من معجزاته صلى الله عليه وسلم
د. أمين بن عبدالله الشقاوي
الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أما بَعدُ:
فإن اللَّه أجرى على يد أنبيائه ورسله من المعجزات والدلائل القاطعات ما يدل على صدق دعواهم أنهم رسل اللَّه، ولكي تقوم الحجة فلا يبقى لأحد عذرٌ في عدم تصديقهم وطاعتهم؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحديد: 25].
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثرُ الرسل معجزات، وأعظم معجزاته صلى الله عليه وسلم القرآن العظيم الذي بُعث به في أمة قد بلغت في الفصاحة أعلاها، وفي البلاغة أجلَّها وأسماها،
وتحدَّاهم أن يأتوا بمثله، ويستعينوا على ذلك بأهل الأرض جميعًا إنسهم وجنهم، فعجَزوا؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23].
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم العظيمة: الإسراء والمعراج، فقد أُسريَ به إلى المسجد الأقصى على دابة يقال لها: البراق، وهو أبيض طويل، فوق الحمار ودون البغل, وصلى ركعتين في المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء، والتقى بالأنبياء آدم وموسى وعيسى وهارون وغيرهم، حتى وصل إلى سدرة المنتهى، وسمع صريف الأقلام، وكلَّمه ربه، وفُرِضَتْ عليه الصلوات الخمس، ثم هبط إلى المسجد الأقصى، وهبط الأنبياء معه[1]؛ قال ابن كثير: «والذي يظهر أنه صلى بهم صلاة الصبح، وهنا ظهر شرفُه وفضله على جميع الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، ثم أخبر قريش بالخبر، فكذبوه وقالوا: إن كنت صادقًا فصف لنا بيت المقدس، وكانوا يذهبون إليه ويعرفونه»[2]، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ: فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأتُهُمْ بِهِ»[3].
اللهم وفِّقنا لاتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، والصبر على ذلك والدعوة إليه، واحشرنا في زُمرته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأسئلة:
1- مَن أكثرُ الرسل معجزاتٍ؟
2- ما معجزة النبي صلى الله عليه وسلم التي حفظها الله إلى يوم الدين؟
3- ما الحكمة من تأييد الأنبياء والرسل بالمعجزات؟
[1] تفسير ابن كثير بتصرف (8/ 431).
[2] تفسير ابن كثير بتصرف (8/ 431).
[3] برقم (172).