عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-01-2007, 01:35 AM
الصورة الرمزية ابو الزبير المقدسي
ابو الزبير المقدسي ابو الزبير المقدسي غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: في ارض الله
الجنس :
المشاركات: 388
افتراضي 39 وسيلة لخدمة الجهاد والمشاركة فيه الحلقة الخامسة

1) تجهيز الغازي:

ومن وسائل الجهاد في سبيل الله وخدمة المجاهدين تجهيز الغزاة للجهاد وقد جاء في فضل ذلك عدة أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها قوله:(من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلف غازيا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا)[1].
وقوله صلى الله عليه وسلم : (من جهز غازيا في سبيل الله كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر الغازي شيئا)[2].
وتجهيز الغزاة فيه فرصة كبيرة للرجل : بأن يجهز غيره ..سواء كان هو معذور في عدم الخروج كالأعمى والعاجزونحوهما فبإمكانه تجهيز غازٍ في سبيل الله ليأخذ أجر غزوه ولاشك أن هذا باب عظيم من أبواب الخير والبر وأفضل ما بذلت فيه الصدقات والزكاة ومثل هذا المجال ( أي تجهيز الغزاة ) يعد مصرفاً من مصارف الزكاة وداخلاً في قول الله تعالى : ( وفي سبيل الله ) .
وتجهيز الغزاة فرصة للمرأة : التي لا تستطيع الخروج في سبيل الله فبإمكانها تجهيز الغزاة من مالها ومن حليهاوما تملكه لتحصل على هذا الأجر العظيم وقد قامت النساء بدور كبير في صدر الإسلام وفي متفرق العصور كمن قصت ضفائرها ومن أهدت حليها ، ولنتذكر هنا ما فعلته أخت القائد البطل الفذ الشهيد أبوجعفر اليمني رحمهالله الذي قتل في الشيشانفقد جاء في ترجمته بموقع صوت القوقاز :[باعت أخته ذهبها وجهزته بمالها فأين النساء؟ بل أين الرجال؟]
وكذلك العاجز عن دفعه المال : فإنه يستطيع أن يجهز غازياً بطريق جمع المال لتجهيز الغزاة في سبيل الله وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدال على الخير كفاعله ....
2) خلافة الغازي في أهله بخير :

وهي مثل سابقتها إلا أنهاتتعلق بمسألة خلافة الغازي في أهله بخير ، والقيام بكفالتهم وشؤونهمفتتمةالحديث ما قاله صلى الله عليه وسلم : " ومن خلفه في أهله بخير فقد غزى"
ومما ورد في فضل هذا العمل النبيل الجليل قوله صلى الله عليه وسلم (أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج)[3]
الخارج : الغازي أو المجاهد في سبيل الله.
وخلافة الغازي في أهله والحرص عليهم ورعايتهم وتفقد حاجاتهم هو من حقوق الغازي على القاعدين في ديار أهله كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فقيل له : قد خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت ، فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم)[4].
فما ظنكم : أي هل تظنونه يبقى لصاحبه شيئا من الحسنات في ذلك الموقف .. كما قال النووي.
وقد جاء الوعيد على من لم يعز أو يجهز غازياً أو يخلفه في أهله بخير فإذا لم يقم المسلم بأحد هذه الأمور الثلاثة زمن الغزو فإنه يكون مستحق لعقاب الله كما جاء عند أبي داود بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهليرضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهلهبخير أصابه اللَّه بقارعة قبل يوم القيامة "
وروى عبد الرزاق عن سعيد بن عبد العزيزقال : سمعت مكحولا يقول : قال رسول اللّه e : "ما من أهل بيت لا يخرج منهم غاز أو يجهزوا غازيا أو يخلفونه في أهله إلا أصابهم اللّه بقارعة قبل الموت ". وهذا مرسل
قال الشيخ أبوبصير حفظه الله : " فالمؤمن لا يجوز له إلا أن يكون واحداً من ثلاث: إما أن يكون غازياً في سبيل الله، وإما أن يخلف غازياً في أهله بالخير، وإما أن يجهز غازياً في سبيل الله .. فإن لم يكن واحداً من هؤلاء فلينتظر قارعة تنزل بساحته ـ لا يعلم ماهيتها وحجمها إلا الله ـ قبل يوم القيامة ..! [5]" أ.هـ
قال ابن الأثير : " أصابه الله بقارعة أي بداهية تهلكه ، يقال : قرعه أمر إذا أتاه فجأة ، وجمعها : قوارع "[6] أ.هـ
ومن الوسائل أيضاً :
3) كفالة أسر الشهداء:

