ثالثا :صورة الله
يخبرنا الكتاب المقدس ، بأن " الله خلق الانسان على صورة الله وعلى شبه الله خلقه" تكوين الاصحاح الاول عدد 27، الاصحاح الخامس عدد 1 ، ولكنك تقرأ في الكتاب المقدس بعد ذلك استنكارا على لسان الرب يقول " بمن تشبهوني وتسوونني ، وتثلونني لنتشابه "؟
أشعياء الاصحاح 46 عدد5 ،والاصحاح الاربعون عدد 18
وتجد نفس الاستنكار على هذا التشبه مرة اخرى ، في الكتاب المقدس يقول " من يعادل الرب ، من يشبه الرب بين ابناء الله " ؟ المزمور 29 العدد6.
امران متناقدان فبأيهما تأخذ ؟
القرآن الكريم يأتيك بالجواب الحاسم ، يقول سبحانه وتعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " سورة الشورى آية 11
ومرة اخرى يقول سبحانه:" أفمن يخلق كمن لا يخلق ، افلا تتذكرون " سورة النحل آية 17
رابعا : رؤية الله
يؤكد لك الكتاب المقدس مرارا على "امكانية رؤية الله " فيقول" ان يعقوب رأى الله وجها لوجه " تكوين الاصحاح 32 عدد 30
، وان الرب يكلم موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه ولم تقتصر رؤية الله سبحانه على سيدنا يعقوب وموسى ، بل يخبرك الكتاب المقدس بأن ، " موسى وهارون وناداب وأبيهو وسبعون من شيوخ اسرائيل رأوا الله ، بل انهم حتى أكلوا وشربوا أيضا " خروج الاصحاح 24 عدد 9-11
ومقابل كل هذه التأكيدات ، تجد في الكتاب المقدس ، كلاما مغايرا لذلك تماما ، ففي اكثر من نص ، يؤكد لك" استحالة رؤية الله " ؟
فيقول الرب لموسى عليه السلام " لا تقدر أن ترى وجهي ، لان الانسان لا يراني ويعيش"خروج الاصحاح 23 عدد20
ثم يؤكد الانجيل في العهد الجديد استحالة رؤية الله فيقول : " الله لم يره احد " يوحنا الاصحاح الاول عدد18
ومرة اخرى " الله لم ينظره أحد " رسالة يوحنا الرسول الاولى الاصحاح 14 عدد 12
وهكذا يجد القاريء نفسه امام أمرين متناقضين تماما ، تأكيد من جهة ، ونفي من جهة اخرى؟!!
ومرة أخرى القرآن يحسم لك الامر ، فيقول سبحانه وتعالى ،مخاطبا سيدنا موسى عليه السلام :
"ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ، قال رب أرني أنظر إليك،قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه
فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل دكا وخر موسى صعقا ، فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين" سورة الاعراف-143
ثم يوضح القرآن لك مرة أخرى فيقول "لا تدركه الابصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير" سورة الانعام-103
ويؤكد مرة ثالثة بقوله :"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء إنه
علي حكيم ".هكذا تجد أن الآيات كلها تاتي في نفس السياق ، تأكيد بلا نفي أو تناقص.
خامسا-هل ينسى الله؟
يذكر لنا الكتاب المقدس "أن الله قد أقام وثاقا من نوح وبنيه ألا يكون طوفانا ليخرب الأرض، وأنه قد وضع قوسا في السماء
حتى يذكره هذا القوس بعهده وميثاقه " تكوين الاصحاح التاسع عدد 11-16.
ويذكر مرة أخرى أنه "لما سمع أنين بني إسرائيل من العبودية تذكر الله ميثاقه مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب"
خروج الاصحاح الثاني عدد 24-23
ثم تقرأ في الكتاب المقدس نصا يقول " لماذا تنسانا يا رب إلى الأبد وتتركنا طول الأيام" مراثي ارميا الاصحاح
الخامس عدد 20،
ويقول كذلك" إلى متى يا رب تنساني كل النسيان" المزامير الثالث عشر عدد1.
وهنا لا بد من طرح السؤال : هل يعقل أن يكون الله سبحانه وتعالى مثل البشر ، ينسى ثم يتذكر؟ ولو كان - حاشاه - مثل البشر ،
لخربت الأرض ومن عليها... لأنك أنت كبشر ،لو نسيت أن تطفئ موقد الغاز ، في الوقت المناسب لاحترق
البيت بأكمله..فما بالك بهذا العالم الكبير!
