكان منهم من آذى الشيخ نفسه، فلم يفت له الشيخ بأذيتهم بل بين له حرمة وقدر العلماء وقال أنه لا ينتصر لنفسه وكل من آذاه فهو في حل وهذا من تمام فضله وحسن خلقه، وله الأثر الكبير في مناظرة أهل البدع والعقائد الفاسدة بما أحيا الله على يديه مما اندرس بين الناس منها فكان بحق مجددا للدين فرحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
إطلاق سراح الإمام ابن قيم الجوزية.
العام الهجري: 728الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1328تفاصيل الحدث:
في يوم الثلاثاء عشرين ذي الحجة أفرج عن الشيخ الإمام العالم العلامة أبي عبد الله شمس الدين بن قيم الجوزية، وكان معتقلا بالقلعة أيضا، من بعد اعتقال الشيخ تقي الدين بأيام من شعبان سنة ست وعشرين إلى هذا الحين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
بناء أول جيش عثماني نظامي.
العام الهجري: 729العام الميلادي: 1328تفاصيل الحدث:
إن أورخان بن عثمان قد انتقل إلى بورصة وجعلها عاصمته وبدأ بتأسيس جيش يني تشري يعين الجيش الجديد الذي كانت نواته هو أبناء الأسرى والصغار الذين يقعون في الأسر فيربون في ثكنات عسكرية تربية إسلامية ويدربون تدريبا عسكريا ويتخرجون لا يعرفون إلا القتال والحياة العسكرية والإسلام والجهاد في سبيل الله، وليس الروابط القبلية والعشائرية إذ لا يعرفون إلا السلطان سيدا لهم وقائدا، فكانوا بذلك أكبر قوة ساهمت في ضرب خصوم العثمانيين ومدت الفتوحات في البلاد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
مملوك يدعي أنه المهدي في مصر.
العام الهجري: 729الشهر القمري: ذو القعدةالعام الميلادي: 1329تفاصيل الحدث:
في يوم الجمعة سادس ذي القعدة بعد أذان الجمعة صعد إلى منبر جامع الحكم بمصر شخص من مماليك الجاولي يقال له أرصى، فادعى أنه المهدي وسجع سجعات يسيرة على رأي الكهان، فأنزل في شرخيبة، وذلك قبل حضور الخطيب بالجامع المذكور.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
الفرنج يطلبون تسليم القدس وبلاد الساحل.
العام الهجري: 730الشهر القمري: ربيع الثانيالعام الميلادي: 1330تفاصيل الحدث:
في خامس عشر ربيع الآخر قدمت رسل ريدافرنس في طلب القدس وبلاد الساحل، وعدتهم مائة وعشرون رجلا، فأنكر السلطان عليهم وعلى مرسلهم وأهانهم، ثم رسم بعودهم إلى بلادهم، وقال لهم لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم جميعا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
يوسف الكيمياوي يحاول خدع السلطان بصناعة الذهب.
العام الهجري: 730الشهر القمري: رمضانالعام الميلادي: 1330تفاصيل الحدث:
في يوم الخميس سابع عشر رمضان قدم يوسف الكيمياوي إلى مصر، وكان من خبر هذا الرجل أنه كان نصرانيا من أهل الكرك فأسلم، ومضى إلى دمشق بعدما خدع بمدينة صفد الأمير بهادر التقوى حتى انخدع له وأتلف عليه مالا جزيلا، فلما ظهر له أمره سجنه مدة، ثم أفرج عنه، فاتصل يوسف بالأمير تنكز نائب الشام، وقصد خديعته فلم ينخدع له، وأمر والي دمشق بشنقه، فصاح وقال: أنا جيت للسلطان حتى أملأ خزانته ذهبا وفضة، فلم يجد تنكز بدا من إرساله إلى السلطان، فقيده وأركبه البريد مع بعض ثقاته، وكتب بخبره وحذر منه، فلما اجتمع يوسف بالسلطان مال إلى قوله، وفك قيده، وأنزله عند الأمير بكتمر الساق وأجري عليه الرواتب السنية، وأقام له عدة من الخدم يتولون أمره، وخلع عليه، وأحضر له ما طلب من الحوائج لتدبير الصنعة، حتى تم ما أراده، فحضر يوسف بين يدي السلطان، وقد حضر الفخر ناظر الجيش والتاج إسحاق وابن هلال الدولة والأمير بكتمر الساقي في عدة من الأمراء، والشيخ إبراهيم الصائغ وعدة من الصواغ، فأوقدوا النار على بوطقة قد ملئت بالنحاس والقصدير والفضة حتى ذاب الجميع، فألقي عليه يوسف شيئا من صنعته، وساقوا بالنار عليها ساعة، ثم أفرغوا ما فيها فإذا سبيكة ذهب كأجود ما يكون، زنتها ألف