| 
 
02-01-2007, 03:02 PM
 | 
| 
|  | عضو متميز |  | 
تاريخ التسجيل: Jan 2007 مكان الإقامة: في ارض الله الجنس :   
المشاركات: 388
      |  | 
| 
 39 وسيلة لخدمة الجهاد والمشاركة فيه الحلقة الثامنة 
 فسبحانك ربي هذا بهتان عظيم ..
وما أحوجنا اليوم إلى قرآءة سورة التوبة لتفضح لنا المنافقين في عصرنا بلا مجاملة ولا تردد..
ولم يزل لهذا الدين - بحمد الله – علماء صادقون يقولون الحق ولو كان لقوله مرارة وحرجاً يذبون عن الدين ويدافعون عن سنة سيد المرسلين ومن أبرزهم في هذا الزمان الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد فك الله أسرهما وكذلك الشيخ يوسف العييري رحمه الله تعالى ، وكان هؤلاء وغيرهم بحق ؛ صخرة قوية تتكسر أمامها معاول المخذلين وتتهاوى أقاويل المرجفين ، ومازالت هناك بقيّة من أهل العلم والفضل يبينون للناس ماالتبس عليهم من أمر دينهم وما يكيد به أعداء الملة والدين ، أو ممن يخدمهم من المخذلين بسوء نية أو بحسنها .
قال الرسول e: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين»
فمن وسائل خدمة الجهاد والمجاهدين فضح هؤلاء المنافقين وبيان عوراهم في المجالس الخاصة والعامة وعدم التردد في ذلك لأنهم طليعة الإستعمار ومبرروا التغريب ، ينهون الأمة عن حمل السلاح ويعيبونها إذا توجهت للكفاح ويدعون عموم الناس إلى التعايش والإنبطاح ، رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وزين لهم الشيطان أعمالهم ولاحول ولا قوة إلا بالله .
ومن أهم الوسائل في ذلك الحرص على نشر كتب من أشرنا إليه آنفاً لأن فيها البيان الشافي والكافي .
1)   دعوة الناس للجهاد وتحريضهم عليه :
وهذا من الوسائل المهمة فالعاجز عن الجهاد، عليه أن يُحَرِّض غيره لقوله تعالى: )فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين(([1])، ولقوله تعالى: )يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال(([2])، وهذا واجب على القادر والعاجز وعلى كل مسلم أن يحرض إخوانه على قتال المشركين، ونحن في زماننا هذا أحوج ما نكون للعمل بهذه الآيات وفي هذا أجر عظيم، فقد قال رسول الله e: «من دَلَّ على خير فله مثل أجر فاعله»([3]).
2)   النصح للمسلمين وللمجاهدين:
وله صور لا تعد ولا تحصى، فمنها نقل أخبار المشركين ومخططاتهم إلى المسلمين ليحذروها، ومن ذلك قوله تعالى: )وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين(([4])، ففي هذه الآية تحذير المؤمنين مما يدبره لهم الكافرون من المكر والكيد، ومن النصح للمجاهد أن تعينه على التخفي من عدوه، وتساعده في ذلك ما استطعت إذا احتاج إلى ذلك، ومنها تزويد المسلمين بكل ما يعينهم على قتال عدوهم من معلومات وخبرات، مع كتمان أسرار المسلمين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في سياق كلامه عن جهاد المرتدين: ”ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم، ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به رسوله. ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به رسوله، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى، وقد قال الله لنبيه e: )يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم( وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.“([5]).
3)   التكتم على المجاهدين وإخفاء أسرارهم التي يستفيد منها العدو:
فيجب ستر عورات المجاهدين ، والتكتم على أسرارهم ، حتى لا يستفيد من معرفتها العدو من كفار ومنافقين ، وينبغي أن يكون هم المجاهدين والحفاظ عليهم ، والسعي لحمايتهم وعدم الإضرار بهم ينبغي أن يكون همّاً ملازماً لنا تحقيقاً لمعنى الإخوة ، وبرهنةً لدعوى محبة الجهاد والمجاهدين .
قال أهل العلم : "يحرم تحريماً قاطعاً خذلان هؤلاء المجاهدين ? أو الوقوف ضدهم ? أو تشويه سمعتهم ? أو الإعانة عليهم , أو التبليغ عنهم ? أو نشر صورهم ? أو تتبعهم ? وأن فعل ذلك هوفي حقيقته إعانة للأمريكان ? الذين يبذلون وسعهم للقبض عليهم ? وتحقيق لأهدافهمالتي عجزوا عنها ? فاحذر أخي المسلم أن تكون عوناً للصليبيين ضد المجاهدين ? وكل منفعل شيئاً من ذلك فقد بغى وظلم ? وأعان على الإثم والعدوان ? وقد قال تعالى {وَلاتَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (المائدة: من الآية2) ? وقال صلىالله عليه وسلم " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " متفق عليه من حديث جابر . 
وقدثبت في الصحيح أن همام بن الحارث رحمه الله قال : كان رجل ينقل الحديث إلى الأمير ،فكنا جلوسا في المسجد ، فقال القوم : هذا ممن ينقل الحديث إلى الأمير ، قال فجاءحتى جلس إلينا ، فقال حذيفة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا يدخل الجنة قتات" . والقتات : النمام ."[6]
4)   الدعاء لهم.
ومن وسائل النصرة والمشاركة في خدمة المجاهدين الدعاء لهم بظهر الغيب بأن ينصرهم الله على عدوهم وأن يثبت أقدامهم وأن يخذل عدوهم ، والدعاء لأسراهم بالفكاك ..، والدعاء لجرحاهم بالشفاء والعافية ، والدعاء لشهدائهم بالقبول والمغفرة ، والدعاء لقادتهم بالحفظ والصيانة ، والدعاء لأبنائهم وذراريهم بالرعاية والسلامة ، والدعاء بجمع الكلمة على الحق ...
وليتحر الإنسان أوقات الإجابة وهنا ننبه إلى مسائل مهمة في قضية الدعاء للمجاهدين :
·       أن تدعو لهم بقلب مخبت ولا تكتفي بالدعاء لهم من طرف اللسان فإن الله لا يستجيب الدعاء من قلب عبد ٍساهٍ لاهٍ ..
·       تحري أوقات الإجابة وتذكير الناس بها ومن وسائل التذكير رسائل الجوال ، وتذكير أهل البيت .
·   أن يدعو الإنسان لكل ما يجد ويحث من الحوادث حتى لا يتعود على نمط واحد من الأدعية وحتى لا ييأس من عدم الإجابة ، وهنا ننبه أن يلزم الإنسان أن يدعو وهو موقن بالإجابة ولا يستعجل في الإجابة ويقول دعوت فلم يستجب لي .
5)   قنوت النوازل:
ولأهمية هذا الأمر وكونه سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ووجود من يريد طمس هذه السنة أفرد موضوع القنوت لوحده وإلا فإنه تابع لما سبق وداخل في الدعاء للمجاهدين .
وفي هذه الأيام يحاول البعض التهميش من هذه السنة بأحد أسلوبين :
الأول : أن يقول أن هذا الأمر يحتاج فيه إلى إذن ولي الأمر ( الإمام ) وبذلك يصبح القنوت شبه مستحيلاً إلا اللهم إذا كان هناك مصالح سياسية فيقنت على العدو الروسي مثلاً ، ولا يدعى على الأمريكي ..!!
ومن هو الإمام اليوم الذي يرتجى وينتظر منه الإذن أهو الذي مدّ الصليبيين بالعون والمساعدة ؟ أم الذي هنأ الرئيس الروسي بفوزه بالإنتخابات في وقت يقوم فيه بمجزرة شنيعة للمسلمين في قروزني وضواحيها .
يقول الشيخ حمود العقلاء رحمه الله : " نحن اليوم نعرف اختلاف أهواء الحكام وماهي توجهاتهم فربط القنوت للنوازل بهم يجعل قضايا المسلمين خاضعة للسياسة و مصالح الحكام ، وأنت ترى في الواقع اليوم تخاذل كثير من الحكام وعدم نصرتهم للمسلمين في نوازلهم بل انهم يخجلون من دعم قضايا الجهاد والمجاهدين ، فكيف ينتظر منهم أن يأذنوا بالقنوت لهم إلا أن يوافق مصالحهم وأهواءهم ."[7]
ثم إن هذا الشرط ( أي إذن الإمام )غير معتبر ولا دليل عيه كما في فتوى الشيخ حمود العقلاء رحمه الله تعالى .
