من السهل أن يأتي من يقول إن تكرار هذه الحروف جاء بالمصادفة! ومع أنه لا مصادفة في كتاب الله تعالى. نلجأ إلى أول آية من الفاتحة وهي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:1) لنجد نظاماً مُحكماً لتكرار حروفها: فالبسملة مؤلفة من (10) حروف أبجدية نكتبها مع تكرار كل مهنا بنفس الطريقة السابقة حسب الأكثر تكراراً:
الحرف: ل م أ ر ح ب س هـ ن ي
تكراره: 4 3 3 2 2 1 1 1 1 1
إن العدد الذي يمثل تكرار حروف البسملة هو 1111122334 من مضاعفات الرقم 7. إن هذه الحقائق تؤكد أنه لو تغير حرف واحد من سورة الفاتحة لاختل هذا النظام الدقيق، وفي هذا دليل على صدق كلام الله سبحانه وتعالى القائل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9). وعلى سبيل المثال نجد بعض كلمات السورة مثل (العلمين، ملك، الصرط) قد كتب من دون ألف، فلو فكر أحد بإضافة حرف أو حذفه فسيؤدي ذلك إلى انهيار البناء الرقمي المحكم للسورة ويختفي إعجاز الرقم سبعة فيها. وفي هذا برهان على أن الله قد حفظ كتابة لفظاً ورسماً، وأن القرآن الذي بين أيدينا قد وصلنا كما أنزله الله تعالى قبل أربعة عشر قرناً.
قد يقول قائل: ماذا عن لفظ كلمات القرآن وإعجازها؟ نقول وبكل ثقة إن المعجزة تشمل الرسم واللفظ معاً. ففي كلمات السورة أحرف تُلفظ مرتين ولكنها تكتب مرة واحدة وهي الأحرف المشدَّدة، فهل من نظام محُكم لهذه الحروف؟ من عجائب السبع المثاني أن الحروف المشدَّدة فيها عددها 14 من مضاعفات السبعة. والأعجب من هذا الطريقة التي توزعت بها هذه الشدَّات الأربعة عشر، فعدد آيات الفاتحة هو سبع آيات، كل آية تحوي عدداً محدداً من الحروف المشدُدة كما يلي:
رقم الآية: (1) (2) (3) (4) (5) (6) (7)
عدد الحروف المشدَّدة: 3 2 2 1 2 1 3
إن العدد الذي يمثل هذه الأرقام هو 3121223 من مضاعفات السبعة! والأغرب أيضاً أن عدد كلمات الفاتحة 31 كلمة، والعجيب جداً الطريقة التي توزعت بها الحروف المشدَّدة على هده الكلمات. لنكتب سورة الفاتحة من جديد مع الشدَّات الأربعة عشر: (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. الحمد لـلّه ربّالعلمين. الرّحمن الرّحيم. ملك يوم الدّين. إيّاك نعبد وإيَّاك نستعين. اهدنا الصّرط المستقيم. صرط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضَّالّين ). إذا كتبنا رقماً يعبر عن عدد الشدات في كل كلمة نجد العدد مصفوفاً يساوي: (2000000010010010011001101101110) هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة! إذن في لفط الفاتحة عدد الحروف المشدَّدة من مضاعفات السبعة، وتوزعها على الآيات يعطي عدداَ من مضاعفات السبعة، وتوزعها على الكلمات أيضاً يعطي عدداًَ من مضاعفات السبعة. ألا تكفي هذه الحقائق لنزداد إيماناً بعظمة هذه السورة وعَظَمة منزلها سبحانه وتعالى؟
بعدما رأينا هذه الحقائق الرقمية الثابتة يبرز سؤال: كيف جاءت هذه الحقائق؟ ولدينا احتمالان لا ثالث لهما. الاحتمال الأول هو المصادفة، ومع أن المصادفة لا يمكن أبداً أن تتكرر بهذا الشكل الكبير في السورة ذاتها: إلا أننا نستطيع حساب احتمال المصادفة رياضياً وذلك حسب قانون الاحتمالات.
