عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-02-2007, 10:30 PM
الصورة الرمزية mahmoud eysa
mahmoud eysa mahmoud eysa غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: ارض الله الواسعه
الجنس :
المشاركات: 491
64 64 سيدة بألف رجل

أم البراء": فاجأنا الصهاينة عندما خرجنا لفكّ الحصار عن مجاهدي بيت حانون
إخوان أون لاين - 11/01/2007








- سمعنا نداء الجهاد من مكبِّرات المساجد فخرجنا لنجدة إخواننا المحاصَرين
- الجهاد لا يفرِّق بين الرجل والمرأة التي تجاهد بلسانها وسنانها
- من كرامات الدعاء أننا لم نستنشق رائحة الغاز المسيل للدموع

حوار- إيمان ياسين
هي سيدة قد تكون مثل باقي السيدات داخل الأراضي المحتلة، ولكنها خارج فلسطين امرأة بألف امرأة، بل قد تكون بألف رجل، ونحن لا نبالغ في وصفِنَا لها، فما قامت به "أم البراء" مع نساء بيت حانون قبل عدة أشهر في فكِّ الحصار عن المجاهدين الذين حاصَرَتهم قوات الاحتلال يؤكد أن المرأة الفلسطينية لا تقلُّ مكانةً وجهادًا عن أي رجل.

وقد كان من المفترَض أن يُجرى هذا الحوار الصحفي مع أم البراء بعد انتهاء حصار بيت حانون.. إلا أن ظروف الحصار والأوضاع الفلسطينية أجَّلت لقاءَنا بها أكثر من مرة، حتى جاء في النهاية هذا الحوار الذي أجريناه مع نموذج للمرأة الفلسطينية نتمنَّى أن نراه في باقي الدول العربية.

* بداية.. ما هي تفاصيل ما حدث في بيت حانون؟ وما الذي دفعكم للخروج بهذا الشكل وبهذا العدد الكبير؟!
** ما حدث أننا لبَّينا نداءَ الله القائل في كتابه العزيز ﴿انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)﴾ (التوبة)، سمعنا في صبيحة هذا اليوم مكبِّرات الصوت تنادي في المساجد أن نهبَّ لنصرة إخواننا المجاهدين في بيت حانون المحاصَرين من قِبَل الجيش الصهيوني في أحد المساجد، وكانت لهم صرخات استغاثة، والواجب الديني والوطني يحتم علينا أن نغيث الملهوف، فخرجنا في تمام الساعة السادسة والنصف صباحًا لم نلتفت لأب أو لأم أو لابن أو لبنت، فخرجنا سَيرًا على الأقدام، نهتف ونكبِّر.

وما إن دخلنا أول مدخل في بيت حانون وإذا بأصوات الدبابات والطائرات والقوات الخاصة التي تعتلي أسطح المنازل أمطرونا بالرصاص، ولكن هذا لم يمنعْنا من المضيِّ قدُمًا للدفاع عن أبنائنا وإخواننا المحاصَرين، فمضينا في السَّير على الأقدام حتى وصلنا إلى المكان المقصود، وهنا زاد الجيش الصهيوني في إطلاق النار، فتقدمت الأخوات وفتحنَ على الجيش الصهيوني عدة جبهات؛ مما أدى إلى إرباك الجيش، وكلما اقتربت الأخوات كلما زاد إطلاق النار، فمنا من سقطت شهيدة، ومنا من أُصيبت بجراح، ولكنَّ هذا لم يثبِّط من عزيمة الأخوات ولم يحملهن على التراجع، بل مضَين حتى وصلنَ مسجد النصر المحاصَر.

مجاهدات بيت حانون ضربن أروع الأمثلة في التضحية
وهناك استغلت المجاهدات الفدائيات لحظات ارتباك الجيش الصهيوني ودخَلن لفكِّ الحصار الذي دفعَنا للخروج للواجب الديني والوطني، فهؤلاء المجاهدون هم أبناؤنا ورجالنا، حماةُ ديننا وأعراضنا وبلادنا، وقد خرجوا بدمائهم وأموالهم وأنفسهم للدفاع عن أرضنا، فدماؤهم غاليةٌ علينا، وعزيزةٌ علينا، والله لقد خرجت الحاجة الكبيرة التي تمشي على العكَّاز، والصغيرة التي تحمل رضيعها والشابَّة في زهرة شبابها؛ تلبيةً لنداء الله، ونسأل الله القبول، فنحن مهما فعلنا مقصِّرون!!

* لماذا بيت حانون بالذات؟ هل حدث شيء سابق لحصار المجاهدين في المسجد أدى إلى قيام العدو بهذا العمل؟
** طبعًا بيت حانون مدينة الصلاح، وهي عروس الشمال، وهي ثغرٌ من ثغور الإسلام، والبوابة الشمالية لقطاع غزة، الذي حدث أن العدو الصهيوني اقتحم هذه البلدة أكثرَ من مرة، وهي خط الدفاع الأول عن قطاع غزة؛ حيث يطلق منها الصواريخ.