الثاني : أنه إذا قلنا بالقنوت لكل نازلة لم ننفك عن القنوت إلا وتأتي نازلة أخرى تحتاج إلى قنوت فربما استمر بنا القنوت بدون توقف ، وهؤلاء يرد عليهم بأنه مشروع لنا القنوت عند النازلة سواء توالت النوازل أم توقفت فهذه هي السنة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "فَالْقُنُوتُ مِنْ السُّنَنِ الْعَوَارِضِ لَا الرَّوَاتِبِ ; لِأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّهُ تَرَكَهُ لَمَّا زَالَ الْعَارِضُ ثُمَّ عَادَ إلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى ثُمَّ تَرَكَهُ لَمَّا زَالَ الْعَارِضُ .."[8]
وفيما يلي مقطع من رسالة الشيخ حمود العقلاء في قنوت النوازل :
" وقد نقل ابن القيم في كتاب الصلاة في فصل في صفة القنوت : قال إسحاق الحربي : سمعت أبا ثور يقول لأبي عبد الله احمد بن حنبل : ما تقول في القنوت في الفجر ، فقال أبو عبد الله : إنما القنوت في النوازل ، فقال له أبو ثور : أي نوازل اكثر من هذه النوازل التي نحن فيها ؟ قال : فإذا كان كذلك فالقنوت .
ونحن نقول اليوم : ما أكثر نوازل المسلمين فكيف يضّيق أمر القنوت لهم ويحجّم أو يُسيَّس والله تعالى يقول : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) وقال تعالى ( والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ) .
علما بأن القنوت له مقاصد عظيمة كثيرة يختلف عن مجرد الدعاء لهم في السجود أو الخطب أو غيرها ، حيث إن من أهدافه ومقاصده المشاركة المعنوية وحفز الهمم والاهتمام بالمسلمين وإظهار التعاطف والتعاون ، ويتقوى بذلك المجاهدون وهذا مشاهد وملموس وسمعناه كثيرا من المجاهدين أنهم يفرحون بدعاء إخوانهم المسلمين إذا كان علنا في القنوت بل إنهم دائما يطالبون بذلك ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري في فصل القنوت : ( وظهر لي أن الحكمة في جعل قنوت النازلة في الاعتدال دون السجود مع أن السجود مظنة الإجابة أن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأمومُ الإمام في الدعاء ولو بالتأمين ومن ثم اتفقوا على أن يجهرَ به )  والقنوت نوع استنصار ونصرة وقد صح عن علي بن أبي طالب لما قنت في حروبه قال : إنما استنصرنا على عدونا . رواه ابن أبى شيبه 2/103 رقم 6981 .
بل إن هناك من أهل العلم من قال بوجوب قنوت النوازل وقال إنه فعل الأئمة ، فقد ذكر ابن عبد البر في الاستذكار 6/202 بسنده عن يحي بن سعيد انه كان يقول : يجب الدعاء إذا توغلت الجيوش في بلاد العدو (  يعني القنوت ) قال : وكذلك كانت الأئمة تفعل ."أ.هـ
([1])النساء.
([2])الأنفال.
([3])رواه مسلم عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه.
([4])القصص: 20.
([5])مجموع الفتاوى: ج35/ ص159.
[6]بيان المشايخ: ( علي الخضير وناصر الفهد وأحمد الخالدي ) في نصرة المجاهدين المطلوبين . 
[7]هذا جزء من مخاطبة الشيخ رحمه لوزير الشؤون الإسلامية بالسعودية حيث ختمه بقوله : " كتبت هذا لكم لكي تراجعوا أنفسكم فيما قلتم وتعودوا إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء بعده وتعلنوا للناس ذلك وإلا سوف نعلن هذا الرد للناس لبيان ما هو الحق في المسألة ونحن بالانتظار .." ولما لم يحصل الرد نشره الشيخ ليعم النفع به وفيه فند مشروعية إذن الإمام في قنوت النوازل .
[8] الفتاوى ( 22/ 368 ) 
  |