عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-03-2007, 12:06 AM
الصورة الرمزية عبد الرحمنm
عبد الرحمنm عبد الرحمنm غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الموت
الجنس :
المشاركات: 257
الدولة : Balearic Islands
افتراضي ش.عائض : لابد أن يُحارب التمييز العنصري في المدارس والجامعات والندوات

الكفاءة في النسب

د.عائض القرني



من المعلوم في الشريعة الإسلامية أن الناس جميعاً سواسية كأسنان المشط؛ لأنهم من أب واحد وأم واحدة، وإنما يفضل الفاضل منهم بتقوى الله وحده، كما قال تعالى: ]إن أكرمكم عند الله أتقاكم[، وفي الحديث: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى" رواه أحمد، الناس لآدم وآدم من تراب، ولهذا من المقرر في الشرع تكافؤ الناس وتساويهم في أنسابهم، ولهذا عمل الصدر الأول من هذه الأمة بقاعدة تكافؤ الناس في أنسابهم، وفي الحديث: "يا بني بياضة أنْكِحُوا أبا هندٍ وأنْكِحُوا إليه" رواه أبو داود وصحّحه ابن حجر.




وأبو هند كان حجّاماً وبنوا بياضة أسرةٍ من أسر الأنصار وهم أزديّون من أشرف العرب، وقد تزوج بلال بن رباح أخت عبدالرحمن بن عوف، وتزوج أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس القرشية، ولكن لما بَعُد الناس عن الشرع وتعلَّقوا بأنسابهم القبلية وانتماءاتهم الأسرية رفض الكثير منهم هذا المبدأ، ووصل الحال إلى الإنكار والاستنكاف حتى إن من يقدم على التزوج من غير طبقته قد يخاطر بنفسه خاصة في المناطق القبلية والعشائر والبوادي، فإذا وصل الحال إلى الإنسان بأن يصبح في خطر من تزوجه من غير طبقته بحيث يتعرض للتهديد أو الضرر أو الإساءة إلى أسرته بالاستهزاء والسخرية والسب والأذى فإن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، وقد عرفنا قضايا لما اكتشف فيها البعض نسب الآخر وقد سبق أنه صاهره هدّده بالقتل حتى أفتاه بعض العلماء بفراق زوجته، حيث أوشك أن ينشب بين الأسرتين قتال،





والشرع لا يأمر بالمخاطرة إلى درجة أن تذهب النفس أو يسفك الدم، أيعيش الإنسان مرعوباً مهدداً لا يأمن على أسرته ونفسه من أجل تطبيق بعض أفراد الشريعة، ورأيي أن تعم في الناس ثقافة المساواة والتكافؤ، ويبيّن لهم رأي الإسلام عن طريق العلماء والدعاة ووسائل الإعلام والتعليم، ويُحارب التمييز العنصري في المدارس والجامعات والخطب والندوات والمؤلفات، وينقل الناس تدريجياً إلى وعي راشد حتى يصبح لديهم العلم الكافي بهذه المسألة، حينها يصبح الأمر طبيعياً أن يتزوج الإنسان من غير طبقته في المجتمع المسلم، وقد حصل هذا في بعض الدول الإسلامية.




أما في المناطق التي لا زالت تفتخر بالأنساب والأحساب فرأيي أن لا يغامر الإنسان رجلاً أو امرأة بمشروع زواجه لما يترتب على ذلك من أضرار، وقد عشنا قضايا حصل فيها الفراق بعد أن اكتشف أحد الطرفين عدم تكافؤ النسب، وأيَّدت القبيلة هذا الفراق وهو دليل على رسوخ التمييز العنصري، وغياب الوعي الإسلامي وعدم الامتثال للشريعة في هذا الباب، ولهذا نصَّ بعض الأئمة الكبار على اشتراط الكفاءة بالنسب، وهو قول ضعيف لكن بعضهم نظر إلى ما قد يترتب على هذا الأمر من مفاسد، وهذه المسائل الاجتماعية تُحل حلاً جماعياً من قِبَل الدولة والمجتمع بحيث يقتنع الجميع في الآخر بمساواة الإنسان للإنسان في نسبه بغض النظر عن لونه وطبقته وحرفته،




ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم r: " إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوِّجوه"، ولم يُذكر في الحديث النسب فعسى أن يتجه العلماء ورجال الإعلام والتعليم إلى بث الوعي بين الناس وتأصيل مبدأ المساواة الإنسانية، فإن الناس جميعاً خُلقوا أحرارا، كما قال عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، حتى إن الميثاق الدولي ينص على هذا، ففي إحدى مواد هيئة الأمم المتحدة ما نصه (الإنسان وُلد حرّاً ليس لأحد عليه رِقْ)، ولكن من حِكْمة الشريعة الإسلامية أنها تراعي المصالح وتدفع المفاسد، فإذا كبرت المفسدة وعَظُمَتْ وقلَّت المصلحة وصَغُرَتْ دُفعت المفسدة الكبرى بترك المصلحة الصغرى، وحفظ الإنسان في نفسه وعرضه مقدم على تحصيل مصلحة تقرير زواجه من غير طبقته؛ ليقيم بذلك قاعدة التكافؤ في النسب، إذاً الجهل وقلّة الوعي هو السبب وراء ما حصل من خلاف ومن إنكار في مسألة زواج الإنسان من طبقة غير طبقته، وحلُّ ذلك حملة علمية ودعوية وثقافية تنبذ الكراهية والتمييز العنصري والتعلق بالأخلاق الجاهلية والعصبية القبيلة، ونحن لا نقول للإنسان أن يتحدى الصعاب ويخاطر بنفسه؛ ليحقق التكافؤ بالنسب بزواجه من غير طبقته، وما معنى قولنا له اصبر على القيام بمشروع الزواج إلى آخر قطرة من دمك؟ نحن أيها الناس سواسية من أبٍ وأمٍ، كلنا ذو دمٍ أحمر وليس فينا من له دم أزرق، فأبيضنا وأحمرنا وأسودنا يعودون إلى مادة الطين الأولى التي خُلق منها آدم أبو البشر ولا تفاضل بيننا إلا بتحقيق تقوى الله بالعلم النافع والعمل الصالح ولي قصيدة:



ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى ولو كنتَ من قيسٍ وعبد مدانِ