مثقال فأعجب السلطان ذلك إعجابا كثيرا، وسر سرورا زائدا، وأنعم على يوسف بهذه الألف مثقال، وخلع عليه خلعة ثانية، وأركبه فرسا مسرجا ملجما بكنبوش حرير، وبالغ في إكرامه، ومكنه من جميع أغراضه، فاتصل به خدام السلطان، وقدموا له أشياء كثيرة مستحسنة، فاستخف عقولهم حتى ملكها بكثرة خدعه، فبذلوا له مالا جزيلا، ثم سبك يوسف للسلطان سبيكة ثانية من ذهب، فكاد يطير به فرحا، وصار يستحضره بالليل ويحادثه، فيزيده طمعا ورغبة فيه، فأذن له أن يركب من الخيول السلطانية ويمضي حيث شاء من القاهرة ومصر، فركب وأقبل على اللهو، وأتاه عدة من الناس يسألونه في أخذ أموالهم، طمعا في أن يفيدهم الصنعة أو يغنيهم منها، فمرت له أوقات لا يتهيأ لكل أحد مثلها من طيبتها، ثم إنه سأل أن يتوجه إلى الكرك، لإحضار نبات هناك، فأركبه السلطان البريد، وبعث معه الأمير طقطاي مقدم البريدية، بعدما كتب إلى نائب غزة ونائب الكرك بخدمته وقضاء ما يرسم به والقيام بجميع ما يحتاج إليه من ديوان الخاص، فمضى يوسف إلى الكرك وأبطأ خبره، ثم قدم وقد ظهر كذبه للسلطان، فضيق عليه، وحبسه في القاهرة، ثم إنه في عام 731 هرب من السجن ثم بعد عدة أشهر وجد في أحميم فمثل بين يدي السلطان فسأله عن المال، فقال: عدم مني، فسأله السلطان عن صناعته فقال: كل ما كنت أفعله إنما هو خفة يد فعوقب عقوبة شديدة بالضرب، ثم حمل إلى خزانة شمائل سجن أرباب الجرائم بجوار باب زويلة من القاهرة، فمات ليلة الأحد خامس عشر ذي الحجة، فسمر وهو ميت وطيف به القاهرة على جمل في يوم الأحد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
فتنة العبيد بمكة.
العام الهجري: 730الشهر القمري: ذو الحجةالعام الميلادي: 1330تفاصيل الحدث:
وفي يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة، قتل الأمير الدمر جاندار بمكة وكان من خبر ذلك أن أمير الركب العراقي في هذه السنة كان من أهل توريز يعرف بمحمد الحجيج، وكان يتقرب من أولاد جوبان، فترقى بهم إلى معرفة السلطان أبوسعيد، فعظم أمره وجعله من ندمائه، وبعثه رسولا إلى مصر غير مرة، فأعجب به السلطان الناصر ولاق بخاطره إلى أن بلغه عنه أنه تعرض في مجلس أبي سعيد لشيء ذكر مما يكرهه السلطان فتنكر له وأسر ذلك في نفسه، فلما بلغه أنه سار أمير الركب العراقي كتب إلى الشريف عطفة بن أبي نمي سرا أن يتحيل في قتله، فلم يجد عطيفة بدا من امتثال ما أمر به، وأطلع ولده مبارك بن عطيفة ومن يثق به على ذلك، وتقدم إليهم بأعمال الحيلة فيه، فلما قضى الحاج النسك عاد منهم الأمير علم الدين سنجر الجاولي إلى مصر، ومعه جماعة، في يوم الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة، وتأخر الأمير سيف الدين خاص ترك أمير الحاج، والأمير الدمر جاندار، والأمير أحمد ابن خالة السلطان، ليصلوا بمكة صلاة الجمعة، ومعهم بقية حجاج مصر، فلما حضروا للجمعة وصعد الخطيب المنبر، أراد الشريف عمل ما رسم له به، وأخذ العبيد في إثارة الفتنة بين الناس ليحصل الغرض بذلك، وأول ما بدأوا به أن عبثوا ببعض حاج العراق، وخطفوا شيئا من أموالهم، وكان الشريف عطيفة جالسا إلى جانب الأمير خاص ترك أمير الركب، فصرخ الناس بالأمير الدمر وليس عنده علم بما كتب به السلطان إلى الشريف عطيفة، وكان مع ذلك شجاعا حاد المزاج قوي النفس، فنهض ومعه من المماليك، وقد تزايد صراخ الناس، وأتى الشريف وسبه، وقبض بعض قواده وأخرق به، فلاطفه الشريف فلم يلن، واشتد صياح الناس، فركب الشريف مبارك بن عطيفة في قواد مكة بآلة الحرب، وركب جند مصر، فبادر خليل ولد الأمير الدمر وضرب أحد العبيد، فرماه العبد بحربة فقتله، فاشتد حنق أبيه وحمل بنفسه لأخذ ثأر ولده فقتل هو أيضا، ويقال بل صدف الشريف مبارك بن عطيفة، وقد قصد ركب العراق وعليه آلة حربه، فقال له، "ويلك تريد أن تثير فتنة، وهم أن يضربه بالدبوس، فضربه مبارك بحربة كانت في يده أنفذها من صدره فخر