إخوان أون لاين - 06/11/2006

مظاهرات نساء بيت حانون
بقلم: عادل زعرب*
لا يخفى على أحد حجم المؤامرات التي تحاك في السر والعلن ضد المقاومة الفلسطينية، والمحاولات البائسة المستميتة من بعض رموز الفساد والإفساد لقتلها ودفنها وإعدامها، ومواصلة العمل على إخراس صوتها وإبعادها عن المسرح السياسي، لتمكين مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة على مصالح شعبنا الفلسطيني البطل.
وللأسف الشديد نجد أصوات البوم الناعق تتعالَى صباحَ مساءَ بالعمل على إخماد جذوتها المشتعلة في نفوس الجماهير، من خلال تصريحاتهم التافهة، الداعية إلى إنهاء الصواريخ، وعدم مقاومة المحتل، بدعوى الاستمرار في العملية السلمية التي ماتت منذ زمن بعيد، وشيَّع جثمانَها شعبُنا إلى غير رجعة، أو بالادعاء بأنها تضرُّ شعبَنا الفلسطيني وتؤثر عليه باستهدافه من قبل قوات الاحتلال الفاشية.
وإننا نقول: أما الأولى فإن الشعب الفلسطيني لفَظَ كافةَ الاتفاقيات الهزيلة التي لم تجنِ على شعبنا غير الدمار والويلات، وأما الثانية فإن الاحتلال لا يتورَّع على قصف شعبنا وسفك دمائه بمقاومة أو بغيرها.
ولكننا هنا نلتمس في المقاومة العزة والكرامة التي غابت عن الميادين العربية منذ زمن بعيد، فأصبح لا معنى لها، ولكن هنا عادت أدراج التاريخ من جديد لتسجِّل ملاحم البطولة والشجاعة في الميادين، وأصبحت معركة "أهل الجنة" شاهدًا وعلامةً على بسالة الشعب الفلسطيني على الدفاع عن حريته حتى لو كلفه ذلك دماءَه الزكية.
وما قامت به خنساوات شمال قطاع غزة في بيت حانون يسجِّل أسطورةً من أساطير التاريخ، تسجَّل إلى جانب الأساطير التي سجَّلتها الصحابيات الخالدات في المعارك، جنبًا إلى جنب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسطورة النساء هذه قابلتها بيانات الخزي والعار، ويا لها من بياناتٍ تعكس حالة الإفلاس السياسي والروحي والمعنوي!! والبعد كل البعد عن معاني العزة والرجولة والكرامة، والذي طالب بوقف إطلاق الصواريخ إلا حالة من الاستكانة والضعف، يعكس روح الهزيمة، والذين لا يعملون إلا لتطبيق الأجندة الصهيونية أمريكية.
ومن نافل القول أن هؤلاء وبالمنطق البسيط بدل أن ينحازوا لخيارات شعبهم، ويقفوا إلى جانبه في محنته.. رفضوا هذا، وبدأوا ينخرون في مقومات صموده، ويدعون إلى الاستسلام والانبطاح.
إن ما فعله نساء شمال قطاع غزة في بيت حانون لَيُثْبِتُ أن عملهن هذا عمل أسطوري بكل المقاييس، وأن ما صرَّح به هؤلاء يمثِّل قمة الخِزي والعار.. أتمنَّى أن يراجعوا أنفسهم ويتعلَّموا من النساء معنى العزة والكرامة، وأن يتخلَّوا عن مواقفهم الاستسلامية، وينحازوا إلى شعب الجهاد والتضحية من جديد.
--------
* صحفي فلسطيني