أبو لهب في النار وهو ابن هاشــمٍ وسلمانُ في الفردوس من خرسانِ


جريدة الشرق الأوسط

الخميس بتاريخ 18 / 2 / 1428 هـ





**********



قصيدة أنشودة الطـفولة





عققتُ الهوى إن لـم أَنُـحْ فيه مُعربـــا وجُـنّ جنـونـي كـلـمـا عن لـي الصّبـا
هَبِي لـي مـن تـحـنـان جـفـنـكِ دمـعـةً أبــلُّ بـهـا قـلـبــــاً عـلـيـكِ تـلـهـّـبـــــا
خذي من فؤادي قصةَ الحب وانسجي بأعصابِ جثماني ضريحـــاً مطـنـّـبـــا
أمــوتُ وأحـيـــا والمســـراتُ جـمـةٌ وأنتِ التـي سـددتِ سـهـمـــاً مصوّبــا
بقلبي قـامتْ كعبـةُ الحـسـن مثـلـمـــا يطوف غـرامـي حـولـهـا مـتـعـجـّـبــا
ألا رحـــم الله المحـبـيــــن لـيــتـنـي تلوتُ عليـهم سـورةَ الصبــر مسـهـبـا
يهيّجهم في ســـاعة البــيــن بــــارقٌ وكم شاركوا نوحـاً حمــامــاً مـطـرّبـا
خشوعاً كرهـبــان المـعــرّة أيـقـنــوا بأن سهـام اللحظ أمضى مـن الظـّـُـبــا
ألـذُّ الهــوى مــا لوّع القـلـب هـجـره ليهمي سحـاب الحب بالوصل صيـّـبـا
وعينــاكِ تـروي لي روايــةَ عــاشـقٍ وكم قلتِ لـي ما لـي أراك مصـوّبـا ؟
وآمـنــتُ أن الحـب أعـمـى فـزادنـي يقـيـنــاً بـــــأن أبـقـى محبــاً مـعـذّبـــا
أتيـت زمـانـي مـثـخـنَ الجـسـم دامياً أجـــاهـدُ قـلـبـــاً كـلـمـا صنـتُــه أبــى
وأسـتـحـلـفُ الأيـــامَ وهـي كـواذب ووعــداً ختـــولاً ما أغـــشَّ وأكـذبـــا
وأبصر في المـرآة شـيـخــاً مـعـمـمـاً وكــــان صبـيــاً كــالـفـرنــد مذهـّبـــا
يسـاومـُه عـن فـاحم الشـعـر أبـيـض ملح كوجه الصبح في الـعـيـن أشـْـيـَبا
بريئـاً كوجهِ الطفـل سـمـحـاً كـقـلـبـهِ تــمــرّس فـــي أهــوالــه وتــقـلـبــــا
***
ســلام عــلى عــهــد الـطـفــولــة إنه أشـــد ســرور القلـب طـفـلٌ إذا حـبــا
ويــــا بـسـمـةَ الأطـفـال أي قـصـيــدة تـوفِّـي جــلال الطهر ورداً ومشـربــا
فيـا رب بـارك بسـمة الطفل كي نرى عـلـى وجـهـه الرّيــان أهـلاً ومرحـبـاً
ويـــــا رب كـفـكـف دمعـه بـرعـايــة ولطـفـك بالجسـم الصـغـيــر إذا كـبـــا
وحبـّـبـــه للأجيـــال تحضــن طـهـرَه وتـقـبــس مـنـه الـطهـر عطراً مطيـبــا
ويــا رب في بـيـتـي عصـافيـر دوحة فـقـلبـي مـن خـوف الـفـراق تـشـعـبــا
أخــاف عـلـى عـش الـطـفـولـة جائراً يـرون بـه فـظّـــاً ووجـهـــاً مـقطـِّبــــا
وكـنـت أداري عنـهـم الضيـم جـاهـداً وأستـقــبـل الأحــداث نابـــاً ومخـلـبــا
تـجـرعت غـيـظـاً دونـهـم وأمضـّـنـي زمــــان فــألــقيــت الــمقــادة مجـنبــا
ولـولاهـم ما سـامـنـي الـدهـر خـطــة وشابهت في دفع الظّـُلامــة مـصـعـبــا
وأستمـهـل الـمـوت الـلـحوح مـخـافـة على صبيتي أن يرعوا الروض مجدبا
وكـم لـيــلـة أضنــى أنـيــن بكــائــهـم فؤادي أراعـي الليـل نجمــاً وكــوكبــا
ولـي مـن تـواقيـــع الـغـرام شـواهــد غــدت قبـلاً لو لاقـت الجـدب أعشـبــا
***
ســلام لأعــدائي لــحســن صنــيــعهم وما تركوا في الجسم للسيف مضربـا
ولـكــن تـضميــد الفـؤاد على الأســى أعف وأعلى أن أخـــاصم مـغـضـبـــا
فما عرف السـلوان مـن بــات نــاقمـا وما فـــاز بالرضوان من ظل مشغبــا
ومــــا سـعــة العمر القصيـر لغضبـة سيــلقى به سيفــاً من الموت أعضبــا
