بارك الله لك في زوجك وولدك ومالك..
الحياة الزوجية هكذا ينبغي أن تقوم على التعاون والمساعدة والتضحية.
وحقيقة هذا الأمر مما يرفع شأنك وقدرك أنك تقدرين هذه الحياة الزوجية بوقوفك مع زوجك ودعاءك له.
أختي الكريمة..
بالنسبة لفعل زوجك فإن زواجه من زوجة أخرى لا يعدّ نكراناً للجميل، وليس هو من الظلم إنما هو أمر من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. والتعدد وصية القرآن للمؤمنين: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"
هذا هو الأصل - أختي الكريمة - في التعدد أنه ليس بظلم ولا نكران للجميل.
ولا ينبغي للزوجة أن تمنع زوجها من أن يتزوج بثانية أو ثالثة أو رابعة، صحيح أن الأمر سيكون ثقيلاً عليها - وهكذا التكاليف الشرعية فيها ثقلاً - لكن ينبغي أن لا تقف وقوف الممانعة والمفاصلة.
بل الذي ينبغي أن تسعى الزوجة جهدها في أن تسلب نظر زوجها وفؤاده وكسبه لها بحسن المعاشرة والتودد إليه ومصارحته بالحب والعمل على ذلك.
بقي - أختي الكريمة - النظر في وضع زوجك الاجتماعي والمادي حالة إقباله على تطبيق هذه السنة.
هذا الأمر قد لا يكون من حقي أن أحكم فيه أو أكتب فيه رأيي طالما أنّي لم أتصور الحالة على حقيقتها..
لكن ينبغي على الزوج أن يراعي الوضع الاجتماعي له والمادي والتربوي لأبنائه وزوجته، فإن التعدد إنما شرع للبناء ولم يشرع للهدم.
كما أنه ينبغي على الزوج أن يتودد إلى زوجته وأن لا يشعرها برغبته عنها إذا أراد أن يتزوج عليها خاصة إذا كان لهذه الزوجة حظ الأسبقية في التضحية والبذل والتفاني والصبر والمصابرة عليه.. فوصيتي لك يا أاختى : أن تحسني معاشرة زوجك بالمعروف وأن لا تجعلي ما بذلتيه من معروف وفضل ومعونة له باباً للامتنان والتفضّل به..
فإنه لا ينبغي أن يكون في حياة الزوجين ملفات (أرشفة) للإحسان، ولا ملفات (أرشفة) للأخطاء.. بل ينبغي أن تقوم الحياة الزوجية على نوع من التغاضي والتنازل..
ولا يصدّنك فعله هذا عن أن تظهرين له حبك وتوددك إليه ورغبتك فيه.
ووصيتي لزوجك: أن يستشعر عظم الأمانة والمسؤولية وأن يستشعر أن التفريط في رأس المال من أجل ربح مظنون يكون خسارة عليه!!
كما أنه ينبغي عليه أن لا ينسى فضلك وودّك وأن يقدّر لك ذلك في معاملته ومعاشرته لك ولأولادك..
وفقك الله لك خير وشرح صدرك للحق واليقين.