* كيف خطَّطتم ونسَّقتم للخروج.. أم أنه جاء عفويًّا وردًّا على ما حدث؟!
** الحقيقة أن كل عمل يحتاج إلى خطة وإلى تنسيق، وهذا شغل المخطِّطين، ونحن قمنا بالتنفيذ، فدمنا فلسطينيٌّ مسلمٌ غيورٌ على أبنائه، ويهبُّ هلعًا لنجدة فلذات أكباده، وحتى لو لم يأتنا أمرٌ من القيادات لخرجنا لفدائهم بأرواحنا.

خنساوات بيت حانون انتفضن دفاعًا عن المجاهدين
* ما الهدف من الخروج تحديدًا؟ وهل تحقق هذا الهدف؟

** الهدف من الخروج كان فكّ الحصار عن المجاهدين.. هذا أولاً، ولكن كان هناك هدف أكبر، وهو إبراز أن الشعب الفلسطيني كله- رجالاً ونساءً- مشروع مقاومة ومشروع شهادة، وبفضل الله تمَّ تحقيق الهدف.

* الكيان الصهيوني يُشيع أن حماس استخدمت النساء كدروع بشرية، وبالتالي هي المسئول الأول والأخير عن النتائج.. فما تعليقك؟!
** حماس لم تستخدمنا كدروع بشرية، فالشعب كله حماس، وهو ينتفض لكل صرخة ولكل ضربة من عدوٍّ غاشم، فالصهاينة هم الذين يستخدموننا نساءً وأطفالاً كدروع بشرية، فعندما يعتقلون مجاهدً يحتجزون أهله في غرفة واحدة، كبارًا وصغارًا وأطفالاً، ليكونوا دروعًا بشريةً للقوات الخاصة.

كرامات الدعاء
* صفي لنا مشاعِرَك عندما خرجت، والأحاديث التي كانت تدور بينكم، وماذا كانت توقعاتكم لردِّ فعل العدو؟
** مشاعري لا أستطيع وصفَها؛ لأنها كانت تلقائية، لم أشعر بنفسي عندما سمعت النداء إلا وأنا أركض مسرعةً لأهبَّ لنجدة إخواني أبطالنا أُسُود بلادنا، الذين يُعدُّ الرجلُ منهم بـ70 رجلاً، وهكذا بشَّرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله كنت مريضة جدًّا.. لكن لما سمعت النداء لم أتمالك نفسي.. كيف أمكثُ في البيت وإخواننا المجاهدون محاصَرون؟! فخرجت وأنا مريضةٌ جدًّا، لكن ما لبثتُ أن وصلت على أشراف بيت حانون حتى أحسستُ بقوةٍ وحيويةٍ لم أشعر بأي شيءٍ من الأوجاع كأن أحدًا يدفعني بقوة.. إنه اشتياقٌ إلى الجنة وحبٌّ للشهادة في سبيل الله.. وهل هناك أغلى من ديننا؟! وهل هناك أعظم من ربنا؟! فأبناؤنا وأنفسنا لديننا.

أما بالنسبة للأحاديث التي كانت تدور بيننا، فإن اللسان لم يردِّد أولاً إلا الدعاء لإخواننا للنجاة من براثن العدو بالنصر، وكنا نتلهَّف لأن ننال الشهادة، فنتسابق لها مستحضِريْنَ جميعَ الأحاديث التي تبيِّن منازلَ الشهداء عند الله.

أما بالنسبة لتوقُّعاتنا عند خروجنا فكانت إما أن نُقْصَفَ من قِبَل العدو أو نعودَ سالمين، وهذا مما وعدنا إياه رب العالمين ﴿قُلْ هَلْ تَتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾ (التوبة: من الآية 52) إما النصر أو الشهادة.

* هل هناك موقف محدَّد شعرتِ فيه بأن الدعاء وحدَه هو الذي أخرجكم من هذا الحصار؟
** الموقف الذي شعرتُ به وأنا في الحصار عندما جمَّعتنا إحدى الأخوات ودعت بأعلى صوتها وتقول: حسبنا الله ونعم الوكيل.. اللهم أرِنا آيةً.. اللهم أرِنا آيةً.. وإذا بالسمَّاعات تنادي بالبشرى أن الله قد فرَّج عن المجاهدين، وهناك ظاهرةٌ حدثت أن الصواريخ وقذائف الدبابات التي كان يطلِقُها العدوُّ على المجاهدين كوَّنت سحابةً سوداءَ غطَّت على المجاهدين ومنعت العدو من رؤيتهم، فخرجوا سالمين، بل إنَّه ومن الكرامات أن النساء لم يستنشقن رائحة الغاز المسيل للدموع.

ارتباك العدو
الصهاينة عجزوا أمام صمود الشعب الفلسطيني
* من أين جئتم؟ وكيف تربَّيتم؟ وماذا يحرِّككم؟ هل الاحتلال فقط هو السبب؟!

