:salam:
أحبائي يتضح من خلال اسمي أنني من
مكة المكرمة وأحببت أن أعرف بها وبالمدينة المنورة أيضاً
فضل الحرمين الشريفين ومدينتيهما
للحرم المكي والحرم المدني فضائل ، على المسلم الإلمام بها حتى يحاول الاستفادة من نعم الله تعالى التي أسبغها على الحرمين الشريفين وعلى المدينتين المكرمتين : مكة البلد الأمين وطيبة ، مهاجر ومثوى خير النبيين.. ومدينة الأنصار والمهاجرين..
قال تعالى : والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين البلد الأمين هو مكة .
وقال تعالى : أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم والحرم الآمن هو حرم مكة .
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثم صلى بأرض سعد . بأرض الحرة عند بيوت السقيا ، ثم قال : اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك دعاك لأهل مكة ، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثل ما دعاك إبراهيم لمكة ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم . اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة ، واجعل ما بها من وباء بخم اللهم إني حرمت ما بين لابتيها كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم رواه أحمد ورجال إسناده رجال الصحيح .
وجاء في حديث رواه مسلم والبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : والذي نفسي بيده ما من المدينة شيء ولا شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها رواه مسلم في حديث طويل .
وعن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها ، وقال : المدينة خير لهم لو كانوا يعملون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة
إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها ، وقال : المدينة خير لهم لو كانوا يعملون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة زاد في رواية ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء رواه مسلم
يستفاد من هذه الأحاديث أن المدينة لها حرم مثل مكة وأن حرمها لا يقطع شجره ولا يصاد صيده.. وهذا هو رأي جمهور الفقهاء ، والمشهور عندهم أن المتعدي على شيء من حرم المدينة يعتبر آثما ولا ضمان عليه . وأبو حنيفة يرى أن قطع شجر الحرم النبوي وصيد صيده لا شيء فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا عمير يلعب بطائر صغير وهو صبي فكان إذا قابله قال له يمازحه : يا أبا عمير ما فعل النغير؟ وأجاب الأولون بأن ذلك ربما كان قبل التحريم ، أو أن الطائر كان من الحل.. وعن الصميتة ، امرأة من بني ليث رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من استطاع منكم ألا يموت إلا بالمدينة فليمت بها ، فإنه من يمت بها نشفع له أو نشهد له رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي .
وعن عائشة رضي الله عنها . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أتاني آت وأنا بالعقيق (واد من أودية المدينة مسيل للماء) فقال : إنك بواد مبارك رواه البزار بإسناد جيد قوي .
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه صرف ولا عدل (نفل ولا فرض) رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد .ا هـ من الترغيب والترهيب .
الأحكام التي يخالف فيها الحرم المكي غيره من البلاد والأرض
يستحب ألا يدخله أحد إلا بإحرام ولو كان لا يريد حجا أو عمرة ، وقيل : يجب الإحرام .
يحرم شجره وحشيشه على المحرم وغير المحرم حتى على أهل الحرم .
يحرم صيده على جميع الناس حتى أهل الحرم والمحلين .
يمنع جميع من خالف دين الإسلام من دخوله مقيما أو مارا عند جماهير العلماء .
لا تحل لقطته للتملك ، إنما تحل لمن يطلب صاحبها وينشده .
تغليظ الدية بالقتل فيه ، لأن الذنب فيه أغلظ وأشد من غيره .
تحريم دفن المشرك فيه ، ولو دفن فيه نبش ما لم يتقطع .
يحرم إخراج أشجاره وترابه إلى الحل ، ويكره إدخال أحجار الحل وترابه إليه .
هو المكان المختص بذبح الهدي به .
صلاة النافلة لا تكره فيه في أي وقت من الأوقات ويستوي في ذلك مكة وسائر الحرم.
لا دم على المتمتع والقارن إذا كان من أهله .
إذا نذر قصده لزمه الذهاب إليه هو والمسجد النبوي والمسجد الأقصى بخلاف غيره من المساجد فإنه لو نذر الذهاب إلى مسجد معين فإن ذهابه إلى أي مسجد يكفي عنه . بذلك قال الفقهاء إلا أبا حنيفة .
يحرم استقبال الكعبة ببول أو غائط وفي ذلك خلاف عند الفقهاء معروف .
يضاعف الأجر فيه في الصلوات وسائر الطاعات .
تستحب صلاة العيد في المصلى إلا إذا كانوا بالحرم فإن الصلاة في المسجد الحرام أفضل .
لا تقام الحدود ، ولا يستوفى القصاص فيه عند بعض الفقهاء .
يكره حمل السلاح بمكة لغير حاجة ؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
حج الكعبة كل سنة فرض كفاية على الأمة الإسلامية ، ولو كان الحاج واحدا..
والمسجد الحرام يطلق ويراد به هذا المسجد وهذا هو الغالب ، وقد يراد به الحرم ، وقد يراد به مكة ، والله أعلم .
لذلك وللآثار الواردة في فضل مكة نجد الأحناف والشافعية والحنابلة يقولون : إن مكة أفضل البلاد على الإطلاق..
وقد جاء في حديث أخرجه أحمد وابن ماجة والترمذي وقال : حديث حسن غريب صحيح . أن عبد الله بن عدي بن الحمراء سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بالحزورة في سوق مكة يقول : والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمكة : ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح غريب .
وبهذا القول قال الجمهور وابن وهب وحبيب من أصحاب مالك . والمشهور عن مالك أنه يرى المدينة أفضل من مكة لحديث ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة أخرجه مالك والشيخان .
والبقية تأتي إن شاء الله