1) سؤال الله الشهادة بصدق:
سؤال الله الشهادة بصدق وإخلاص وإلحاح، فمن سأل الله الشهادة بصدق بلَّغَةُ اللهُ منازلالشهداء ولو مات على فراشه كما جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولم لم تصبه) ، وفي رواية (بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه).
وفي مسلم أيضاً وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ).
قال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله: " ومعنى الحديثين : أنه إذا سأل الشهادة بصدق أعطي من ثواب الشهداء وإن كان على فراشه ، وفيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير" أ.هـ
وفي الحديث : (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)[1].
قال الشيخ عبدالله عزام رحمه الله : "ولكن الصدق في طلب الشهادة هو إعداد العدة:
ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة.
أما أن تمر عشر سنوات على الجهاد في أفغانستان ، والطريق آمنة ، والحدود مفتوحة ، ولا يصل بيشاور ، فهذا نرجوا الله أن يغفر له ، إن كان يظن أنه صادق في طلب الشهادة ، ألم تر إلى ذلك الأعرابي الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اتبعتك على أن أضرب هاهنا - حلقه - فأدخل الجنة فأصيب الأعرابي حيث أشار فقال صلى الله عليه وسلم : (صدق الله فصدقه)." أ.هـ
وسؤال الشهادة الحقيقي هو الذي يجعل صاحبه كلما سمعهيعة أو فزعة طار إليها، لا من يتأخر ويتباطأ عن نصرة الدين والنفير إذا دعىالداعي ...بل لسان حاله
رباه بعناك النفوس بجنة
فلقد أحاطتني الذنوب وما لها
رباه رباه الشهادة أبتغي
فاسكب إلهي في الجهاد دمائيه
إلا الشهادة كي تكفر ما بيه
فأجببفضلك ياكريم دعائيه
فالله الله في الصدق مع الله والإلحاح عليه بأنيرزقك الشهادة في سبيلة مقبلاً غير مدبر، واعقد العزم على الجهاد ، ولتعلمأن من سأل الله الشهادة بصدق فإنه يطلب مظانها ويبحث عنها،ويسعى لها سعياًحثيثاً ولا ينم حتى تأتيه هي :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
2) الذهاب للجهاد بالنفس :
الذهاب للجهاد في سبيل الله بالنفس ..
وعدم التقاعس عن ذلك بأي حجة ...فالرضى بالقعود هو رضى بالحياة الدنيا منالآخرة .
والجهاد في سبيل الله بالنفس أعظم الوسائل وأفضل القرب إلى الله تعالى ، ولا يخفى فضلها على أحد ..
وقد جاءت الفضيلة في الكتاب والسنة بفضيلة المجاهد بالنفس وفضيلة الشهيدوالشهادةمما يطول بذكرها المقام وفي القرآن أكثر من سبعين آية في الجهاد وفي السنة أفرد أهل الحديث في مصنفاتهم أبواباً للجهاد وأحكامه وفضائله و كلمة الجهاد إذا أطلقت يراد بها القتال ..كما يقول ابن رشد
وكلمة الجهاد إذا أطلقت إنما تعني قتال الكفار بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
فلا يحق لأحد أن يعممها على جهاد النفس أو الكلمة والقلم أو الدعوة إلى الله صحيح أنها أعمال بر وطاعة إلا أنها ليست المرادة بالجهاد في النصوص الشرعية إلا ما خص بذلك .