** جئنا من هذه الأرض الطاهرة المباركة، أرض الرباط، وتربَّينا على كتاب الله وسنه رسوله محمد- صلى الله عليه وسلم- الذي غرس فينا حماية دين الله وحب الجهاد في سبيله ونبذ أعداء الله وأعداء الإسلام وملاحقتهم أينما كانوا.

* ألم تفكري في بيتِكِ وزوجِكِ وأبنائك الصغار وأنت خارجةٌ، وألم تعلمي أنك قد لا تعودين؟!
** بيتي وزوجي وأبنائي أمانات استودعتُها اللهَ ربَّ العالمين.. فهو الذي خلقَهم، وهو الموكَّل برعايتهم.

* صفي لنا ردَّ الفعل الصهيوني، هل ارتباكه كان متوقَّعًا؟
** بالفعل لقد زاد ارتباكُه، فهو ضعيف جبان، يتخفَّى وراء الحديد والنار، يخاف من الصغار الذين لا يملكون شيئًا سوى الإرادة والحجارة، وهذا ما وعدنا الله به في قوله تعالى: ﴿سنُلقي في قلوب الذين كفروا الرعب﴾ وقول رسوله- صلى الله عليه وسلم-: "نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر".

* في رأيكِ ما هو دور المرأة المسلمة في القرن الحادي والعشرين؟
** طبعًا دور المرأه المسلمة في الإسلام دورٌ ثابتٌ، فهو لا يتغيَّر بتغيُّر السنين، فهي الأم المربية والمجاهدة الصابرة، وهي مصنع الرجال، وهي شقيقة الرجال، تشاركهم في أحزانهم وأفراحهم، لا نقول نصف المجتمع بل هي المجتمع كله.

نضال نسائي
* هل هناك فلسفة معينة للمرأه الفلسطينية في الجهاد؟
نضال نساء فلسطين سطرته أياديهن بأحرف من نور
**
المرأة الفلسطينية شأنها شأن الرجل تجاهد بلسانها وبسنانها، فهي تجاهد جهاد الدعوة والتربية والتنشئة، ثم تجاهد بسلاحها، فهي فدائية واستشهادية مناضلة، ودَّعت أبناءها إلى الشهادة كأم نضال فرحات، وأم أحمد العابد، وقامت بالعمليات الاستشهادية، مثل المجاهدة ريم الرياشي، وأم محمد الحاجة فاطمة جمعة.. تلك العجوز التي بلغت من العمر 72 عامًا ولم تأبَهْ بقوة العدوّ الهائلة، بل واقتحمت عليهم أسوارَهم وفجَّرت نفسَها بهم.


* ما المعوقات التي تعيق المرأه الفلسطينية عن الدخول في مضمار الجهاد؟ وهل الأهل مثلاً يمكن أن يرفضوا القيام بذلك؟ وكيف تتصرفْنَ في مثل هذه الأحوال؟
** لا يوجد رفض من الأهل ما دام الأهل يتمتعون بثقافة إسلامية قوية عميقة وعقيدة راسخة تدفعهم ليزجُّوا بأبنائهم إلى المخاطر في سبيل الله

* كيف توفِّق المرأه الفلسطينية بين واجباتها الدعوية والجهادية ومسئولياتها الأُسرية؟
** المرأه الفلسطينية خرجت من رَحِم المعاناة، والمعاناة علَّمتها كثيرًا من الدروس، ومنها أن وقتها لا يتسع كغيرها للهو والعبث، ولهذا فهي قادرةٌ على تنسيق وقتها بين تلك المسئوليات، معتمدةً على ربها وسائرةً على نهج دينها، والله تعالى يبارك لها في وقتها وصحتها وذريتها.

* ما المطلوب من الشعوب العربية كي تنصركم؟!
** المطلوب أن يتقوا الله فينا، وألا ينظروا إلينا بمنظار الشفقة فقط، بل نريد أن يواسونا ويقفوا إلى جانبنا لنتخطَّى محنتَنا، فالقدس لهم كما هي لنا.

* كلمة أخيرة توجهينها للمرأه المسلمة ولشعبك ولأمتك وللحكام العرب ولأمريكا.
** أولاً أقول للمرأة الفلسطينية المسلمة: هنيئًا لك إسلامك، وهنيئًا لك دينك، وهنيئًا لك جهادك، وإلى الأمام على درب سمية ونسيبة.

ونقول للشعب المجاهد المناضل: كفاك ربك ناصرًا ومؤيدًا، والنصر قادم بإذن الله، حافِظ على وحدتك واجتماع صفِّك، فالنصر بالاعتماد على الله والتمسك بدينه والعمل الجماعي الموحّد المخلص لدينه ووطنه.. بقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران: من الآية 103).

أما الحكام العرب فأُهدي لهم كلمة الاستشهادية فاطمة جمعة: لا عذر لكم أيها الحكام.
ونقول لأمريكا: اتعظي من روسيا، وكيف كانت نهايتها، وتذكري ما آلَ إليه فرعون الذي كان يقول أنا ربكم الأعلى.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.98 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]