عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-10-2006, 10:53 AM
الجواد الاصيل الجواد الاصيل غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 405
Smile غلطه ام...................






غلطة الأمهات قبل البنات !!
خالد الشايع

في كل عام يتكرر سؤال شرعي يوجه إلى أصحاب الفضيلة العلماء وهذه فحواه :

تقول السائلة : إني عندما كنت صغيرة وبلغتُ سِنَّ التكليف وأتتني الدورة في رمضان تظاهرتُ بالصيام حتى في تلك الأيام كما كنت متعودة في رمضان ، ولم أقض ما أفطرته من أيام ، وتوالت السنين حتى بلغت الثلاثين أو الأربعين ولم أقض ، فماذا يجب علي ؟.

إنَّ هذا السؤال وأمثاله ليدل على التباعد الحاصل بين الفتيات وبين أمهاتهن ، حيث تتردد الفتاة في مصارحة أُمِّها في كثيرٍ من الأمور التي تعرض لها حياءً وخجلاً ، أو بسبب ما بينها وبين أمها من التباعد والشقاق .
ولهذا فإنَّ الفتيات ـ وخصوصاً في فترة المراهقة ـ ربما صرَّحن بأسرارهن ومكنونات أنفسهن إلى صديقاتهن المراهقات مثلهن ، ممن يفتقدن الحكمة والتجربة ، ولهذا ربما جاءت تلك الاستشارة بالكوارث .

إنَّ المطلوب من الأم أن تكون بمنزلة الصديقة لبنتها : تحادثها ، وتلاطفها ، وتروِّح عنها ، لتكون قريبةً من نفسها ، وخاصة في مرحلة المراهقة .

ومن تأمل في النصوص الشرعية فإنه يدرك أن الأنثى قد جبلت على رقة المشاعر ورهف العواطف ، ولهذا فقد جاءت الشريعة حاضَّةً ومرغبةً في أن يكون التعامل مع المرأة في عدد من القضايا ملاحَظاً فيه هذه الجِبِلَّة التي جُبِلَ عليها بنات آدم .
وعندما يجاوز الناس هذا الاعتبار ويهملونه فإنه يصيبهم من الشطط والخطل بقدر مجاوزتهم لهذا الاعتبار الجليل .

وكثيرٌ من الناس اليوم على طرفي نقيض :

فهناك الأنماط الأسرية التي تجعل للفتاة كامل الحرية في الذهاب والإياب ، والغيبة عن البيت متى شاءت ، وأين شاءت (!!) .
وهناك ما هو على النقيض ، وهو التشديد الشديد على الفتاة في حديثها ولبسها وتحركاتها ، بما يكون معه حرمانها مما أحل الله وأباحه ، فينشأ حينئذ هاجس البحث عن مَلاذٍ آخر ومأوى بديل !! والصواب ما بين ذلك.

وحتى ندرك واحداً من المعالم السديدة في التعامل مع الفتاة من قبل أسرتها ، وخاصةً أبويها ، وما ينبغي من احتوائها والعناية بعواطفها ومشاعرها ، فلنا أن نتوقف مع موقف كريم جليل لحظته السيدة الكريمة عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ ونقلتها إلينا .

فقد روى أبو داود والترمذي عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت : ما رأيتُ أحداً كان أشبه سَـمْتاً ، وهَدياً ، ودَلاً ، وحديثاً ، وكلاماً ، برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله عنها ، كانت إذا دَخَلَت عليه قام إليها ، فأخذها بيدها ، وقبَّلَها ، وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه ، فأخذت بيده ، فَقَبَّلَتْهُ ، وأجلَسَتْهُ في مجلسها " .

إنَّ هذا التعامل الراقي الذي يفيض رحمةً ويتوهج عطفاً لتحتاج إليه الفتيات اليوم أكثر من أي يوم مضى
، ليشعرن بقرب أهليهن منهن وحرصهم عليهِنَّ ، حتى يُجَنَّبْنَ كثيراً من ضغوط الحياة المعاصرة ومعاطبها ، بل وحتى يتدرجن ويرتقين في معارج الفضل والكرم والنُّبل .

نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ ، إنه هو الوهاب ، وصلى الله وسلم على
نبينا محمد.
مع تحياتي الجواد

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.68 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.77%)]