عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24-12-2006, 01:57 PM
رميته رميته غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: Algeria
الجنس :
المشاركات: 141
الدولة : Algeria
59 59 تابع :

تابع :
24-يتصل بي بعض الناس في بعض الأحيان من أجل رقية شرعية,وإذا سألت:"ما المشكلة؟"فيجيب الرجل(أو المرأة) قائلا:"إن ابنتي ترى في بيتنا منذ مدة وبين الحين والآخر,ترى أشخاصا لا يراهم غيرها وتسمع أصواتا لا يسمعها غيرها,ويتحدث إليها أحيانا من تراهم فيأمرها أحدهم بالصلاة وبالصيام تارة وينهاها عن السرقة والكذب والزنا تارة أخرى,ويدَّعون لها تارة ثالثة بأنهم اشتاقوا إليها ويريدون أن يروها ولو من بعيد,ويكشفون لها في بعض الأحيان عن صور حية يزعمون أنها لباب الجنة أو لباب النار ول..ويطلبون منها تارة خامسة على سبيل الأمر أن تُفرِّغ نفسها لمعالجة الناس بالقرآن و..الخ.."!
والجواب من وجوه عدة:
ا-منها أن من يرى ما لا يراه الغير أو يسمع ما لا يسمعه الغير هو إنسان مصاب,ومنه فإن ابنة هذا الرجل يمكن جدا أن تكون مصابة بإذن الله بجن(ولا نجزم بذلك),والمطلوب أن تعرض على راق ثقة يرقيها فتشفى مما بها بإذن الله.
ب-ومنها أن الذي يُعلِّم الآخرَ هو الإنسيُّ لا الجني.إن الله أرسل نبينا محمدا ص-رسولا للجن والإنس معا ولم يرسل نبيا من الجن ليبلغ الإسلامَ للإنس.ومن هنا فإن ادعاءهم بأنهم يريدون النصيحة والتوجيه والتعليم للإنس كذبٌ في كذب.وعلى الواحد منهم سواء كان صالحا أو طالحا إذا أراد أن يُعلِّم أن يذهب إلى مثله من الجن ليعلمهم.
جـ-ومنها أن الجني لن يقدم للإنسي خدمة أو شبه خدمة إلا في مقابل تسلط الجني على بدن ونفس الإنسي,وكذا في مقابل معاصي ومعاصي يمكن أن يقع فيها الإنسي-في الحاضر أو في المستقبل,بطريقة مباشرة أو غير مباشرة-ليرضى عنه الجني.
د-هذه البنت تعتبر مريضة,لذا فإنها تُنصح بأن لا تستجيب للجن حين يأمرونها بعلاج الغير بالقرآن لأنها هي أحوج إلى العلاج من غيرها.ولا يجوز لها أن تخاف من تهديدهم,لأن الله أقوى منهم ومن كيدهم مهما كبُر وهو الأحق بأن تخافه.
هـ-الصور التي يدعون أنها للجنة والنار هي مجرد صور وهمية ليس إلا.
و-إذا أراد الجن أن يتأملوا وجه أنثى,فعليهم بوجوه الجنيات سواء جاز لهم ذلك شرعا أم لا.المهم أننا إنس والبنت إنسية ولا نقبل من الجن أبدا ما يزعمون من أنهم اشتاقوا إلى رؤية المرأة ولو من بعيد! والبنت كذلك يجب أن لا تقبل منهم شيئا مما يدعونه وعليها أن تستعيذ بالله منهم ومن الشيطان الرجيم وأن تعتبرهم خصوما لها.أما إذا اعتبرتهم أصدقاء فإنها لن تتخلص من شرهم وحتى الرقية الشرعية فإن فائدتها تصبح محدودة جدا عندئذ.
ي-إذا كانت البنت فقط ترى ما ترى وتسمع ما تسمع فإن الرقية تلزمها لوحدها أما إذا كانت أغلبية أفراد الأسرة تعاني مما تعاني منها هي,فالرقية تصبح مطلوبة للبيت على اعتبار أنه يمكن أن يكون"مسكونا".والرقية هي الحل بإذن الله في الحالتن .
