عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-03-2007, 01:01 PM
الصورة الرمزية اسماء 86
اسماء 86 اسماء 86 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: سلفية واعشق السلفية وبين السلفة مكاني
الجنس :
المشاركات: 1,700
افتراضي

/
\
/

الداعية .. والأحاسيس والمشاعر

ثم إذا كانت العين الحاسدة تضر الإنسان ، ألا يكون للعين المؤمنة الحانية المشفقة ما ينفع ويجمع ويغرس الحب والإيمان .؟؟؟!

ومن هنا ندرك قيمة الحواس التي ميز الله بها الإنسان ، فالحواس هي حقيقة الإنسان ، والجسم لها سكن وبنيــان.

( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون ) [ الملك:23 ] .

فالإنسان الذي لم يكتشف نعمة الحواس ولم يستشعر وجودها هو إنسان غافل عن أعظم مصادر الحياة ومنابع النور

( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) [ النور : 40 ] .

ويكون بفقدان هذه الحواس حيــاً ميتــاً ، موجوداً مفقوداً لا أثر له ،!!

وبداهة لا يستطيع أن يؤثــر في غيره ، لأن أجهزة الإرسال والاستقبال معطلة في كيانه ، ،

كـــــــــإنسان ينام على كنز من الذهب وهو لا يدري ، لأن حواسه معزولة عن عوامل اليقظة والانتباه ،

وهي في حــــــــاجة إلى هــزّة روحيــة في أعماق النفس توقظها من سبات وتحركها من مــوات .. ( أومن كان ميتاً فأحييناه ) [ الأنعام: 122 ] .

ومثل هؤلاء في التعبير القرآني ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ) [ البقرة: 7 ] .

فالإنسان بـــلا حواس يقظة ومشاعر حية وعواطف ندية هو إنسان يعيش في المجهول ، لا تراه ولا تحسه ولا تفتقده .

وهؤلاء أموات في حياتهم ، غافلون عن سر وجودهم والغاية من خلق الله تعالى لهم ولا يقدرون الأمانة التي ألقيت على عاتقهم .



إن الـداعيـــة المسلم << قـلـب >> ولا يستجاب لمن لا قلب له ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) [ آل عمران: 159 ] .

وقلب المؤمن مصدر توجيه واستشعار ..

والأحاسيس والمشاعر والعواطف ونبضات القلوب هي << اللغــة >> العالميــــة التي يتخاطب بها الداعيــــــة مع كل البشر على وجه الأرض ،، حتى الإنسان الأبكم الذي لا ينطق ..!!

وهكذا .. وبهذه اللغة فتح المسلمون الأوائل مشارق الأرض ومغاربها ، فكانوا مشاعل نور ، ومصابيح هدى ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) [ ق : 37 ] ..

فالذي لا يتذكر ولا يتأثر ولا يتذوق القبح والجمال ... لا قلب له .

::
:
:
:

يتبع
دمت بود يا غالية
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.93 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.50%)]