" أفاطم " في الشعر العربي:
العصر الجاهلي :
كثر ورود هذا الاسم عند العرب فى الجاهلية فكان من أفضل أسمائهم ويدل على ذلك تسمية النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته بهذا الاسم وذلك قبل بعثته – صلى الله عليه وسلم - وأول من خفف هذا الاسم إلى "أفاطم" ، من أوائل الجاهليين أربعة (المثقب العبدي وامرؤ القيس والمرقش الأصغر وكلاب بن مرة ، وهو أول من ذكرها في الشعر العربى بهذا الاسم على أنه أسبق من امرئ القيس) :
وقد قال فيها المثقب العبدي :
أَفــــاطِـمُ قَبلَ بَينِكِ مـَتِّعيــنــــي وَمَنعُكِ مـــا سَـأَلتُكِ أَن تَـبـــيــنــي
أما المرقش الأصغر فقال فيها:
أَفاطِمَ إنَّ الحُبَّ يَعْفُو عن القِلى ويُجْشِمُ ذا العِرْضِ الكرِيم المَجاشِما
أَفـــــــاطِمَ لَوْ أَنَّ النِّســـاءَ بِبَلْدَةٍ وأَنْــتِ بأُخْـــرَى لاتَّبَعْتُكِ هــــــائِمـــا
وهناك امرؤ القيس الذي قال فيها:
أفــــاطم مهلا بعــــد هــذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمـا فأجملـي
وأيضا كلاب بن مرة قال :
أَفــــــاطــِمُ هَـل مـا أَلقَيَنَّكِ مـــَرَّةً وَهَــــل يَجمَـــعُ الدانيـنَ ضَيـفٌ وَمَربَعُ
وهو الجد الخامس للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويلقب بذى العزة القرشي لنور كان فى وجهه قال هذا البيت فى " فاطمة بنت سعد بن سيل الازدية التي ولدت له " زهرة وزيد " الملقب بقصي . ffice
ffice" /><O:p></O:p>
أما في صدر الإسلام فهناك العديد ممن تغنوا وتغزلوا في هذا الاسم ومنهم:
أبوخراش الهذلي عندما قال:
أَفــاطِـمَ إِنـّي أَسبـِقُ الحَتفَ مُقـبِلاً وَأَتـرُكُ قِرنــي فــي المَزاحـِفِ يَستَدمي<O:p></O:p>
بينما نجد الإمام علي بن أبى طالب - كرم الله وجهه - قد تجاذبه فى زوجته السيدة فاطمة فقال مخاطبا إياها :
أَفـــاطــِمَ صَــلَّى اللَهُ رَبُّ مــُحَمّــَدٍ عَــلــى جــَدَثٍ أَمــســى بِيــَثرِبَ ثـاويــــا
وفي موضع آخر يقول:
أَفـــــــاطِمَ هاكِ السَيفَ غَير ذَميــمِ فــَلَســـتُ بـــــَرَعــديــدٍ وَلا بِلَـــئـــيــــــمِ
أَفـــــــاطِمَ قَد أَبلَيتُ في نَصرِ أَحمَـدٍ وَمــــَرضـــتاةُ رَبٍّ بـــِالـــعِــبــادِ رَحـــيـمِ<O:p></O:p>
وفي العصر الأموي تحدث عنها كبار الشعراء ومنهم الاخطل وقال فيها:
أفــــــاطــــم أعــرضـي قـبل المنايا كــفــى بــالــمــوت هــجــرا واجــتــنـابا
وأبوالأسود الدؤلي :
أفــاطـــم مـا تــغــنـيـن فيما ينوبنــي إذا صــعـــدت حــتــى تـمـس الــتـــراقيا<O:p></O:p>
ولعل أحدا في العصر الأموي لم يصل بالصورة كما فعل الفرزدق فهو قد تدرج في الوصف فقال:
أفـــــاطــــم لا أنسى نعاس ولا سرى عـــقــابـيـل يـلقـانا مرارا غــرامــهـــــا
ومن أروع ما قيل في هذا الموضع :
إذا هــي نـأت عــنتي حننت وإن دنت فـأبـعــــد مـــن بيـض الأنق كــلامــهـــا
أفــــاطم مــا مـن عـاشــق هـو مـيت مــن النــاس إن لـم يـرد نفسي حسامها
ثم يصل لمبتغاه بعد كل هذا فيقول :
أفـــــاطـم مـا يدريك ما فـي جوانحي مـن الــوجـد والعـيـن الـكـثـيـر سجامها<O:p></O:p>
وفي العصر العباسي ورد أيضا ذكرها في الشعر ، فنجد بشار بن برد يقول:
أفـاطـم إن النفـس تخفي مـن الهـوى جـلـيـلا وتـبـدي مـثـلـه فـي الـمـشـاهـــد<O:p></O:p>
وفي العصر الفاطمي نجد الباخرزي يقول فيها:
أفــاطــم يـا تـرب الـنـجـوم تـركـتـنــي مــــنــادمــهــا لـيــلا ولــســت بـنــادمــه<O:p></O:p>
ويقول فيها ابن حمديس ، وهو من شعراء المغرب والأندلس:
وكم من منشد قول امرؤ القيس حولها أفــــــاطــــــم مــهـــلا بــعــد هــذا الـتدلل
ومن الغريب أنه لم يرد فى العصر الأيوبى لكنه عاد للظهور بعد فترة في العصر المملوكي على يد
ابن نباته المصري حيث قال مكررا نفس نمط ابن حمديس :
فـــــطــمــت ولائـي ثـــم اقــبـلــت عاتبا أفــــاطــتم مــهـــلا بــعــد هــذا الــتــدلــل
ثم يختفي هذا الاسم فترة طويلة خلال ثمانمائة عام خلال العصر العثمانى ولا يعود للذكر إلا في العصر الحديث بفضل عدد من الشعراء ومنهم:
أحمد محرم:
أفـــــاطـــم إن لـلـضـعـفــــاء ربــــــــــا يــديـــل لــهــم مــن الــمــتــجــبــريــنـــا
وأيضا عبدالحميد الرافعي :
افــاطـــم لــم تــدريــن مـا فــعـل الحبس بجــسـمي وقد غالى به الضعف والنكس
ومن لطيف الحكمة في العصر الحديث ما قاله محمد بن الطلبة اليعقوبي حيث قال :
صــــبرا أفـــاطـــم لا تأسـى فـكـل فتـــى يــجـــري إلــى أجــل قـــد كــان مـعـدودا
وهكذا يتضح أن هذا الاسم قد احتل مكانة متميزة في الشعر العربي منذ بدأ به ذا العزة القرشى حتى الآن وهو يعد الامتداد الطبيعي لاسم فاطمة فهو يرد دائما في أول البيت وهي إما المحبوبة أو الزوجة. <O:p></O:p>