هو ليس ذلك المرض المنتشر في الخليج العربي خاصة بسبب حرارة الجو ، والذي سمي بذلك بسبب دقة تأثر الجلد للتقلبات الجوية أو حبوب اللقاح المتطايرة ، أو بعض روائح الحيوانات ، وغيرها من المسببات للطفح الجلدي الذي يبدو على جلد المصاب ، وإنما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس ، وعلى هذه فإن الحساسية تنقسم إلى قسمين :
محمودة
و
مذمومة
فالمحمود منها : هو ذلك الشعور الرقيق والتأثر الإيجابي عند سماع أو رؤية ما يذكره بالآخرة ، فترى قشعريرة الجلود ، وترى الدموع تنساب من غير إرادة من مقلتي ذلك الحساس ، وتراه يحس بإحساس مرهف بكل ما يصيب المسلمين من بلاء ويتأثر تأثرا عظيما لذلك ، وربما امتنع عن الطعام عندما يرى الجياع من المسلمين ، أو تغيب عن وجهه الابتسامة والفرح لأيام عندما يحضر جنازة أو احتضار ، هكذا هو حساسلكل ما له علاقة بالآخرة .
أما الحساسية المذمومة :
فهو أن يكون لصاحبها شعور مبالغ لكل ما تسقط عيناه عليه أو تسمعه أذنه فيؤوله تأويلا سيئا ضده ، ويقدم سوء الظن على حسنه في المتكلم معه، ويظن أن كل ما يقال إنما يعنيه، فيتغير ويغضب على المتحدث ، دون أن يعلم المتحدث بزعله ، وهذا النوع من الناس من أصعب الأصناف التي يتعامل معها الداعية ، وباقي الناس لأنهم يحسبون ألف حساب قبل التحدث معه ، وتعتبر نصيحته من المستحيلات ، فإذا التقيت مع أحد من هؤلاء في أي مكان ، وألقيت خاطرة أو خطبة جاؤووا إليك وقالوا :
إنما كنت تعنينا ، وهذا الصنف لا يصلح معهم حتى يزيلوا تلك الحساسية المذمومة.

المصدر : العدد السابع لمجلة السلسبيل الصادر عن مدرسة رماح المشتركة / بنات _ العين