إلهي قد طغا فينا الأعادي
وعاثوا في حمـــــانا بالفسادِ
ومازلنا هنا بالسفح نرضى
بعيش الذل مكتوفي الأيـــادي
دمانا والدموع تفيض قهرًا
وكنـــا نفتـــديها بالزنـــادِ
وأجسادٌ تجندلُ دون حصرٍ
وأسرى كلّ يوم في ازديادِ
وأعراضٌ هنا وهناك تُسبى
وتفتأ تستغيث بنا.. تنادي
فمنا من يلازمه بكاءٌ
فيمشي في الورى والحزنُ بادِ
ومنا من تخدّره دُناهُ
فيخلد للهـــــــوى سهل القيادِ
ومنا من أراد الثأر لكن
رمى في أرضه شوك القتادِ
إلهي طرفُنا أمسى كسيرًا
وكنـــــــا صفوةً بين العبادِ
إلهي هذه الشكوى ومالي
سواها رغم أحزان الفــــؤادِ
وذا تاريخُنا يرنو كسيفًا
فترتم يا بَـــنِيّ عن الجلادِ!
ألا سعدٌ ولا المقداد فيكم؟
أراني اليوم أنفخ في رماد؟
أيا تاريخ بل منا رجالٌ
أعدّوا للوغى أقوى عتادِ
ولكن .. ما أقول إن استحالت
سيوفُــهُمُ تــُـــراثًا ذا نجادِ
تُسنّ لكي تنضّد في الزوايا
وتُشهر للتراقص في النوادي
وفي أغمادها نقشٌ عتيقٌ
لتـــــــاريخ الصناعة والبلادِ
أيا تاريخ إن تنكأ جراحًا
فهل لسيول نزفٍ من ضمادِ؟
لعمر الله لن نحيا كرامًا
بدون هتاف (حيّ على الجهادِ)