[عبد اللطيف]

- ولم تفلح دعوته إليهم لا بالترغيب ولا بالترهيب ، بل استمر أكثرهم على الضلالة و عبادة الأصنام ، ونصبوا له و لمن آمن به العداوة .
- وكان كلما انقرض جيل وصوا من بعدهم بعدم الإيمان به ومحاربته ، وكان الوالد إذا بلغ ولده وعقل عنه كلامه وصاه بألا يؤمن بنوح أبدا ما عاش .قال تعالى( ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) سورة نوح 27.
- ولما أكثر نوح جدالهم تحدوه بأن يأتيهم بما كان يعدهم ، رد( إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين )سورة هود 33.
فالله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو الفعال لما يريد والعليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية .
- ولما يئس نوح عليه السلام من صلاحهم ، وأنه لاخير فيهم ، وآذوه وخالفوه وكذبوه دعا عليهم دعوة غضب ، فلبى الله دعوته وأجاب طلبته .( ولقد نادانا نوح فلنعم الموجبون * ونجيناه وأهله من الكرب العظيم ) سورة الصافات 75/76
( قال رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ) سورة الشعراء 117/118.
عند ذلك أمره الله تعالى أن يصنع الفلك ، وهي السفينة العظيمة التي لم يكن لها نظير قبلها ولا يكون بعدها مثلها .قال تعالى( واصنع الفلك بأعيننا )سورة هود .وأنه إذا جاء أمر الله وحل بهم بأسه الذي لا يرد ، فلا يعاوده فيهم، فقد تدركه رقة على قومه عند معاينة العذاب النازل بهم .( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) سورة هود 37.

**يــــــــتـــــــــــبع**