حوار العقل
إذا القيت محاضرتان حول نفس الموضوع ، المحاضرة الاولى كانت بنفس اللغة الام للمستمعين ،
وتمت تسجيلها فورا على شريط التسجيل ونوقشت المحاضرة ، بكل تفاصيلها و حيثياتها مع المحاضر
وقبل ان يغادر ....
والمحاضرة الثانية كانت مترجمة ، ولم يتم تسجيلها ، وانما دونت أفكارها بعد رحيل المحاضر بعدة سنوات ..
وبصراحة وكل موضوعية ، اي المحاضرتان أقرب للتصديق ، والدقة والتوثيق وعدم التحريف ؟؟
إن هذا هو بالضبط ، ما حدث لكل من القرآن والانجيل ، وقد نزل القرآن الكريم بلغة العربية لغة الأم ،
وتم تدوينه حول نزوله ، حيث كانت الآية القرآنية تدون على الرقاع والصحف ، حتى ولو نزلت
بعد منتصف الليل ، وقد تم تدوينه كله في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، في حياته وقبل وفاته ،
قد تم جمعه كاملا ، لا في السطور وحسب بل في الصدور ايضا .
وكان نزوله من الله مباشرة الى جبريل عليه السلام ، الى محمد صلى الله عليه وسلم .
اما الكتاب المقدس ، فقد تمت ترجمته الى عدة لغات ، مما جعل المعنى الأصلي للكلمة ، يبهت
ويبلى على كثرة الترجمة ، وكتب بعد رفع السيد المسيح ، بعدة سنوات بصياغة بشرية ، وحيث جاءت القصة الواحدة ،
بروايات متعددة ومختلفة ، فما أربك الكتاب المقدس ، وأوقعه في كثير من المتناقضات ، فتقرأ عن معلومتين
مختلفتين ومتناقضتين ، فلا تدري ايهما الأصح والأصوب.
ولكن الله سبحان وتعالى ، منزل الكتب السماوية كلها لا يمكن أن يترك عباده ، حائرين بين الأمرين ،
فأنزل القرآن الكريم ليحسم الأمر ، ويقطع الشك باليقين يقول سبحانه وتعالى : " وما أنزلنا عليك الكتاب
إلا لتبين لهم الذي أختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " سورة النحل آية 64
وقال سبحانه وتعالى ايضا : " إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ، وأنه
لهدى ورحمة للمؤمنين " سورة النمل آية 76-77
دعنا نلقي الضوء ، على بعض ما جاء في الكتاب المقدس من فقرات ، وما يقابلها في القلاآن الكريم من آيات،
لتقرر أنت - أيها القاريء الكريم - بعد ذلك بنفسك ، أيهما أقرب للعقل والمنطق والتصديق ، ولنعمل بنصيحة
الإنجيل نفسه ، الذي يقول "امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسن " رسالة بولس الأولى لأهل تسالونيكي
الإصحاح الخامس عدد 21
- أولا : بدء الخلق
إن أول فقرة جاءت بالكتاب المقدس ، تقول :" في البدء خلق الله السموات والأرض ، وكانت الأرض خربة وخيالية ..
وروح الله يرف على وجه المياه" تكوين الاصحاح الاول عدد1
إذا فكرت جيدا ، بعقلانية في هذا الكلام ، فإنه سرعانه ما يتبادل في ذهنك أسئلة عدة: من هو قائل هذه المعلومات؟
لمن قالها ؟ أين الدليل ؟ ومن هم الشهود على رؤية روح الله وهي ترف على وحه المياه؟
وبالتأكيد فإنك لن تجد إجابة واحدة وافية لكل هذه التساؤلات.
ثم إنك تقرأ في الكتاب المقدس بعد ذلك ، كلاما على لسان الرب يقول " أنا الرب صانع كل شيء،
ناشر السموات وحدي باسط الأرض من معي " اشعياء الاصحاح الرابع والاربعون عدد 24.
فهاتان - كما ترى- معلومتان متناقضتنا..
ولكن ستجد الجواب المنطقي في القرآن الكريم ، حيث يقول سبحانه وتعالى :"ما أشهدتهم
خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا" سورة الكهف آية 51.
ثانيا خلق الكائنات:ويصف الكتاب المقدس، كيف خلق الله سبحانه وتعالى الدواب والوحوش والبهائم ويقول :
"ورأى الله ذلك إنه حسن "تكوين الاصحاح الأول عدد 20-31
فيبدو لك من هذا الكلام أن الله سبحانه وتعالى كأنه يمر بمرحلة تجريبية في خلقه ، فإذا ما نجحت
تجربة الخلق هذه وجاءت حسنة ، فإنه يتابع الخلق وهكذا..وهذا مما لا يليق بالخالق العظيم.
أنظر بالمقابل إلى المعنى التصحيحي، الذي جاء بالقرآن الكريم، حول نفس النقطة ،
فيقول سبحانه وتعالى :"صنع الله الذي أتقن كل شيء" سورة النمل آية 88
ويقول أيضا :" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " سورة التين آيه 4،
ويقول :"الذي أحسن كل شيء خلقه" سورة السجدة آية 7.
أما فيما يتعلق في خلق السموات، فيخبرك الكتاب المقدس " أن السموات غير طاهرة بعيني الله"
أيوب الاصحاح الخامس عشر عدد 15.
ويقول في نص آخر "أن الله رأى السموات حسنة " تكوين الاصحاح الأول عدد 17.
ومرة ثالثة يقول "أن الكواكب غير نقية في عيني الله" سفر الايوب الاصحاح الخامس والعشرون عدد 5.
لاحظ الفرق بما جاء بالقرآن الكريم ، يقول سبحانه وتعالى " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها
وما لها من فروج ". سورة ق آيه 6
وقال " ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا "سورة نوح آيه 15-16.
وقال أيضا "الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ، فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير، ولقد زينا السماء بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين"
سورة الملك آية 3-5.
يتبع...