[الفقيرة إلى ربها]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا تستحي إذا أخطأت...
الخطأ في ذاته ليس عيبا...
وإنما العيب إذا لم تعترف بأنك أخطأت...
وعدم الاعتراف بالخطأ لا يخلو من حالين اثنين:
1. إما أن يكون عالما بخطئه ومنعه من الإقرار الحرج...
2. وإما لاعتقاده عدم الخطأ وأنه على صواب...
وكلاهما في خطر إلا أن الثاني أخطر...
فالأول يعالج برفع الحرج عنه دون إحراجه...
والثاني أيضا لا يخلو من حالين:
1. إما لاعتقاده الصواب عن كبر واستعلاء؛ فعلاجه:
يكون بالإعراض عنه بعد بيان الحق له والتأكد من تعنته وعناده..
2. وإما لاعتقاده الصواب عن حسن نية وقصد لوجود الدليل معه؛ فعلاجه:
يكون ببيان الحق مع إقامة الحجة بالمجادلة الحسنة..
فالخطأ ليس عيبا في ذاته...
وإنما سوء التعامل مع الخطأ هو في ذاته عيبا...
وسوء التعامل مع الخطأ يؤثر في شخصية المخطئ...
كيف؟
تكوين لديه ما يسمى بالذات السلبية...
كل ما خالف الطبيعة السوية...فسيتلبس بالذات السلبية...
ستتحكم فيه النفس والعواطف...
ويصبح مملوكا لا مالكا...
فتضعف حينئذ فيه قوة المواجهة...
فيحدث لديه ما يسمى بالكبت...
وأهل العلم بهذا المجال أعلم مني...
وإنما أردت القول...
أن عدم الاعتراف بالحقيقة يؤدي مع مرور الوقت إلى فقدان الثقة بالنفس؛
لهذا تجده يتحرّج عندما يخطئ...
أو يتكبّر إذا قيل له أخطأت...
وإذا رفض النصيحة...
وبقي منغلقا على نفسه...
ستزداد الحالة سوءا...
سيفقد العلم الصحيح...
ويتوقف عقله عن النمو...
والتفتح...
والتفكير السليم...
إذا أردت أن تكون لديك شخصية قوية...
مالكا لعواطفك غير مملوكا...
اعترف بخطئك...
واقبل نصيحة غيرك...
وأرفق بنفسك...
فلا تظلمها بجهلك وعنادك...
بل تواضع...
لتنفتح أمامك آفاق المعرفة.
ودمتم لنا أحبتي في المنتدى ناصحين موجهين ...
كل بحسب مرتبته ومكانته...
ولا تنسونا بخالص الدعاء.