الموضوع: من شعر أحمد مطر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-02-2007, 03:59 PM
بشرى المغرب بشرى المغرب غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: تحت عرش الرحمان
الجنس :
المشاركات: 370
الدولة : Morocco
59 59 من شعر أحمد مطر

أنا السببْ .

في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .

سلبتُكم أنهارَكم والتينَ والزيتونَ والعنبْ .

أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم وعِرضَكم ،

وكلَّ غالٍ عندكم

أنا الذي طردتُكم من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ .

والقدسُ ، في ضياعها ، كنتُ أنا السببْ .

نعم أنا .. أنا السببْ .

أنا الذي لمَّا أتيتُ : المسجدُ الأقصى ذهبْ .

أنا الذي أمرتُ جيشي ، في الحروب كلها بالانسحاب فانسحبْ .

أنا الذي هزمتُكم

أنا الذي شردتُكم

وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ .

أنا الذي كنتُ أقول للذي

يفتح منكم فمَهُ : " شَتْ ابْ " !.

نعم أنا .. أنا السببْ .

في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .

وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ ،

فقد كَذَبْ .

فمن لأرضكم سلبْ .؟!

ومن لمالكم نَهبْ .؟!

ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟!

أقولها صريحةً ،

بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ ،

وقلةٍ في الذوق والأدبْ .

أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ .

ولا أخاف أحداً ، ألستُ رغم أنفكم

أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟

لم ينتخبني أحدٌ لكنني

إذا طلبتُ منكمو

في ذات يوم ، طلباً

هل يستطيعٌ واحدٌ أن يرفض الطلبْ .؟!

أشنقهُ ، أقتلهُ ،

أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ .

فلتقبلوني ، هكذا كما أنا ، أو فاشربوا " بحر العربْ " .

ما دام لم يعجبْكم العجبْ .

مني ، ولا الصيامُ في رجبْ .

ولتغضبوا ، إذا استطعتم ، بعدما

قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ .

وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ .

وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ، ليس إلا ، وشَغَبْ .

وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ .

وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ .

وبعدما أرهقتُكم وبعدما أتعبتُكم حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ .

>* **

يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ .

نعم أنا .. أنا السببْ .

في كل ما جرى لكم

فلتشتموني في الفضائياتِ ، إن أردتم ، والخطبْ .

وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا :

>" تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ ".

قولوا بأني خائنٌ لكم ، وكلبٌ وابن كلبْ .

ماذا يضيرني أنا ؟!

ما دام كل واحدٍ في بيتهِ، يريد أن،

يسقطني بصوتهِ

وبالضجيج والصَخبْ

أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها وأحملُ الرتبْ .

أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا

ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ .!

فلتشعلوا النيران حولي واملأوها بالحطبْ .

إذا أردتم أن أولِّيَ الفرارَ والهربْ .

وحينها ستعرفون ، ربما ،

مَن الذي ـ في كل ما جرى لكم ـ كان السببْ .!؟

أهـ .

لا تنسوا بعد الإنتهاء من القراءة أن تصمتوا (شت أب)
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.79 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.23%)]