قصة الشاب الباكي حتى الموت
قال منصور بن عمار :
خرجت ذات ليلة فظننت أنى قد أصبحت فإذا على ليل فقعدت عند باب صغير فإذا بصوت شاب يبكى ويقول:
وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتى مخالفتك ، وقد عصيتك حين عصيتك وما أنا بنكالك (النكال: العذاب والعقوبة) جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولا بنظرك مستخف، ولكن سولت لى نفسي وغلبتني شقوتي، وغرني سترك المرخى على، عصيتك بجهلي وخالفتك بجهدي، فالان من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من اتصل إن قطعت حبلك عنى؟ واسوأتاه على ما مضى من ايامى في معصية ربى ، ويلي أتوب وكم أعود قد حان لي أستحي من ربي عز وجل .
قال منصور : فلما سمعت كلامه قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين اَمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد) فسمعت صوتا شديدا فمضيت لحاجتي فلما أصبحت رجعت وأنا بجنازة على الباب، وعجوز تذهب وتجئ. فقلت لها : من الميت؟ فقالت إليك عني لا تجدد علي أحزانى. فقلت: إني رجل غريب فقالت : هذا ولدي مر بنا البارحة رجل لا جزاه الله خيرا فقرأ اَية فيها ذكر النار ، فلم يزل ولدى يضطرب ويبكى حتى مات .
قال منصور : هكذا والله صفة الخائفين
اللهم أجرنا من النار ومن حر النار
منقول