عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-01-2007, 09:11 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
63 63 محاضرات و دروس عن الهجرة المباركة

قال ابن عبد البر – رضي الله عنه – ما ملخصه:
فلما تمت بيعة هؤلاء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلة العقبة وكانت سرا على كفار قومهم وكفار قريش، أما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة إرسالا . فقيل أول من خرج أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وحبست عنه امرأته أم سلمة بنت أبي أنية بمكة نحو سنة، ثم أذن لها في اللحاق بزوجها فانطلقت مهاجرة، وشيعها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وهو كافر إلى المدينة ونزل أبو سلمة في قباء. ثم عامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب معه امرأة ليلة بنت أبي حثمة بن غانم ، وهي أول ظعينة دخلت من المهاجرات إلى المدينة؟ ثم عبد الله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش الشاعر الأعمى، وأمها وأم إخوتها أميمة بنت عبد المطلب وهاجر جميع بني جحش بنسائهم فعدا أبو سفيان على دارهم فتملكها إذ خلت منهم، وكانت الفارعة بنت أبي سفيان تحت أبي أحمد بن جحش فنزل هؤلاء الأربعة بقباء.
وذكر جماعة إلى أن قال، ثم خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في خشرين راكبا فقدموا المدينة فنزلوا في الحوالي في بني أمية بن زيد، وكان يصلي بهم سالم مولي أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا، وكان هشام بن العاص بن وائل قدأسلم وواعد عمر بن الخطاب أن يهاجر معه، وقال: تجدني أو أجدك عند أضاة بن غفار، ففطن لهشام قومه فحبسوه عن الهجرة ثم إن أبا جهل والحارث بن هشام أتيا المدينة، فكلما عياش بن ربيعة وكان أخاهما لأمهما وابن عمهماـ وأخبراه أن أمه قد نذرت ألا تغسل رأسها ولا تستظل حتى تراه، فرقت نفسه وصدقهما، وخرج راجع معهما وكتفاه في الطريق وبلغاه مكة فحبساه بها، مسجونا إلىأن خلصه الله بعد ذلك بدعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – له، في قنوت الصلاة: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنينا كسني يوسف. ثم استنقذ اللهعياش بت أبي ربيعة وسائرهم وهاجر إلى المدينة.
ثم قدم طلحة بن عبيد الله فنزل هو وصهيب بن سنان على خبيب بن إساف في بني الحارث بن الخزرج ، ويقال: بل نزل طلحة على أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان صهيب ذا مال فاتبعته قريش ليقتلوه ويأخذوا ماله، فلما أشرفوا عليه ونظر منهم ونظروا إليه قال لهم: قد تعلمون أني من أراماكم رجلا ووالله لا تصلون إلي أو يموت من شاء الله منكم أن يموت قالوا: فاترك مالك وانهض، قال مالي خلفته بمكة وأنا أعطيكم أمارة فتأخذونه فعلموا صدقه وانصرفوا عنه إلى مكة بما أعطاهم من أمارة، فإخذوا ماله فنزلت فيه ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾البقرة 207. ونزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت في بني النجار ونزل العزّاب على سعد بن خيثمة وكان عزبا، ولم يبق بمكة أحد من المسلمين إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر وعلي كانا مع رسول الله بأمره، وحبس قوم كرها حبسهم قومهم، فكتب لهم آجر المجاهدين بما كانوا عليه من حرصهم على الهجرة.

