الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيد المرسلين امام الخير و قائد الخير و رسول الرحمة محمد نبي الله و رسوله الني الامي و على اخوانه النبيين و المرسلين و آله الاطهار و صحابته الاخيار
جاء في الاثر ان رجلا عابدا قام يوما ليقطع شجرة تعبد من دون الله في قريته فاعترضه الشيطان و
منعه فتصارعا فغلب العابد وانهزم الشيطان و انطلق فقال له الشيطان
-ما رايك ان تترك هذه الشجرة على ان اعطيك دينارن تجدهما في فراشك كل يوم فوافق العابد و بقي
الامر كذلك الى ان استيقظ يوما فلم يجد المال فذهب غضبانا ليقطع الشجرة فمنعه الشيطان فتصارعا
فغلب الشيطان و انهزم الرجل
هذه القصة من الاسرائليات يستانس بها وتبين لنا السلاح الفعال الذي لا يملك الشيطان له ردا , و هذا
السلاح اخواني و اخواتي هو الاخلاص لله تعالى. ففي المرة الاولى كان الدافع الوحيد للعابد هو ابتغاء
مرضات لله و غضبا لله اما في المرة الثانية فقد ذهب غضبا لنفسه فلم يقدر ان يصرع الشيطان
وهذا واضح في القران الكريم قد قال الله تعالى قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين
الا عبادك منهم المخلصين
وانظر يرحمك الله الى علم ابليس هنا, فقد علم انه لن يستطيع اغواء احد الا بعزة الله و قوته التي لا
تغلب فابليس علم انه لن يستطيع اغواء الا الذين اراد الله بهم ذلك نعوذ بالله ان نكون منهم فالكل
بقضائه وقدره سبحانه ولكن كل ميسر الى ما خلق له و ما ربك بظلام للعبيد نسال الله الهادي الرحيم ان
ييسر علينا الطاعة و يقبضنا على دين نبيينا محمد و ملة ابينا ابراهيم صلوات الله و سلامه عليهما
و الاغواء هو وسيلة يستعملها شخص لدفع شخص اخر لفعل ما يريد الاول , و هذا يدل ان هذا
الشخص لا يمكنه اكراه المراد به الغوايه لانه ان كان له به قوة لاجبره دون اغوائه و اقناعه بتزيين
الباطل و وفر على نفسه هذا الجهد و الوقت
وهذا يدل ان عجز الشيطان عن إغواء المخلصين هوعجز عن ما هو أكثر من الإغواء وهو الإكراه و
الدفع قصرا لان الإغواء يكون بعد الياس من الإكراه و الدفع بالقوة
والحاصل ان الشيطان ليس له اي سلطان على المخلصين كما يقول تعالى
انه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون
و في آيةاخرى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين
و الحاصل انه اذا غاب الاخلاص. تمكن الشيطان ان يغوي الانسان و يدخله في الاستثناء في قوله
تعالى
ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين