الموضوع: حملة النور
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-03-2007, 10:16 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي حملة النور

ان هؤلاء لهم سمات خاصة وصفات يتميزون بها عن غيرهم من الناس.

ذلك بأنهم الهداة الى الله والدعاة الى كلمته ، والقوامون على دينه ، والذائدون عن حرماته ، والواقفون على مفترق الطريق ، يرشدون الحيارى ، وبيصرونهم اعلام الطريق.

هؤلاء الذين يبلغون رسالات الله والذين اصطفاهم الله لحمل امانته ودعوة الخلق للحق ، عرفوا قدر هذه الامانة فوفوها حقها ووقفوا حياتهم لها ، وضحوا بكل شيء من اجلها ، ولم تصرفهم عنها مباهج الدنيا ، ولا مفاتن الحياة ولا خداع الآمال ...

عرف هؤلاء سنة الله في الكون ، وحكمه في الوجود ، وسره في الخلق ، وجماله في الطبيعة ، فامتلأت قلوبهم ايمانا به ، وحبا له، ولهجت السنتهم بالثناء عليه ، وانحنت اصلابهم اكبارا لجلاله واعظاما لجبروته ، وعفرت جباهم بالتراب تقربا اليه وتذللا بين يديه.

تأدب هؤلاء بأدب الله الذي أدبهم به ، فزهدوا في الدنيا ،وهي في ايديهم ، ولم تمتد اعينهم اليها وهي في ايدي غيرهم ، فجادوا بها وهم اغنياء ، وتنزهوا عنها وهم احوج ما يكونون اليها .....

اعتزوا بسلطان الله فلم يروا لغيره سلطانا ، فصدعوا بالحق ، ونابذوا الباطل ،وصرخوا في المستضعفين : ان يتقووا ، واهابوا بالمستعبدين ان يحطموا سلطان كل طاغية جبار............

قويت ثقتهم بالله ، وامتدت قوتهم الى النفوس الواهنة فأيقظت مشاعرها ، وارهفت احاسيسها ، وامدتهم بالقوة والحماسة.........

نظر هؤلاء الى الناس على انهم مجموعة من القوى ، والمواهب والملكات ، وان عليهم ان يوجهوا هذه القوى وجهة الحق والخير والفضيلة ، وان يأخذوا بها الى المثل الاعلى لتصل الانسانية الى الغاية من الكمال في هذه الحياة ، ولتستعد الى كمال اسمى في حياة ارغد واسعد.................

وابرز صفات هؤلاء الربانيين معرفتهم بالنفوس البشرية معرفة تمكنهم من الطب لها ، وعلاج ادوائها ، وانهم يقفون منها موقف الطبيب اثناء معالجته المريض ، فيأخذه بالرحمة ، ويذيقه مرارة الدواء باللين والكلمة الطيبة .

ارتفع مستوى هؤلاء فعملوا جاهدين على رفع مستوى من يخاطبهم وسموا بهم عن النقائص والسفاسف والتفاهات ، وايقظوا فيهم حاسة الخير وبواعث الادب والنبل.....

ومن صفاتهم انهم يجمعون الشتات ويوحدون الكلمة ويقومون الصف ، وينصاعون للحق ، ويحملون ما صدر من غيرهم على احسن معانيه ما وجدوا له في الخير مذهبا ، ولا يجدون على احد ، ولا يضيقون به او يحقدون عليه ...

كبرت صدورهم فوسعوا الناس على اختلاف درجاتهم ببسط الوجه.

اكبر الظن ان كثيرا من علماء الدعوة اليوم يبعدون غاية البعد عن هذه الخلال ، مما عوق الاسلام عن النهوض ، وقعد بالمسلمين عن السير الى الغاية الكريمة والامل المرجو....

لقد كان نبي الاسلام يخشى ان تنعدم مقاييس الكفاءة عند المنتسبين للاسلام ، وتضييع موازين الحق بينهم فيقدمون من يستحق التأخير ويرفعون من هو جدير بأن يوضع فيقول صلوات الله وسلامه عليه :

(ان اخوف ما اخافه عليكم ائمة مضلون)

وقد يرى بعض هؤلاء الاستعانة بالجعلة والسفهاء من الناس ، الذين لا يحسنون الحكم على الاشياء ،

فيضعف شأن الحق وتقل النصفة.

وحينئذ تطوى راية العدل ، وتنكس اعلام الهداية ، وتطمس معالم الطريق ، وتطل الفتن برأسها ويعظم شررها ، ويكبر ضررها ، وتفشو الجهالة وتسود الضلالة ، ويتسلط الباطل ..........

فأين هم من سمات الذين يتصدرون الدعوة الى الله ، ويتزعمون الحركة الربانية الهادية تعاليم الاسلام وسيرة السلف الصالح ...؟؟

فهل عرف علماء الدعوة الاسلامية هذه السمات، وهل اخذوا انفسهم بها؟؟
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.01 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.15%)]