قال الغزالي: وهكذا أخذ المهاجرون يتركون مكة زراقات ووحدانا، حتى كادت مكة تخلةا من المسلمين، وشعرت قريش بأن الإسلام أضحت له دار يأرز إليها، وحصن يحتمي به، وتوجست خيفة من هذه المرحلة الخطيرة غي دعوة محمد –صلى الله عليه وسلم -، وهاجت في دماءها غرائز السبع المفترس حين يخاف على حياته.
إن محمد – صلى الله عليه وسلم – لا تزال في مكة وهو – لا بد – مدرك أصحابه اليوم أو غدا فلنعجل به قبل أن يستدير إليها.
الفوائد والآثار الإيمانية:
1 – كانت فتنة المسلمين من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في مكة فتنة الإيذاء والتعذيب وما يرونه من المشركين من ألوان الهزء والسخرية، فلما أذن لهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالهجرة أصبحت فتنتهم في ترك وطنهم وأموالهم ودورهم وأمتعتهم،ولقد كانوا أوفياء لدينهم مخلصين لربهم، أمام المحنة الأولى والثانية قابلوا المحن والشدائد بصبر ثابت وعزم عنيد، حتى إذا أشار لهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالهجرة إلى المدينة توجهوا إليها وقد تركوا من وراءهم الوطن وما لهم فيه من مال ومتاع ونشب، ذلك بأنهم خرجوا مستعفين متسللين، ولا يتم ذلك إلا إذا تخلصوا من الأمتعة والأثقال، فتركوا كل ذلك ليسلم لهم الدين، واستعاضوا عنه بالأخوة في الدين ينتظرونهم في المدينة ليؤوهم وينصرونهم.
2 – وقال الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله:
إن النفس الإسلامية يريد لها الإسلام أن تعيش في جو من النظام والحكم وسهل لها فهم هداية الإسلام، ويجب إليها العمل بهذه الهداية في كل ضرب من ضروب الحياة،ونوفر فيه حرية الدعوة إلى كل ما ينشده الإسلام من حقيقة وخير فيتيسر القيام بهما جهارا في جميع أحوال الفرد المسلم والجماعة الإسلامية، ويكون فيه للحف قوة تقمع كل من يصد عن ذلك أو يحول بين المسلمين وبين الدعوة إلى هدايتهم والعمل بها في بيوتهم وأسواقهم وأنديتهم ومجتمعاتهم، فإذا نشأت النفس الإسلامية ونمت تحت جناح نظام يقيم أحكام الإسلام ويحمي دعوته ويحمل الأمة على آدابه ، كانت هذه النفس قوة للإسلام تعمل على رفعته وتوسيع دائرته، وتثمر في جناته، أما إذا نشأت ونمت تحت جناح نظام يخالف الإسلام ، ويخذل دعوته، ولا يربي الأمة على آدابه، فإن قوتها تكون معطلة عن تأييد الإسلام وتعميم هدايته.
3 – وقال الشيخ عبد العزيز النجدي ما ملخصة:
في هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وغبره فوائد كثيرة وعبرا لمن تأملها نشير إلى جمل منها ليقتدي بها المؤمن إذا أصابته من الظلمة ما أصاب أهل هذه الهجرة حتى وجد طريقا ومناصا إلى أرض ينجو بدينه فيها، ويوالي الدعوة إلى الله.
الأولى: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يخرج من بين قومه حتى فموا بقتله منعا له من الدعوة إلى الحق كما أرسلوا إليه ما لا يحتمله من الأذى فيره، وفي هذا عبرة لمن دعا إلى دينه.
الثانية: أن أصحابه هاجروا فبله إلى الحبشة والمدينة عندما ضعفوا عن احتمال الأذى مع البقاء على الدعوة إلى دينهم بمكة إلا القليل ممن له منعة تحميه بينهم، فقد بقي معه بها لمحبته إياه، وقته على الجهاد، وإقامة الحجة على أهل الفساد، والدفاع عن أهل الحق من المستضعفين وغيرهمن فمن كان هكذا فالأولى به ألا ينتقل من بين الظلمة ما صبر على أذاهم.
الثالثة أن الإيمان الصحيح بالله وكتبه ورسله إذا دخل القلوب وأشربته النفس عن علم وفهم لا بد أن يؤتي أكله وثمراته من العمل الظاهري والجهاد بالنفس والمال.
الرابعة: كالشرح لما فبله أنهم فارقوا قومهم مفضلين ما بلغهم عن اله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – ومؤثرين الحق مع ما فيه من مرارة على أعز شيء لديهم من مال وولد وأخل وعشيرة ووطن.
الخامسة:أنه لم يمنعهم من الهجرة لدواعيها قلة المال، ولا تعللوا بالعيال والأحبة وما نشأوا عليه من الدعة والمكاسب التي التي كانوا ينالونها بمكة لأهون الأسباب. ، هلمهم أن هذا بل كل متع الدنيا لا يواري ما أعده الله لهم على هجرتهم إليه، كما فهموا أن من ترك شيئا عوض هيرا منه دنيا وأخرى، كما حصل وصدقه الواقع.
السادسة: أنهم لم يرضوا بالذلة ولا الخضوع تحت من لا يدين بدينهم ولا يرضى به حكما حتى يحصلوا على قوة عدوهم أو قريب منهم تاركين ما يملكون وراء ظهورهم من غير أسلحة تذكر، معتمدين على الله مع أخذهم بالأسباب التي استطاعوها ويستطيعونها، كالتسلل، والمكر، وإخفاء أمرهم عن عدوهم، وجمع كلمتهم، واتحاد صفوفهم، والعمل مستقبلا على إيجاد القوة والمنعة من كل عدو لهم، وبهذا وتأييد ربهم فتحوا البلاد النائية،فاستعرض أيها المؤمن صفات المسلمين الذين نسج عليه نبر الاستبداد والاستعمار، وخيم عليهم كابوس الظلمة اليوم وقبل اليوم تجدهم على ضد صفات من ذكرنا.
4 – وقال الغزالي: ليست الهجرة انتقال موظف من بلد قريب إلى بلد ناء، ولا ارتحال طالب قوت من أرض مجدبة إلى أرض مخصبة، إنها إكراه رجل آمن غي سربه،ممتد الجذور في مكانه على إهدار مصالحه وتضحية أمواله والنجاة بشخصه فحسب وإشعاره وهو يصفي مركزه بأنه مستباح منهوب،قد يهلك في أوائل الطريق أو نهايتها، وهذه لا يطبقها إلا مؤمن، أما الخوار القلق فلا يستطيع شيئا من ذلك ، إنه من أولائك الذين قال الله فيهم ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ﴾ النساء 66.

أما الرجال الذين التقوا بمحمد – صلى الله عليه وسلم – في مكة وقبسوا من أنوار الهدى وتواصوا بالحق والصبر فإنهم نفروا – خفافا – ساعى قيل لهم هاجرزا إلى حيث تعزون الإسلام وتؤمنون مستقبله ونظر المشركون فإذا ديار بمكة كانت عامرة بأهلها قد أقفرت ومحال مؤنة قد أمحلت.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.93 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]