عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-02-2007, 09:21 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
59 59 مكانة المرأة في الإسلام

مكانة المرأة في الإسلام
بقلم الدكتور / عمارة نجيب
لقد تقدمت الأمم الكافرة والكتابية تقدما يستحيل أن يصل إلى مثله غيرهم إذا سلك طريقهم، وسار على درب التبعية لهم واتباع مذهبهم، لأنه كلما تقدم التابع خطوة، تقدم السابقون خطوات هذا إذا سمح المتبوعون للتابع أن يتقدم فإذا كان المركب واحدا فإن التابع يمشى بنفس السرعة – إن لم يكن أقل.
وعندئذ يبقى الاتباع في الذيل، وتبقى الذلة للأذلين، ويحرص على ذلك السابقون.
فلا مناص لطلاب التقدم غير البحث عن مركب أسرع من مركب السابقين ليتجاوز تلك المراحل الشاسعة من التخلف المزرى والتبعية الذليلة ولا مرجع في ذلك لغير الإسلام الذي أكد قدرته على السبق والتقدم وما زال.
وهذا بيان لموقفه من المرأة يمثل عدسة صغيرة تكشف عن عظمة ما وراءها من نظام.
فقد راعى نظام الإسلام كل حاجات النفس الإنسانية ومتطلباتها بحيث تتحقق لكل امرأة ذاتيتها التى تلح عليها كما تلح على الرجل أن يكون لها كيانها المؤثر فى المجتمع ومكانتها المرموقة ووضعها المحترم، وكرامتها الظاهرة، في إطار المحافظة على المنحة الالهية العظمى، والنعمة الربانية الكبرى نعمة العقل "القلب الذى يعقل".
فنجد الإسلام يحرص على توفير الوسائل التى تحقق ذلك، ويجعلها حقوقاً يتساوى في استحقاقها النساء مع الرجال من الطفولة حتى الممات فللمرأة حق الحصول على معاش ومرتب يكفيها حاجاتها الأساسية الضرورية من طعام وشراب وملبس ومأوى ووقاية لصحتها البدنية، تناله وهى طفلة عند أبويها، وتحصل عليه وهى زوجة لدى زوجها، سواء أخذته بنفسها أو تضمنه عطاء الرجل العامل أو الموظف مضافاً إليه حقوق الأطفال وكل من يمولهم الموظف أو العامل.
فلا يصح للدولة مطلقاً ولأى سبب اجبار عامل وموظف على إخراج ابنته أو زوجته للعمل خارج البيت تغلباً على ظروف مصطنعة.
وحادثة المرأة التى طلب منها عمر أن تُسكت رضيعها الذي يستمر في البكاء، فلما أخبرته بأن بكاءه المستمر بسبب فطامه قبل موعد الفطام الطبيعى وبأن الذى دفعها إلى فطامه هو الرغبة في الحصول على معاشه من بيت المال الذي يشترط للحصول على المعاش فطام الوليد، أمر عمر أن يُعدل هذا القانون وأن يصبح معاش الوليد منذ وضعه لا منذ فطامه هذه حادثة مشهورة تدل على حق الوليد ذكرًا أو أنثى فى هذا المعاش واستمراره وقد تضمن نظام الدواوين الذى سنه عمر رضى الله عنه بيانًا شافيًا بهذه الحقوق يتضمن استمرار الحق وزيادته تبعاً لسن المستحق وحاجته..
هذا بشأن الوسائل المادية الضرورية لضمان قدرة المرأة على المحافظة على حرمتها وشرفها وكرامتها.
كما نجد الإسلام إلى جوار هذا يحرص على توفير وسائل حفظ العقل وتنميته، ويجعلها حقوقاً يتساوى أيضاً في استحقاقها النساء مع الرجال من الطفولة حتى الممات.
فللمرأة حق الحصول على العلوم والمعارف وأسباب الأمن والصحة النفسية وكل ما يضمن قدرتها على صيانة عرضها وعقلها ونفسها وكل حرماتها الإنسانية.
