عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-11-2006, 06:55 AM
tutah tutah غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 17
الدولة : Afghanistan
افتراضي

د ـ الاستضعاف:

لا يقف الاستضعاف عند حدود القهرين الجسدي والنفسي، وإنما يتعداهما إلى القهر الفكري،

وإذا كان في بعض مؤدياته يلتقي مع الاستبداد، إلاّ أنه أشد قسوة.

في هذا المقام، يرسم النص القرآني موقفاً مميزاً يحثُّ فيه من تعرَّض للاستضعاف للتعبير عن رفضه للواقع، وإن استدعى الأمر الهجرة،

وذلك لفتح آفاق جديدة أمام الناس المسلوبي الإرادة، ليستأنفوا حياتهم من جديد، بحيث يتمكنون من تجسيد فعل الاستخلاف

(إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً)[النساء/97].

فالاستكانة، وفق منطوق هذه الآية، مرفوض، طالما أنّ ثمة العديد من الخيارات أمام الإنسان، فإذا استسلم للواقع وأفنى حياته،

التي هو مؤتمن عليها، هكذا، ومن دون أي ثمرة، فسيحاسب في الآخرة حساب المتجاوز للتكاليف، وسيلاقي حساباً عسيراً،

والآية بإطلاقها تتضمّن مختلف أشكال الاستضعاف، ومنها الناحية الفكرية. "فالحقيقة، كما الإبداع، لا علاقة لهما بالسلطة، وإنما تربطهما قرابة أصيلة بالحرية".
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 12.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 11.61 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (5.02%)]