25-فيما يتعلق بحوار الراقي مع الجن والتوسع فيه من طرف الكثير من الرقاة الجهلة (حتى ولو كانوا مخلصين) يمكن أن نقول:
ا-لم يثبت عن رسول الله-ص-محاورته للجن الماس,بل الذي ورد عنه-ص- هو فقط أمره له بالخروج"بسم الله! أنا عبد الله !.إخسأ عدو الله"أو "أخرج عدو الله".
ب-بذلك يُفتح الباب للجن بالتضليل والتلبيس والتشكيك في دين الناس وعقائدهم,وإتاحة الفرصة أمام الجن للحديث مع الناس ودفع الناس لأخذ التوجيه من هؤلاء الجن بل واستخدام الجن في العلاج عند بعض الرقاة.وبذلك لا يبقى فرق كبير بين الراقي والكاهن والعياذ بالله.
جـ-في بعض الحالات لا يكون الجني قد تمكن تماما من بدن الممسوس ,فبمحاورة المعالج له ومحاولة استنطاقه من البعض يجعله يتمكن التمكن التام من الجسد.وبعض الجهلة يسألون الجن بالله العظيم أن ينطق على لسان المريض ولا يؤذيه,وفي هذا من الجهل والتناقض ما فيه,لأن مجرد النطق على لسانه إيذاء للمريض ولأن الجن(الماس) كافر أو فاسق فكيف يُسأل بالله وهو لا يرجو لله وقارا ؟!.
د-المعالج بمحاورته للجني يضطر للتوقف عن القراءة (التي هي المؤثرة في الجن),وبهذا يترك فرصة للجني الماس ليرتاح من تأثير الرقية عليه,فيصبح بعد ذلك أشد تحملا ومقاومة.
هـ-من الملاحظ أن لذلك الحوار (خاصة الطويل) مع الجني الماس أثره السلبي على المريض وعلى من حوله من ضعاف الإيمان وغيرهم من النساء والأطفال.
و-ثم إن الراقي بمحاورته تلك قد تنكشف نقاط ضعفه وعيوبه للجن (من قلة علم وضعف شخصية وغيرها) مما يكون له الأثر السلبي على المريض والمعالج.
26-يُعرض أحيانا على الراقي شخص مصاب بسحر أو عين أو جن أو شخص يعاني من مشاكل نفسية فيلجأ الراقي إلى استعمال طريقة الكي لأجزاء معينة من جسد المريض ظنا منه أن المريض ممسوس وأنه بالكي يحرق الجن الماس!.والراقي بهذه الطريقة يخطئ مرتين:
الأولى: في التشخيص لأن الراقي لم يكن له أي دليل قوي أو ضعيف على أن المريض ممسوس."من أين لك أيها الراقي الجزم بوجود جني في بدن المريض ؟!".
الثانية:أنه استخدم دواء ليس علاجا لذلك الداء,لأن المشاكل النفسية يلزمها طبيب نفساني وأما السحر أو العين أو الجن فتلزمه رقية.والمعلوم أن رسول الله-ص-كوى سعد بن معاذ في أكحله كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن جابر,أي أنه استخدم الكي في علاج الداء الذي كان الكي أنفع له,وعالج وأقر علاج المس بما هو أنفع له,وهي الأدعية والرقى الشرعية كما ورد ذلك في كثير من الأحاديث.إن الكي علاج مادي وأما الجن فغيب لا تصلح معه العلاجات المادية إلا ما ثبت بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.وأعود فأقول للمرأة (ن)-كما يقال في الرياضيات- بأن الرقية نفعها سيكون أكبر والأجر عليها سيكون أعظم كلما اعتمدنا على القرآن وابتعدنا عن العلاجات المادية , وكلما حرصنا فيها على الاتباع وابتعدنا فيها عن الابتداع.
ثم يمكن أن يُقال للذي يستعمل هذه الطريقة :"هل يُعقل أن ينتظرك الجني في الجزء (الفُلاني) من بدن المريض حتى تكويه بالنار أم أنه سوف يهرب كما يهرب عادة عند الضرب",هذا إن كان هناك جن فعلا في جسد المريض.هل يتصور هذا الراقي أن الجني مجنون أو غبي غباء كبيرا حتى يمتثل لأمر الراقي بالإستقرار في جزء معين من بدن المصاب وانتظار الراقي حتى يقتله بالكي.كم في هذه الدنيا من غرائب وكم في عقول بعض الناس من عجائب؟!.
