اسم الكتاب :الشمس والغربال
تأليف سمر عبد الهادي
فلنبحث عن الحقيقة
وهناك اقتباسات لكتاب المسيحيين المقدس
ذهب رجل الى طبيبب نفسي ، واشتكى له انه في الآونة الأخيرة ، راح ينسى الكثير من أشيائه ويضيعها ، فهو يضعها
في مكان ما ، ومن ثم يقتقدها بعد ذلك ،فلا يجدها . وأبتدأت الجلسات الطبيب مع المريض تتوالى ، وأسئلته تنهال عليه من كل جانب
، سأله عن وضعه الصحي والعائلي ، الإجتماعي والمالي ، طفولته ، مراهقته ، وشبابه ، هواياته ,وعمله واصدقائه.. ورغم كل هذه
الزيارات المتكررة لم تفلح جهود الطبيب ، فما زالت أشياؤه تضيع ولا يجدها .. فراح الطبيب يغوص في أعماق المريض ، بحثا عن السبب ،
فلربما يكون سبب هذا النسيان المفاجيء ، صدمة نفسية ، أو مشكلة عاطيفة ، أو لربما مأساة حدثت في صغره ، وفيما كان الطبيب بصدد
، وصف بعض الأدوية ، المنشطة للذهن والذاكرة لمريضه ، انقطع ذلك المريض فجأة عن زيارة طبيبه ، ولما سأل الأخير عن ذلك ،
أجابه المريض ضاحكا : لقد اكتشفت السر في ذلك ، لقد كان هنالك ثقب في جيب بنطالي ، كانت تسقط منه الأشياء ، فتضيع مني ،
دون ان ادري.
لقد بنيت حسابات ذلك الطبيب ، منذ البداية على فريضة خاطئة ، فكانت النتائج بالتالي كلها خاطئة.
هنالك تشابه كبير ، بين ما حدث مع هذا الطبيب ومريضه ، وبين الأحداث الكتاب المقدس . فكما بنى الطبيب افتراضاته منذ البداية ،
على حسابت خاطئة ، لتأتي النتائج بالتالي خاطئة ، كذلك فإن في الكتاب المقدس الكثير من المعطيات ، قد بنيت على افتراضات غير سليمة
، لتعطي في النهاية نتائج خاطئة وغير سليمة ايضا . واول هذه المعطيات ، هي قصة صلب السيد المسيح ، وحيث أن العقل والمنطق والضمير ،
يرفض تماما فكرة صلب نبي طاهر ، مثل عيسى عليه السلام ، فكان لا بد من إيجاد مسوغ مقبول ، وسبب معقول ، لتسويق وتقبل مثل هذه الواقعة ،
فكانت الفرضية الثانية ، وهي أن عيسى عليه الصلاة والسلام ، هو ابن الله ، وأنه قد صلب فداءً وتخليصا لذنوب البشرية ... وحين ظهر سيدنا
عيسى عليه الصلاة والسلام ، بعد نجاته من الصلب ، جاءت الفرضية الثالثة ، وهي أنه قد قام من بين الأموات بعد صلبه..وهكذا ظلتع الفرضيات
والتبريرات تتوالى ، ويتبع بعضها بعضا ، وكل واحدة تحاول تفسير وتبرير ما قبلها ..هناك مثل غربي يقول " يلزمك القليل من الوقت لإنجاز
عمل صحيح ، ولكنك تحتاج الى وقت أطول ، حين يكون العمل خاطئاَ ، لتبرر ذلك الخطأ "
It takes you less time to do things right than to explain why you did it wrong
ولو حاولت قراءة الانجيل ، بفرضية جديدة وهي أن السيد المسيح لم يصلب ، وإنما تم رفعه الى السماء حياَ
، لاختفت عندها الكثير من المتناقضات التي أمامك ، ولو وجدت أن الاسئلة المعلقة ، دون أجوبة مرضية ، قد
باتت الآن واضحة الجلية .
وهذه بعض التساؤلات والأفكار ، أطرحها بين يديك ، أيها القاريء الكريم ، لعلها تهديك الى صراط المستقيم :
1) لماذا يحتاج الآباء عادة لأبنائهم في الحياة ؟
الجواب ببساطة : ان هؤلاء الابناء يعينون أباءهم ، في حال مرضهم وكبرهم أو عجزهم ، كما
أنهم يساعدون آباءهم ماديا ، إذا ما ضاقت عليهم ظروف الحياة ، ويذكرون هؤلاء الأباء بعد وفاتهم بالدعاء
لهم ، وإحياء ذكراهم .
