ظَـلامٌ .. وَسِتْرُ الدُّجى مُطبقُ .
ظَـلامٌ .. وَوجهُ الضُّحى مشرقُ !
غَـدَوْنا كما شاءَتِ ( الحَيزَبونْ )
نَكُـفُّ المنايا بِكَـفِّ المَنـونْ !
فإذْ طاحَ ضَبْعٌ .. دَهَتْنـا ذئابٌ
وإذْ راحَ لِصٌّ .. أتى سارِقُ !
عبيـدٌ لها مِن هُنا طائعـونَ
وعبـدٌ لها مِن هُنا آبِقُ .
وقـد كانَ يحيا حيـاةَ النّعيمِ
ونارُ الجحيـمِ بنا تُحْـدِقُ
وها إنَّهم في حِماها القديـمِ
وأرواحُنا دونَهم تُزهَقُ !
**
مُحيطاتُ نِفطٍ .. وما مِن ضِيـاءْ
ولكنّنا حَوْلَها نُحـرَقُ !
ونهـرا حياةٍ .. ولا كـوبَ ماءْ
ولكنّنا فيهما نَغـرَقُ !
بدا قولُهم في افتراقٍ مُبينْ
ولم يَبـدُ في فِعلهِمْ فارقُ
كأنَّ التنافُسَ طُولَ السّنينْ
على أيِّهِمْ لِلخَنـا أَسبقُ !
فبينَ المُبيدِ وبينَ المُبـادْ
عَداوةُ عَـدلٍ .. وقُربى فَسادْ !
طَغى جَهْلُهم في جميعِ الأمـورِ
ولم يَعرفوا غير أن يُوثِقـوا
وأن يَستبيحوا
وأن يَسرِقوا !
فكيف المصيرُ .. وأدهى وزيرٍ
بسردابِهِ قابعٌ مِثلَ زيرٍ
فما بانَ وَجْـهٌ لهُ للعبادِ
ولا ذاعَ رأيٌ ولا مَنطِقُ ؟
وكيفَ تُـدارُ شؤونُ البـلادِ
بِمَن لا يُدارُ بِهم فُنـدقُ ؟!
**
أقولُ إذا أدرَكَ الأحْمَقُ
وَثابَ إلى رُشْـدِهِ الأخْـرَقُ :
مَصيرُ العَميلِ .. مَصيرُ الثُّقابِ
يُحَكُّ لِيُشعِلَ نارَ الخَرابِ
وفي نارِهِ نَفسِها يُحْـرَقُ !
بِهذا جَرَتْ عَبْـرَةُ السّابقينَ
فَخُـذْ عِبْـرَةً أيُّها اللاّحِـقُ !
أحمد مطر
|