كفالة أشر الشهداءوالقيام على أراملهم ورعاية أولادهم وأهليهمفيامن تريد خدمة الجهادوالمجاهدين دونك أسر الشهداء فاكفلهم واسع جهدك في كفالتهم
فالنبي صلى اللهعليه وسلم ذهب إلى بيت جعفر بن أبي طالب ( جعفر الطيار ) لما بلغه استشهادهفي غزوة مؤته وقال لأهله : اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم أمر يشغلهم[7]
وقد ذكر ابن كثير قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبناء جعفر حيث ذكر الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين مناء وعجنت عجينتي وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إئتيني ببني جعفر " فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت : يارسول الله بأبي أنت وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال : نعم أصيبوا هذا اليوم قالت فقمت أصيح واجتمع إليّ النساء وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأهله : " لاتغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاماً فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم " فليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ...
لنقمعلى أسر الشهداء وأراملهم بالكفالة والرعاية ..
أبناؤه يرعون ويحافظ عليهممن كل سوء وشر ، وزوجته تزوج من الكفء إن شاءت الزواج فإن زوجة جعفر اسماء بنت عميس سالفة الذكر قد تزوجها بعد انتهاء عدتها أبوبكر الصديق رضي الله عنه .
فهذاكله من حق الشهيد علينا ... وهو عمل يسير وأجره عند الله كبير ..
فهذا الشهيد قد ضحى بالنفس والنفيس من أجل خدمة الدين وإعلاء كلمة الله فلا أقل من أن نقوم برعاية أهله وزوجه وبنيه من بعده علّ الله أن يغفر الزلل ويلحقنا بركب الشهداء وقافلتهم ..
4) كفالة أسر الجرحى والأسرى:

ومن الوسائل التي نساهم بها في خدمة الجهاد والمجاهدين كفالة أسر الأسرى والجرحى لأنهم في حكم الغائب وأهاليهم قد يحتاجون للمساعدة فلا ينبغي أن يتركوا بل لابد من كفالتهم والقيام بشأنهم حالهم حال أسرة الغازي والشهيد ..
وبخاصة أسر الأسرى وأهاليهم فلوعتهم بابنهم وعائلهم الأسير أكبر وأكثر ، وحزنهم متجدد بذكره والشوق لمعرفة مصيرة فلا بد من تذكيرهم الصبر والمصابرة وإشعارهم بأننا معهم في مصابهم ، ومن الملاحظ أن بعض زوجات الأسرى قد يعانين من ضغوط المجتمع وقد يغري بها بعض السفهاء ويستهزأ بزوجها ويسخر من حالها ولا شك أن هذا فعل من لا خلاق له ولا أخلاق ، ولكن لا بد من الوقوف مع زوجات الأسرى كفالة ورعاية ومتابعة وعضداً وتصبيراً ومناصرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .
[1]صحيح ، متفق عليه عن زيد بن خالد ، وهو في صحيح الجامع برقم/6069.

[2] صحيح رواه ابن ماجة عن زيد بن خالد ، وهو في صحيح الجامع برقم (6070)

[3]رواه مسلم وأبو داود عن أبي سعيد ، وهو في صحيح الجامع برقم (2691).


[4]صحيح رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن بريدة ، وهو في صحيح الجامع برقم (3136).

[5] من رسالة لماذا الجهاد في سبيل الله ص 4

[6] النهاية في غريب الحديث و الأثر (4/45)

[7] رواه أبوداود (3130) والترمذي (1003)
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.87 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]