والجهاد من أفضل الأعمال الصالحة :
اعلم بأنَّ أفضلَ الأعمالِ
وهو أحبُّها لربِّي الباري
وقدْ أعدَّ اللهَ في الجناتِ
ما بينهنَّ في العُلوِ مثلَمَا
وأنَّ مَنْ علا الغُبَارُ قَدَمَهْ
وأنَّ مَنْ قَاتَل فُوْقَ نَاقةْ
قَدْ أوجبَ الأجرَ وفوزَ الجَنَّةْ
وخيرُ عيشِ النَّاسِ في القِفَارِ
وبالجهادِ يُرْهَبُ الأعداءُ
وفي الجهادِ أنفسُ الفَضَائلْ
لا يستوي القَاعدُ مِنْ دُونِ ضَرَرْ
أو عابدٍ طولَ النَّهارِ صَائِمْ
بهذهِ الرِّفعَةِ والتَّفضِيلِ
وما لعبدٍ مِنْ خِيَارٍ بعدها
ورايةُ الجِهَادِ تمضِي دونما
وسِرْ بركبِ الغزوِ والكفاحِ
ولا يُثَبِّطكَ كلامَ مُبْطِلْ
وأذكرْ عِتَابَ العـَـالمِِِِِِِ المبُـَـارَكْ
جِهادُ أهلِ الكُفْرِ والضَّلالِ
كما رواه صَاحِبُ البخاري[2]
لأهلِهِ مَنازِلَ المِئَاتِ
[3]
بين الأراضينَ وما بينَ السَّما
يقيهِ ربِّي مِنْ عَذَابِ الحُطَمَهْ
[4]
في الغزوِ في حِرَاسَةٍ أو سَاقَةْ
وَمَا لِغَيرِ اللهِ فِيهِ مِنَّةْ
[5]
أو تحتَ ظِلِّ السَيفِ والأخطارِ
[6]
وَبِالسِّنَانِ يُرفعُ اللِّواءُ
وما يُضِيعُهَا أريبٌ عَاقِلْ
أو نَافِرٍ مع النِّداءِ للخطرْ
في الليل دوماً بالصَّلاةِ قائمْ
جاءتْ نصوصُ الذِّكرِ والتَّنزِيلِ
[7]
سوى التَّسلِيمِ دُونَ تشكيكٍ بها
توقفٍ فكنْ لها مُلازِما
[8]
تفزْ بنيلِ الأَجرِ والفَلاَحِ
أو عابدٍ أو عالمٍ مُخَذِّلْ
إلى الفُضَـيْلِ تَعْلَمُ المَــــدَارِكْ
[9]
3) الجهاد بالمال:
من الجهاد بالمال الإنفاق في سبيل الله على الجهاد والمجاهدين في كل مجال يحتاجونه يقول الشيخ يوسف العييري رحمه الله تعالى : " فالجهاد بالمال كثيراً ما يقرن في آياتالجهاد في القرآن ، ويأتي مقدماً على النفس لكنه ليس أعلى مرتبة من الجهاد بالنفس كلا ، ولكن لأن الجهاد بالمال هو النوع الذي تخاطب بها الأمة أجمع ، إذ أن الكفايةبالرجال تحصل عند نفور عدد من رجال الأمة ، ولكن المال لا تحصل كفاية المجاهدين بهإلا إذا تكاتفت الأمة جميعها وضخت المال للمجاهدين الذي يعد عصب الجهاد ، فالشريحةالمخاطبة بوجوب الجهاد بالمال هي أكبر من الشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد بالنفس ،لذا قُدم الجهاد بالمال في آيات الجهاد لاعتبار سعة شريحة المخاطبين من رجال ونساءشباباً وشيوخاً صغاراً وكباراً والله أعلم .
والجهاد بالمال ليس بالضرورة أنيكون قدراً كبيراً من المال يدفعه المؤمن ، بل يدفع ما يبرئ به ذمته أمام اللهتعالى ، لأن المقصد من الجهاد بالمال إذا تعين أن تسقط الواجب الذي في عنقك وتدفعالقدر الذي تعتقد أن ذمتك ستبرأ عند الله تعالى بدفعه ولو كان يسيراً ، وكما قالالرسولصلى الله عليه و سلمعند أحمد النسائي عنأبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول اللهصلى الله عليه و سلم(سبق درهم مائة ألف ) قالوا يا رسول الله وكيف ؟ قال ( رجل له درهمانفأخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها) فاللهلا يقبل الصدقة بناءً على كميتها ولكن يقبلها على حسب كيفيتها ، كما روى أحمد وأبوداود عندما سئل الرسولصلى الله عليه و سلمأيالصدقة أفضل ؟ قال ( جهد المقل ) أي صدقة الرجل المحتاج لماله الذي لا يملك إلاالقليل ، فاتق الله وقدم ما تجود به نفسك ، ليس لمرة واحدة فقط بل اجعل للجهاد مندخلك نصيبا بما أن الحرب قائمة والمجاهدون بحاجة للمال ."[10]