"وسنفصل كل هذا في مقالات أخرى"
ولأن ضمان وصول هذه الحقوق لأصحابها يقتضى زيادة الانتاج والإخلاص فى العمل وتوظيف كل جهود الأفراد، والانتفاع بجميع الطاقات، بالقدر الذى يحقق في نفس الوقت تقدم المجتمع وارتقاءه، ويضمن المكانة الاجتماعية المرموقة للمرأة والوضع الإنساني المتساوى مع الرجل.
فإن الإسلام أخذ فى الاعتبار كل هذه الأمور ومازج بينها حتى تتحقق على أحسن وجه وأفضل أسلوب.
المرأة تتعلم ما يتعلمه الرجل فى المرحلة الأولى
ففي التعليم تتعلم المرأة كل ما يتعلمه الرجل.
في المرحلة الأولية الإسلامية: وهى مرحلة المحافظة على العقل بتعليمه طرق المعرفة وكيفية وزن الصحيح من الفاسد والتعرف على مقاييس الفضائل والفرق بينها وبين الرذائل، ولأن هذا يقتضى الارتباط بالله، فقد اقتضت هذه المرحلة وصل الرجل والمرأة بالله كوسيلة وحيدة لا بديل عنها لتحرر العقل الإنسان واستقلاله حتى تجئ المرحلة الثانية قرب بلوغ سن الرشد أو عند البلوغ.
المرأة تفترق عن الرجل ... مثلما يفترق رجل عن رجل
ولأن الله جلت قدرته كما خلق البشر نوعين مختلفين خلقهم متفاوتين في المواهب والاتجاهات العقلية.
لذلك كانت المرحلة الثانية للتعليم مرحلة تخصصية أى تخدم كل موهبه فردية خاصة.
ولأن مواهب النساء واتجاهاتها يجب أن تخدم العملية الاجتماعية الخاصة وهى الحضانة والتربية ورعاية الأطفال، فإن مواهب الرجال تتجه إلى خدمة العملية الاجتماعية المقابلة وهى توفير الحماية والأمن ووسائل الحياة الأخرى.
من هنا فإن التخصص يجب أن يبدأ من سن البلوغ أو سن الرشد العقلى الذى يواكب فى الإسلام الرشد الجسدي، ولأن العملية الاجتماعية للرجال تقتضى توزيع المواهب وتعددها فإن العملية التعليمية يجب أن تتنوع تبعاً لكل تخصص مطلوب وتبعاً لكل موهبة خاصة من هنا تفترق موهبة الطب عن موهبة الهندسة، وكل موهبة هنا أو هناك يجب أن تنمى لصالح النظام الاجتماعى بوجه عام.
وإذا التمسنا الحكمة وراء هذا التنوع واختلاف المواهب بوجه عام، وجدنا الخالق قد وزع هذه المواهب بحيث تخدم حاجة النظام الاجتماعى، ويبقى على المجتمع أن يحافظ على هذه المواهب وينميها ويوظفها لتقدمه وارتقائه.
وكما يفترق رجل عن رجل في نوع هذه الموهبة واتجاهها افترق النساء عن الرجال، حتى تتكامل الحياة وتنمو وتتطور وتتقدم. بقى أن نسأل عن سر افتراق النساء عامة عن الرجال عامة في نوع المواهب الاجتماعية والحكمة من هذا الافتراق.
والجواب: تؤكده الاكتشافات العلمية الحديثة: إذ تبين أن الرجال يحملون في تكوينهم الجسدى المادي هرمونات الأنوثة، كما أن النساء يحملن في تكوينهن الجسدى المادى هرمونات الذكورة فإذا اشتغل النساء بأعمال الرجال نمت فيهن هرمونات الذكورة واختل فيهن التكامل الأنثوى، وصرن خشنات الصوت والملمس قويات العضلات، وقل استجابتهن للتجاذب الفطرى الطبيعى نحو الرجل كما يقل انجذاب الرجال نحوهن.
