
10-11-2006, 12:12 PM
|
 |
قلم برونزي
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: kuwait
الجنس :
المشاركات: 1,746
الدولة :
|
|
مكانة الإنسان في الإسلام
احتل الإنسان في الإسلام أعظم مكانه , وأعلى منزله , فقد نوه القرآن الكريم بشأنه و أشار إلى رفعة منزلته وعلو قدره , فقد خلقه الله عزوجل بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته , وسخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعا , وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا , واستخلفه في الأرض ليقم بعمارتها إصلاحها , وأعانه على أداء دوره في هذا الوجود بما زوده من أدوات العلم و المعرفة , وأوحى إليه برسالته , وشرع له من التكاليف ما يسمو بإنسانيته , ويرقى بآدميته , ويصون كرامته , ويعظم حرماته , لا أحد أحب الى الله عزوجل من الإنسان و لا أكرم عليه منه ومـــن هنـــا : كان الإسلام _ وه رسالة الله الى الإنسان _ أعدل نظرة إلى طبيعته , وأشد إحتراما لإنسانيته , وتقديرا لذاته وقدرته , وإعترافا بفضله .
- نظرة الإسلام إلى الإنسان :
اما الإنسان في نظر الإسلام فهو الكائن البشري الذي خلقه الله عزوجل , فسواه فعدله وصوره في أحسن صوره , وفضله على سائر خلقه , وحمله أمانته , وسخر له من فضله كل شيئ حوله , واستخلفه واصطفاه لعبادته , وليس الإنسان كائنا أرضيا بحتا كما يصفه الماديون وإنما هو كائن يمتزج في كيانه عنصران , فهو قبضه من طين ونفخه من روح الله عزوجل قــال الله تعالى : " الذي أحسن كل شيئ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلـله من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه "
وتمثل قبضة الطين فيه ( جسده ) ومتطلبات هذا الجسد الطبيعه , وألوان نشاطه المـادي.
وتمثل النفخه من روح الله عزجل في الإنسان ( روحه ) ومظاهر هذه الروح من وعي و إدراك , وإراده و إختيار , و العنصران ممتزجان مترابطان يتكون منهما كيان موحد يصدر عنه النشاط الإنساني جسديا كان أم روحيا , ولا يصدر أحدهما عن عنصره منفصلا عن الآخر أو مستقلا عنه .
غير أن الإنسان حين يمارس نشاطا جسديا يشبع فيه حاجاته الماديه يكون ذالك منه ميلا جسديا , وحين يمارس نشاطا روحيا يشبع فيه حاجاته المعنويه يكون ذالك منه ميلا روحيا , وهو في كلتا الحالتين ميل مؤقت لا يدوم لناحيه دون أخرى , و إنما هو تداول بين نشاط الجسم ونشاط الروح , وذالك يساعد الإنسان على التوازن في الوسط بين الروح و الجسد , وأي إشباع لجانب منهما على حساب الآخر يعد خللا في النفس الإنسانيه يأباه الدين.
ومن هنا نرى أن نظرة الإسلام للإنسان هي نظره عادله.

|