صريعا، وقتل معه رجلان من جماعته، فركب أمير الركب عند ذلك ونجا بنفسه، ورمي مبارك بن عطيفة بسهم في يده فشلت، واختبط الناس بأسرهم، وركب أهل مكة سطح الحرم، ورموا أمير أحمد ابن خالة السلطان ومن معه بالحجارة، وقد أفرغ نشابه بين يديه هو ومن معه، ورمى بها حتى خلص أيضا، وفر أمير ركب العراق وتحير الشريف عطيفة في أمره، ومازال يداري الأمر حتى خرج الحاج بأجمعهم من مكة، وتوجهوا إلى بلادهم، وتراجع الأمراء المصريون إلى مكة لطلب بعض الثأر فلم ينتج أمرهم وعادوا فارين، ثم أمر أمير المصريين بالرحيل، وعادوا إلى القاهرة وأخبروا الملك الناصر محمد بن قلاوون، فجهز إلى مكة عسكرا كثيفا وعليه عمة من الأمراء، فتوجهوا وأخفوا بثأر أيدمر وابنه، وقتلو جماعة كثيرة من العبيد وغيرهم، وأسرفوا في ذلك وخرجوا عن الحد إلى الغاية، وتشتت أشراف مكة والعبيد عن أوطانهم وأخذت أموالهم، وحكمت الترك مكة من تلك السنة إلى يومنا هذا، وزال منها سطوة أشراف مكة الرافضة والعبيد إلى يومنا هذا، وانقمع أهلها وارتدعوا، وكرههم الملك الناصر ومقتهم وأقصاهم، حتى إنه لما حج بعد ذلك كان إذا أتاه صاحب مكة لا يقوم له مع تواضع الملك الناصر للفقهاء والأشراف والصلحاء وغيرهم."
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا
تغيير أمير مكة بسبب فتنة العبيد.
العام الهجري: 731الشهر القمري: جمادى الآخرةالعام الميلادي: 1331تفاصيل الحدث:
بعد ما كان من الفتنة بمكة العام السابق وانزعاج السلطان كثيرا لذلك ففي المحرم هذا العام قدم الحاج، وأخبروا بكثرة الفتن بمكة بين الشريفين عطيفة ورميثة وقوة رميثة على عطيفة ونهبه مكة وخروجه عن الطاعة، وأنه لم يلق ركب الحجاج، فكتب بحضوره، فلما ورد المرسوم بطلب الشريفين إلى مصر اتفقا وخرجا عن الطاعة، فشق ذلك على السلطان، وعزم على إخراج بني حسن من مكة، وتقدم السلطان إلى الأمير سيف الدين أيتمش أن يخرج بعسكر إلى مكة، وقال له بحضرة القضاة: "لا تدع في مكة أحدا من الأشراف ولا من القواد ولا من عبيدهم، وناد بها من أقام منهم حل دمه، ثم أحرق جميع وادي نخلة، وألق في نخلها النار حتى لا تدع شجرة مثمرة ولا دمنة عامرة، وخرب ما حول مكة من المساكن، وأخرج حرم الأشراف منها، وأقم بها بمن معك حتى يأتيك عسكر أخر" ، فقام في ذلك قاضي القضاة جلال الدين محمد القزويني ووعظ السلطان وذكره بوجوب تعظيم الحرم، إلى أن استقر الأمر على أن كتب لرميثة أمان وتقليد بإمرة مكة، وسار العسكر من ظاهر القاهرة في نصف صفر، وعدتهم سبعمائة فارس، وفي سابع جمادى الآخرة: قدم الأمير أيتمش بالعسكر المجرد إلى مكة، وكان الشريف رميثة قد جمع عربا كثيرة يريد محاربتهم، فكتب إليه الأمير أيتمش يعرفه بأمان السلطان له وتقليده إمرة مكة، ويحثه على الحضور إليه ويرغبه في الطاعة، ويحذره عاقبة الخلاف ويهدده على ذلك، ويعرفه بما أمر به السلطان من إجلاء بني حسن وأتباعهم عن مكة، فلما وقف رميثة على ذلك اطمأن إلى الأمير أيتمش وأجابه بما كان قد عزم عليه من الحرب لو أن غيره قام مقامه، وطلب منه أن يحلف هو ومن معه ألا يغدره، وأن يقرضه مبلغ خمسين ألف درهم يتعوضها من إقطاعه، فتقرر الحال على أن يبعث إليه الأمير أيتمش عشرة أحمال من الدقيق والشعير والبقسماط وغيره، ومبلغ خمسة ألاف درهم، فقدم حينئذ، فلما قارب رميثة مكة ركب الأمير أيتمش بمن معه إلى لقائه، فإذا عدة من قواده مع وزيره قد تقدموه ليحلفوا له العسكر، فعادوا بهم إلى الحرم وحلفوا له أيمانا مؤكدة، ثم ركبوا إلى لقائه وقابلوه بما يليق به من الإكرام، فلبس رميثة تشريف السلطان، وتقلد إمارة مكة، وعزم على تقدمة شيء للأمراء، فامتنعوا أن يقبلوا منه هدية، وكتبوا إلى السلطان بعود الشريف إلى الطاعة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظرا لاشتماله على أكثر من عام هجري أحيانا




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]