وتجد القرآن الكريم يرد على هذه الافتراءات ، وبوضوح تام ،يقول سبحانه وتعالى } وما كان ربك نسيا { سورة مريم-64.
سادسا - هل يندم الله؟
يقول الكتاب المقدس "ان ربك ندم على الشر الذي قال أنه يفعله لشعبه" خروج الاصحاح الثاني والثلاثون عدد14
ثم تقرأ بعد ذلك ، ما يناقض هذا النص تماما يقول "ليس الله إنسانا فيكذب ، ولا ابن انسان فيندم، هل يقول ولا
يفعل أو يتكلم ولا يفي"! عدد الاصحاح الثالث والعشرون عدد 19.
ويأتي القرآن حاسما في هذا الأمر ، فيقول سبحانه وتعالى } وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له من الله ،ومالهم من
دونه من وال { سورة الرعد - 11
لأن الله سبحانه وتعالى ، عندما يريد أن ينزل العقاب بقوم ، فهو لا يغير رأيه ويعود عن قراره ، فهو أحكم الحاكمين
، والمدبر لكل الأمور .
فأيهما - في رأيك - أقرب للعقل والمنطق أن يكون الخالق إله عليم قادر ، يعلم ما يفعل ، أم حاشاه - إله يخلق ويهلك
ثم يحزن ويندم؟
سابعا- هل يتعب الله ؟
يقول الكتاب المقدس بأن " الله فرغ في اليوم السابع في عمله ، فأستراح في اليوم السابع من جميع عمله " تكوين الاصحاح الثاني عدد 2
، ومرة أخرى يبرز سؤالا عقلاني :هذا الخالق العظيم ، القوي ، القادر ، الذي خلق الكون بهذه الدقة والعظمة ، هل يمكن ان يتعب ليستريح ؟؟
هذا الكلام يمكن ان يقال عن البشر ، عن انسان محدود القوة والطاقة ، بأنه تعب فأستراح أما الخالق فلا .
ولكن ما ان تتابع قراءة الكتاب المقدس ،حت تجد كلاما يناقض ما جاء في سفر التكوين ، فيقول " اما عرفت ام لم تسمع ...اله الدهر
الرب خالق أطراف الارض لا يكل ولا يعيا " أشعياء الاصحاح 40 عدد 28.
وامام هذا التناقض الواضح ، يحسم القرآن الكريم الامر ، بحيث لا يكون فيه لبس ولا غموض ، فيقول سبحانه وتعالى } ولقد خلقنا السموات
والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب {سورة ق -38
أي ما سنا من تعب .
ثامنا- هل يأمر الله بالتخريب وبالاضرار
يقول الكتاب المقدس : عندما تحاصر مدينة .. فلا تتلف شجرها .. هل شجر الحقل انسان حتى تذهب قدامك في الحصار "
تثنية الاصحاح 20 عدد 19
، كلام تشم رائحة الرحمة والرأفة من خلاله ، ولكنك تفاجأ بنص آخر بعد ذلك ، يقول و على لسان الرب
"فتضربون كل مدينة محصنة وتقطعون كل شجرة طيبة وتطمون جميع عيون الماء ، وتفسدون كل حقلة جيدة في الحجارة "!!
سفر الملوك الثاني الاصحاح الثالث عدد19.
وهكذا تجد نفسك امام أمرين متناقضين تماما : امر بعدم الاتلاف وأمر آخر يقول : كسروا ..خربوا ..دمروا..!!
وهنا ايضا تجد القرآن الكريم يعطيك صوت المنطق والحق والعقل والضمير ، فيقول سبحانه وتعالى:
} أنه لا يحب المعتدين ، ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها { سورة الاعراف آية 55-56،
ويقول } ولا تعثوا في الأرض مفسدين { وقد تكررت هذه الآية في خمس سورمن القرآن الكريم وهم كالآتي : سورة البقرة آية 60
، سورة الاعراف آية 74 ، وسورة هود آية 85 ، وسورة الشعراء آية 183، وسورة العنكبوت آية 36.
منقول
واسأل الله تعالى الهداية للجميع
اختكم في الله
نورا*