
09-01-2007, 01:19 AM
|
|
عضو نشيط
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2006
مكان الإقامة: Algeria
الجنس :
المشاركات: 141
الدولة :
|
|
أخذ الأجرة على الرقية :
الفصل الخامس عشر: أخذ الأجرة على الرقية
1-يقول بعضُ الناسِ عن فلان الراقي أو المشعوِذ (الطاَّلَب كما يسمى غالبا عندنا في الجزائر) بأنه لا يطلب المالَ أو الدراهم من المرضى(لا يشترِط كما يقول البعض),ولكنَّه يقبل ما يعطيه الناس.يقولون هذا الكلام على سبيل المدح له أو على الأقل على سبيل التهوين من شره,والجواب عندي على هذا الكلام أن هذا أخطرُ غالبا من الذي يطلب مبلغا محددا من كل شخص مريض,لأن احتمال الغش والخداع والغرر من الثاني أقل منه من الأول,لأنك تعطي للثاني ما يطلبُ وإذا زِدتهُ فإنك تزيده وأنت تعرفُ ما تتطوع به عليه,أما الأول فإنك لا تعرف ما تعطيه والغالب أنكَ تعطيه-احتياطا-أكثر مما يتوقع أو أكثر مما يجوز له إذا فرضنا أنه يجوز له أن يأخذ شيئا مما يأخذ,أو تعطيه أكثر مما يتوقع أو أكثر مما يلزمه إذا اعتبرنا أنه يلزمه شيء,والحق أنه لا يلزمه شيء.ولا يليق بالراقي أن يأخذ أجرا على الرقية,ولو سماه بعض الناس الجزائريين "افارا"أو اعتبروا المال مُقدَّما للزوجة أو للأولاد!.إن الأسماء قد تختلف,ولكن المُسمَّى يبقى واحدا ألا وهو أن الراقي أخذ مالا من الغير على الرقية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.وأحبُّ أن أضحك وأبكي في نفس الوقت عندما أسمع أن إماما أو شيخا أو أستاذا أو"طالبا"في قسنطينة وفي سنوات ماضية قال بأنه يجب(يجب ولا يقول:يجوز,وربما لا يعرف الفرقَ بين الجواز والوجوب) شرعا أن يأخذ الراقي على الرقية أجرا,لأن هذا كذب على الله ورسوله-ص-وكذب على الشرع.
إن هناك من قال بالجواز بلا شرط,وهناك من قال بالجواز بشرط أن يكون ذلك بعد تحقق الشفاء,لكن لم يقل واحدٌ من العلماء أن أخذ الأجرة على الرقية واجبٌ أو أن أخذ الأجرة خير من عدم أخذها,بل قال جميعهم في المقابل بأن عدم أخذ الأجرة على الرقية خير وأفضل وأحسن مليون مرة من أخذها.
2-يمكن أن يطلب الراقي ممن يريد أن يعطيه مالا على الرقية,يمكن أن يَطلبَ منه التصدق بهذا المال على من يستحقه,فيكون الإثنان مأجورين بإذن الله:الراقي والمريض على حد سواء.وإن كانت التجربة تؤكِد على أن المريضَ إذا طُلبَ منه ذلك فلن يتصدق غالبا كما طُلِبَ منه,وهذا من الجهل بالإسلام أو من ضعف الإيمان الذي يجعل المريضَ يحبُّ أن يُعطي المالَ للراقي-وهو إنسان-أكثر مما يُحِبُّ أن يعطيه لله وهو مالك الملك وملك الملوك.أما أن يقول المريض للراقي:"خذ هذا المال وتصدق به كما تشاء!"فلا أنصح بقبول الراقي لذلك لسببين:
ا-لأن المال فتنة وبلاء,فيجب على الراقي أن يحتاط لنفسه لأنه قد يقبل المال ليتصدق به,ثم يغلبُهُ هواهُ فيُبقي المالَ بعد ذلك لنفسه يتصرَّف فيه لمصلحته الشخصية.
ب-لأن هناك احتمالا كبيرا في أن يقوم المريضُ بدعاية مُضادة ضد الراقي(بنية حسنة أو سيئة)متهما إياه بأنه يأخذ أجرا على الرقية.
3-من سيئات أخذ الراقي الأجرة على الرقية ومداومته على ذلك:
ا-عرض نفسه على الغادي والرائح من أجل علاجه بالقرآن,وهذا من شأنه أن يُسقِط من قيمة الراقي عند الناس لأن الأصلَ أن الراقي يُطلَبُ ولا يَطلُبُ.وإذا طُلِبَ أعين على الرقية وبورك له فيها,أما إذا عرضَ نفسَه على الغير,فإن الله لن يُبارك له في الرقية ولن يُعينَه عليها.
ب-اضطراره إلى أن يُثبِّت في الناس ما ليس فيهم,بأن يقول لكل شخصٍ يأتيه:"بك سحر أو عين أو جن "سواء كان به شيءٌ من ذلك أم لا,وذلك من أجل أن يأخذ المال.وهذا يؤدي به إلى أن يُوسوِسَ من لم يكن موسوَسا من قبل,كما يؤدي به إلى أن يتعود على الكذب(وعلى الافتخار والتسول الممقوت) . وإذا بدأ الراقي يكذِب فكبرْ عليه التكبيرات الأربعة ولا تخفْ.
4-إذا لم يكن للراقي مصدر مالي يسترزق منه,فيمكنه أن يأخذ الأجرة على الرقية وليستعفِفْ ما استطاع.لكن عليه في المقابل أن يبحث بسرعة عن مصدر آخر للاسترزاق حتى يتوقف قريبا عن أخذ الأجرة على الرقية قبل أن يتمكن حب المال من قلبه ويستولي على جميع جوارحه.
5-لا يليق بالراقي أن يستجيب لأهله إذا أرادوه على أن يأخذ الأجر على الرقية,أو أرادوه أن يتوقف عن الرقية,أو أرادوا منعه من إعانة الناس ماديا أو معنويا كلما استطاع إلى ذلك سبيلا,لأنهم بذلك يريدونه أن يتوقف عن طلب الآخرة وأن يحرص على طلب الدنيا فقط.وبالمناسبة أقول شيئا عن نفسي: أنا لم آخذ منذ أن بدأت أمارسُ العلاج بالقرآن عام 1985 م وحتى الآن (فيفري 2003 م) شيئا على الرقية الشرعية.لقد رقيتُ خلال هذه الفترة آلاف الأشخاص فلم آخذ (وأتمنى أن لا آخذ في المستقبل) ولو سنتيما واحدا أو نصف سنتيم على الرقية من أحدٍ ممن رقيتُ.وأقول بين الحين والآخر لمن أرقيهم:"إذا سمعتم أحدا قال عني بأنني أخذت الأجرة على الرقية في يوم من الأيام فاعلموا أنه إما مخطئ أو كاذب".
|