والسؤال : هل يحتاج الله تعالى برأيك لمثل هذا الولد ، والله القوي والعزيز الذي لا يعجز ، وهو الحي الذي
لا يموت ، وهو الغني الرزاق الذي لا يفتقر لذلك تجد في القرآن الكريم ،ردا على ذلك فيقول : "
قالوا اتخد اللله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السموات ومافي الارض ان عندكم من سلطان لهذا ،
تقولون على الله مالا تعلمون " سورة يونس -68
2) لماذا انتظر الله سبحانه وتعالى ، طوال هذه السنين ، ثم أنجب ولدا فجأة ، ولماذا لم ينجبه منذ بداية الخلق ؟
وهل كان طوال هذه المدة مترددا بين العفو والانتقام ، فما الحكمة من هذا التأجيل اذا ؟؟
3) اذا كان عيسى عليه السلام ، هو فعلا الفادي والمخلص من الذنوب والأثام ، فماذا عن اولئك
الخلق والأنام ، الذين عاشوا قبل سيدنا عيسى ، وماتوا ولم يسمعوا به ، فمن يخلصهم ويفديهم ؟
أليس هم أبناء آدم أيضا ، وورثوا الخطيئة الأولى مثل غيرهم؟ وكيف ستتم محاسبتهم إلى الجنة أم النار ؟ ولماذا خص الله سبحانه وتعالى ؟
بعد خلقه، بأن جعل لهم مخلصا وفاديا بينما حرم البعض الآخر من ذلك؟
4) إذا كانت ولادة سيدنا عيسى ، بتلك المعجزة الالهية التي لم يسبق لها نظير ، قد أذهلت الكثيرين ، فجعلتهم يعتقدون أنه ابن الله ، لمجرد
ولادته دون أب ، فماذا عن سيدنا آدم ، الذي ولد بمعجزة أكبر ، بلا أم ولا أب ، فلم لم يقولوا أنه ابن الله ؟!!
ولذلك يلفت الله تعالى الأنظار الى هذه الحقيقة ، فيقول :" ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون .."سورة
آل عمران آية 59-60
5) الرسل والأنبياء السابقين ، ومنذ آلاف السنين ، قبل سيدنا عيسى كانوا جميعهم :
- اولا - رسلا بشرا عادييين ، مبشرين ومنذرين
- ثانيا - مهمتهم واحدة لم تتغير : الدعوة الى التوحيد وعبادة الله ، ويشير القرآن الكريم الى ذلك ،
بقوله سبحانه وتعالى : " وما أرسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه أنه لا اله إلا انا فاعبدوني " سورة الانبياء آية 25
لقد كان هذا هو ناموس الله في خلقه ، منذ أن اوجد الارض ومن عليها ، فهل نقب الله سبحانه وأبطل فجأة ، ناموسة الالهي
هذا في الكون ، بأن بعث هذه المرة :
- اولا - سيدنا عيسى بطبيعة الــــــهية مختلفة ، عمن سبقوه من الرسل !!
- ثانيا - بمهمة مختلفة ايضا ، بأن جعله فاديا ومخلصا ، ليخالف بذلك مهام جميع الرسل الذين سبقوه !!
فبذلك يكون عيسى عليه السلام ، قد جاء لينقذ الناموس والأنبياء !!
دعنا نسمع السيد المسيح لا قول المؤرخين والكتبة، فقوله هو الأحق أن يسمع ، والأصوب أن يتبع ، يقول :" لا تظن أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء، ما حئت لأنقض بل لأكمل "من كتاب الإنجيل متى الأصحاح الخامس عدد 17"
ولا يخفى على كل عاقل أن كلمة" إكمال " هذه تعني الإستمرارية ، والمثلية سواء في طبيعة العمل نفسه أو طبيعة العامل(أو الرسول).
بل أن السيد المسيح ، راح سوف يؤكد لهم بعد ذلك لأن هذا الناموس الإلــــــــــــــهي سيظل ساري المفعول، ولن ينقض حتى قيام الساعة ، فيقول : " الحق أقول لكم ، إلى أن تزول السماء والأرض ، لا يزول حرف، ولانقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " - انجيل متى الاصحاح الخامس عدد 18الى 19
ثم أكد لهم مرة أخرى أن دخول ملكوت الله ، يعتمد على أعمالهم فلا ينتظروا الخلاص من غيرهم قال: " فإني أقول لكم إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسين لن تدخلوا ملكوت السموات " - انجيل متى الاصحاح الخامس عدد 20.
لذا فأنا أقول لكم ما قاله السيد المسيح "أبحثوا عن الحقيقة ، فالحقيقة تحرركم "!!!
يتبع...