قال صالح عليه السلام لقومه ثمود في دعوته لهم إلى الإيمان وعبادة الله وحده وطاعته :{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَهُنَآ ءامِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152)} (سورة الشعراء).
فبيَّن سيدُنا صالح لقومه أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلَقَهم وجعلهم عمّار هذه الأرض بعد قوم عاد وجعل لهم في الأرض الزروعَ والثمار فهو الخالقُ والإلهُ والرازق الذي يستحقّ العبادة وحده، وأمرهم أن يقلعوا عن كفرهم وعبادة الأصنام ويعبدوا الله وحده. قال الله تعالى :{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} (سورة هود/61).
بعد دعوة صالح عليه السلام لقومه كان جوابهم ما أخبرنا اللهُ تعالى في كتابه :{قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوًّا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد ءاباؤنا وإننا لفي شكّ مما تدعونا إليه مريب} (سورة هود/62)،
أي أننا عهدناك ثاقب الفكر والرأي وها أنت الآن تدعونا إلى ترك ما كان عليه آباؤنا،
، وعندما سمع سيدنا صالح عليه السلام ما أجابه به قومه من تكبّر عن اتباع الحقّ ومن إصرار على كفرهم قال لهم ما أخبرنا الله تعالى :{قال يا قوم أرأيتم إن كنتُ على بينة من ربي وءاتني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير} (سورة هود/63).
ومما آذت به ثمود نبيَّهم صالحًا عليه السلام حين دعاهم للإيمان به وبما جاء به أنهم اتهموه بأنه مسحور كما أخبر الله تعالى :{قالوا إنما أنتَ من المسحَّرين} (سورة الشعراء/153) أي أنت من المَسحورين أي أنَّك مسحور لا تدري ما تقول في دعائك إيانا إلى إفراد العبادة لله تبارك وتعالى وحده، وهذا غاية في تكبرهم عن اتباع الحقّ واتباع دعوة نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى :{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26)} (سورة القمر).
__________________
|