الموضوع: * فحم الأكاذيب *
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-11-2006, 04:25 AM
الصورة الرمزية قاصرة الطرف
قاصرة الطرف قاصرة الطرف غير متصل
مشرفة ملتقى الأخت المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: -* واحة زهرات الشفاء *-
الجنس :
المشاركات: 4,853
افتراضي * فحم الأكاذيب *

فحـم الأكاذيـب


هذا جزء من مقالة بعنوان ( فحم الأكاذيب ) .. قرأتها في صحيفة (الإمارات اليوم ) .. لكاتبها زياد خداش ...
أحببت أن أضع بين أيديكم جزء منها .. وأعتذر عن نقل الجزء المتبقي لأني لم اقتنع ببعض ما جاء فيها .. السموحة


لا أفهم المرأة السهلة التي تمد جسورها من أول رائحة رجل ... كما لا أفهم الغرف التي بلا ستائر والمفتوحة للشمس وضجيج الأعراس القريبة والملاعب .. أيضا لا أفهم الرجل الذي يندفع كالنهر باتجاه أول أنثى تضحك معه .....

الطبيعة تحب الصعوبة السهلة في المرأة ، تلك التي تقع في منطقة شائكة وغامضة اسمها ... الوحشة اللذيذة واللاواعية والصامتة والمتأملة والمعذبة .والعتمة الخفيفة والظلال .. لماذا لا تشدنا الإضاءات الصاخبة والأمكنة الواضحة المعالم ؟ ألان الوضوح هو عدو الفن والجمال وصفاء الروح ؟


أنا أبحث في منطقة أخرى لها علاقة بجماليات الظلال والأمكنة والعتمة والانوثة ..
تهز المرأة الذكية العالم لا بعينيها الواسعتين أو ثقافتها فقط وشعرها الطويل ... يل بصمتها ، ولغة نظرتها ، وإيقاع ابتسامتها .. واستحالة القبض على إحساسها وحقيقتها ...

أحس بأن المرأة هي مندوبة الوجود على الأرض ، فنحن لا نفهم وجودنا، ولا نعرف مصيرنا ، ولا نفهم تناقضات حياتنا ، ولكننا مع ذلك نحس بسعادة وهناء العيش ومتعة أننا أحياء رغم معرفتنا بمصيرنا المجهول والمخيف ، كلما كانت المرأة متاحة ، وقاب قوسين أو أدنى من رجل وسيم يقترب ، توغلت أكثر في خيانه أصالتها وطبيعة ومصدر رحيقها .


المرأة التي تحافظ على عتمتها وظلالها وشموعها الناعسة ، في معبد روحها ، تعيش أكثر في ذهن الطبيعة ، وحين تغادر طبيعتها المظلله لغة ومواقف ، بفعل إغواء الرجل صاحب الشعر الناعم والكلام الساحر فهي تسقط في مهب السعادة المؤقتة ، وحين تندم وتكشف أنها خدعت ، تحاول أن ترجع ألى معبد روحها ، فلا تجد هناك شموعا ولا ظلالا ولا عتمة ..
بل سطوع أمكنة شديد ، ونوافذ مشرعة للأشاعات والغبار والغربان ، فيتشوش نظرها وتفقد جوهرها .....
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.03 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]