وإذا اشتغل الرجال بأعمال النساء نمت فيهم هرمونات الأنوثة واختل فيهم التكامل الرجولى، وظهرت نعومة الصوت والملمس وترهلت عضلاتهم، وقلت استجابتهم للتجاذب الفطرى الطبيعى نحو المرأة، كما يقل انجذاب المرأة نحوهم.
وينتج عن هذا الخلل من الاخطار الاجتماعية ما يؤدى إلى خلل عام يترتب عليه وجود أنواع من الشذوذ كاللواط والسحاق فضلا عن التخلف والانحطاط، وفقدان العلاقة السوية للأسرة واختلالها بين الرجل والمرأة أولاً.. ولا أدل على ذلك مما انتهى إليه الإنجليز من إباحة الشذوذ رسمياً.
ومثل ذلك يحدث عند تبديد طاقات الرجال ومهارتهم الفردية ومواهبهم الذاتية: كتحويل الموهبة الطبية إلى الهندسة، والمهوبة الهندسية إلى الرزاعة، والزراعية إلى التجارة وغير ذلك مما يتم عن طريق مكتب التنسيق والقوى العاملة كل هذا يؤخر المجتمع ويبدد طاقاته، وكذلك يتم التبديد باختلاط الرجال مع النساء كما يتم عند اشتغال النساء بأعمال الرجال.
أما نظام الإسلام فيحرص على الطاقات الفردية وينميها ويهيئ لها كل فرص التقدم والازدهار وذلك على النحو التالى:
المرأة موظفة محترمة فى البيت:
كرم الإسلام وظائف الإنسان المنتجة أو التى تساعد الانتاج وتخدمه، ومن أعظم هذه الوظائف وأشرفها وأخطرها على الاطلاق وظيفة صناعة الأجيال وبناء الإنسان منذ صغره وعند تأسيسه وصياغته على النحو الذى يقود خطى الأمة ويساعدها على التقدم والرقى.
اختار الإسلام لهذه الوظيفة نصف المجتمع الذى خلقه الله مجهزًا بمقومات النجاح فيها، ثم قدم الإسلام من جانبه الأسلوب والقواعد التى تفيد المرأة وتخدمها وتمكنها من تحقيق هذا النجاح على أكمل وجه لحساب المجتمع ولحساب الوليد ولحسابها هى أولاً وقبل كل شيء.
فقد اعتبرها الإسلام موظفة في البيت لها كل حقوق الموظف في أي مكان.
فلها أجر الوظيفة المادى، ولها أجرها المعنوى.
ولها حق التكريم كلما ازداد اخلاصها لوظيفتها.
ولها أوسمة الشرف التى تمنح لكل من يقدم الخدمات الفذة للمجتمع.
ولها وضعها الاجتماعى المتميز فى عين الرجال والنساء، وفى إطار النظام العام، وفى دور الاقتصاد، وفى عين التربية والتوجيه والصحافة والإعلام، وفى عين الفن الإسلامى والأدب والتشريع والقضاء ولها فضلها كفضل الرجال، فرصة متكافئة كلما أخلصت زاد فضلها وزاد تقديرها واحترامها.
وهكذا كانت المرأة فى الإسلام عضوا اجتماعياً له كيانه وله تقديره، وله كرامته، تنال ذلك وتغترف منه كما يغترف الرجال سواء بسواء، حيث لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى لأن الحياة ميدان جهاد يستوى فيه الجندى والقائد عند كسب المعركة أو خسارتها، والتعاون لكسبها، لا يفرق بين أن تكون من مهمة القائد إصدار الأوامر، ومن مهام الجندى الطاعة والتنفيذ هل ينقص ذلك من فضل الجندى شيئاً؟ اللهم لا.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.79 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]