ففي أي نص أدبي احتمال وجود عدد من مضاعفات السبعة هو 1/7. ولكي نجد عددين من مضاعفات السبعة في نفس النص فإن احتمال المصادفة هو 1/7 × 7 وهذا يساوي 1/49. حتى نجد ثلاثة أعداد تقبل القسمة على سبعة في نفس النص فإن حظ المصادفة في ذلك هو 1/7×7×7 أي 1/343 وكما نرى تضاءلت المصادفة بشكل كبير مع زيادة الأعداد القابلة للقسمة على سبعة.
وفي سورة الفاتحة رأينا أكثر من ثلاثين عملية قسمة على سبعة! إن احتمال المصادفة رياضياً لهذه الأعداد هو: 1/7 ×7×7...... ثلاثين مرة ، وهذا يساوي أقل من واحد على عشرين مليون مليون مليون مليون!! فهل يمكن تحقيق مثل هذا الاحتمال الشديد الضآلة؟ إن كل من لا تقنعه هذه الأرقام نقول له كما قال الله تعالى: (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) [الطور: 52/34]. إذن الاحتمال المنطقي لوجود هذا النظام المعجز في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً هو أن الله تعالى هو الذي أنزل القرآن وقال فيه: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الاسراء:88).
كنا فيما مضى قد نشرنا بحثاً حول سورة الفاتحة وعجائبها السباعية، وقد عددنا واو العطف كلمة مستقلة، واستخرجنا عدداً من التناسقات المذهلة القائمة على الرقم سبعة. ولكننا اليوم سوف نسير مع الطريقة التقليدية في عد الكلمات وسوف نلحق واو العطف بالكلمة التي بعدها فلا نحصيها كلمة مستقلة، وسوف نخرج بنتائج مبهرة أيضاً لا يمكن بحال من الأحول أن تجتمع كلها بالمصادفة العمياء.
عندما نكتب سورة الفاتحة كما كتبت في القرآن ونكتب تحت كل كلمة عدد حروفها نجد عدداً من مضاعفات السبعة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3 4 6 6
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ
5 3 2 7
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
6 6
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
3 3 5
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
4 4 5 6
اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ
4 5 8
صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
3 5 5 5 3 7 5 3 7
إن العدد الذي يمثل حروف كل كلمة مصفوفاً هو:
73573555385565445336672356643
هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
73573555385565445336672356643 =
= 7 × 10510507912223635048096050949
الحقيقة العشرون
في هذه الفاتحة إذا تأملنا قراءات القرآن نجد بعض المصاحف لا تعتبر البسملة آية من الفاتحة، فهل يختل النظام العددي في هذه السورة؟ من العجيب أننا عندما نكتب سورة الفاتحة من دون بسملة يبقى العدد الممثل لحروف كلماتها من مضاعفات الرقم سبعة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ
5 3 2 7
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
6 6
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ
3 3 5
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
4 4 5 6
اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ
5 5 8
صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
3 5 5 5 3 7 5 3 7
والعدد الجديد من مضاعفات الرقم سبعة:
7357355538556544533667235 =
= 7 × 1051050791222363504809605
وسبحان الله! سواء عددنا البسملة آية أم لم نعدها تبقى الأعداد قابلة للقسمة على سبعة!
إن أول آية في الفاتحة هي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، ولو قمنا بصف حروف كل كلمة في هذه الآية نجد عدداً من مضاعفات الرقم سبعة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3 4 6 6
إن العدد 6643 من مضاعفات الرقم سبعة:
إن القانون ذاته ينطبق على آخر آية من الفاتحة وهي: (صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)، فلو أخذنا حروف كل كلمة نجد:
صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
3 5 5 5 3 7 5 3 7
إن العدد 735735553 من مضاعفات الرقم سبعة:
735735553 = 7 × 105105079