غفـرت لـهـم كـل الذنـوب ولـو غـدوا حواليّ مــن غيــض أسوداً وأذؤبــــا
إذا قـطـعــوا حبــل الوفـــاء وصـلـتـه ولو ركبــوا في الغي سبعين مركبـــا
إذا مرضــت نفسـي مـن القـهـر عدتهم ومــا حيلتي إذ قلـب خصمي أجدبــــا
ويـــــا رب لا تــأخــذ بـزلــة مذنـــب وجنّبه عــن نــــار الضلالــة مذهبـــا
ووشِّحه مــن سربـــال عـفــوك حلـّــة فأنــت جعلت الصفح والجود أرحبــا
ويــا رب عــن أهـل الذنـوب تـجـاوزاً ولــو عظـم الذنـب الشنيـع وأغضـبـا
كـتـــابـك فـوق العرش نـنـشـد وعــده وأنــت الـذي بالعـفـو للذنــب أوجبــا
يـشـيــعـنـي قـلــب تــعـــاظـم خـوفــه وخــدٌّ غــدا بــالدمـع فيـك مخضـبـــا
***
غـــداً ستـرى الأيــام أعـلامَ عــزِّنــــا وتحملـنـــا الجــوزاء مغنـى وملعـبـــا
يــقـوم لنـــا التــــاريخ فخـراً وهيــبـةً وكنـــا لــه فــي كــل نـــــازلـة أبـــــا
على وهـج مـن لاهـب الشـوق مـقـلـق وفــي وارف مـــن جنـــة قــد تــهدّبـا
أعــاتب في الركـن الحطيــــم مدامعي وفي الغار ألوي ثوب مجدي مسحّبــا
وفـي أحــدٍ ذكـراي يــورق عودُهـــــا ولي زفــرات فـي العـقـيـق وفـي قبـا
ديـــــار رسول الله أعشق روضــهـــا عـلـى سـفحـهــا جبريل سار وصوّبـا
إذا مـــا نثرت الرمــل فــــــاح أريجه بـأزكى مـن المسـك الـعتـيـق وأجـذبـا
بــه ذائـع مـن نـفحـة القـدس ثـــــائــر دم سـال فـي أرض الـبـطولـة طيـّـبــا
أنا قصتي في الغار صيغت فصولـــها وفـي خيــبــر قدمــت للنــار مرحبـــا
غـداً سيــرانـــا كـالنـجوم تـتـــــابـعـت إلـى صـهـوة العليـــاء مــرداً وشيّـبــا
لنــا زجـل بـالـذكـر كـالطيـر جنـدنـــا ملائكةـٌ طـهـر وتـنـصرنــــا الصّـَـبَــا
يـعـود لـنـا الـفـتـح الـمـبـيـن متـوجـــاً ونـفـتــح بـالإيـمـــان بــابـــاً مضبّـبـــا
كــأن أذان الفجـر فـي مسمـع الـدنـــا مزاميــــر داود إذا نـــــاح أطـربــــــا
وصوت بـلال يـعـلـن الـعــدل مــاثـلاً على هـــامة الأكوان أعلـى وأعذبـــــا
وكانت زهور الروض عطشى ولم يعد هَـزارُ الرُّبــى يشـدو وقد كــان معتبــا
فـأشرقت البشرى من الغـار وانطـوى ديـــاجيــر جهـل مـــا أضـل وأخيــبــا
فمن بـردة المختــــار أنـسج مطـرفـي ومـن همــة الصدّيـق أقطـع سـبـسـبـــا
وفـي درة الفـــــاروق قـصـة عـــادل فصـول مـن الإلهـام قـد صرن مضربا
فيــــا لـفؤادي كـلـمــــا عَــنَّ ذكــرهم خشيــت عـلى أحشــائـــه أن تــلهبــــا
أظـل أراعـي النـجم والطـرف سـاهر حنـــانـيــك مـن ليـــل أطـــال وعذّبـــا
فيــــــا أيـهـا الإنـسـان هـاك صـداقـة أبـّــــر مــــن الأم الرءوم وأحدبـــــــا
تـعــال نـعيـد الـوصــل عهـداً مباركاً وخـذنـي أخــاً إذ كــان آدم لــي أبـــــا
إذا كنــت قــــابـيــل العداوة والـرّدى فــإني أنــــا هابيــل رأيــــا ومــذهبـــا



* قصيدة جديدة للشيخ عائض القرني من موقع الإسلام اليوم



-
__________________


اللهم فرج هم ضيقة اخوي ابو الزبير

ووفقه يا ارحم الراحمين


مايبقيني في الدنيا وقد تركها الاحبه
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.92 كيلو بايت... تم توفير 0.86 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]