27-يجب أن نعلم بأن الرقية الشرعية وممارستها على نطاق واسع لعلاج الناس,ليست حكرا على أحد من المسلمين أو على جماعة معينة أو على جماعات محددة بل هي مفتوحة لكل واحد من المسلمين:
ا-الذين لهم نصيب لا بأس به من الثقافة الإسلامية العامة ومن المعرفة بالحد الأدنى من العلم الشرعي بعالم العين والسحر والجن ومن فهم الأساسيات في طب الأعشاب والطب النفسي.
ب-الذين لهم نصيب لا بأس به من الوقت الذي يكن أن يضحوا به لعلاج الناس.
جـ-الذين يعلمون من أنفسهم أنهم لن يطلبوا مالا على الرقية أبدا.
د-الذين يحرصون كل الحرص على أن لا يستعينوا في الرقية بجن أبدا,سواء كان صالحا أو طالحا.
هـ-الذين لا يرجمون بالغيب أثناء تشخيصهم للداء مع المرضى,فلا يقولون لشخص:"بك كذا"إلا بناء على يقين,وإلا فقول"الله أعلم"هو المطلوب,وهو الواجب.
وـالذين عاهدوا الله على أن لا يخالفوا أمرا من أوامره المتعلقة بالحدود التي يجب أن يلتزموا بها كرجال مع المرأة,فلا ينظر أحدهم إلى عورة امرأة ولا يمسها ولا يختلي بامرأة أبدا ولا يكذب على امرأة مادام حيا.
ي-والذين أخلصوا دينهم لله وتوكلوا عليه سبحانه وتعالى وحده واعتمدوا عليه.
ولكننا مع ذلك ننصح الذي يريد أن يتعلم كيف يرقي الناس بالحذر,لأن الساحة الإسلامية حبلى بالمعالجين بالقرآن وأصبحوا كثيرين وأصبحت تأتي من قبلهم أو من قبل الجاهلين منهم وكذا الانتهازيين,تأتي المشاكل والفوضى والكذب والرجم بالغيب حتى أصبح الكثير من الناس لا يثقون بالرقاة,وكل ذلك بسبب المتطفلين على الرقية الشرعية الذين يريد كل واحد منهم أن يصبح معالجا مع عدم توفر الشروط المذكورة سابقا فيه سواء كلها أو جلها.
وقبل البدء بمعالجة الناس يجب على من أراد ذلك أن يعرض نفسه على أحد الرقاة من أهل الثقة كي يرقيه للتأكد من خلوه من الأمراض التي تعالج بالرقية الشرعية,فإذا بدا بأنه سليم فليرق غيره بدون حرج وإلا فعلاج نفسه هو الواجب والمطلوب.وهذا الشخص إن أصرَّ على علاج الغير وهو مريض فإنه يكون قد فتح بابا لا يُسد غالبا إلا بعد فوات الأوان.وإذا جاز للطبيب العضوي أن يعالج غيره حتى ولو كان هو مريضا, فلا يجوز في مجال الرقية أن يرقي مريضٌ (كالمُصاب بجن مثلا) مريضا مثله مصابا بسحر أو عين أو جن.
نقول هذا لأن بعض الناس الذين كانوا مرضى نلاحظ أن منهم من يصبحون فجأة معالجين لغيرهم.وعندما تتطور بهم الأحوال ويبدأون بعلاج غيرهم يتضح أنهم مرضى وأن فيهم جن (مثلا) هم الذين أمروهم بأن يعالجوا الناس,ولا يمكن للجن أن يأمر شخصا إنسيا بعلاج الغير حبا فيه ولا حبا في الإسلام والمسلمين,ولن يأمره بالعلاج إلا بالطريقة غير الشرعية حتى ولو كان فيها شيء من القرآن والحديث الصحيح.والتجربة تؤكد على أن الذين يأمرهم الجن بعلاج الغير هم غالبا سذج وضعاف إيمان وجاهلون بالإسلام.نسأل الله أن يحفظنا من كل سوء.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.22 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]