دخل رجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) اسمه مجاشع فقال: يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): معرفة النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): مخالفة النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضا الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): سخط النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى وصل الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): هجر النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): عصيان النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): نسيان النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى قرب الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): التباعد عن النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى أنس الحق؟
فقال (صلى الله عليه وآله): الوحشة من النفس.
قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذلك؟
فقال (صلى الله عليه وآله): الاستعانة بالحق على النفس.
وقال (صلى الله عليه وآله): إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة.
وقال (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال (صلى الله عليه وآله): أحسنكم أخلاقاً، وألينكم كنفاً، وأبركم بقرابته، وأشدكم حباً لإخوانه في دينه، وأصبركم على الحق، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفواً، وأشدكم من نفسه إنصافاً في الرضا والغضب.
وقال (صلى الله عليه وآله): نحن الشجرة الطيبة، والعروة الوثقى، ومحبونا ورقها، فمن أراد الدخول إلى الجنة فليستمسك بغصن من أغصانها.
وقال (صلى الله عليه وآله): سراج المؤمن معرفة حقنا، وأشد العمى من عمي عن فضلنا، وكفى به من عمي عن أمر نبي الله.
وقال (صلى الله عليه وآله): إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام.
وقال (صلى الله عليه وآله): سائلوا العلماء وخاطبوا الحكماء وجالسوا الفقراء، وقال: فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وأفضل دينكم الورع.