-*-الحسد
و من علاجه ان ترسم شجرتين احداهما قبيحة والاخرى
جميلة و تتخيل القبيحة و هي تكره الجميلة و تكيد لها و تريد ها ان تحرق فستجد في نفسك بغضا لتلك
الشجرة القبيحة التي لم ترضى بمشيئتك من جهة و ظنت ان للشجرة الجميلة فضلا و لله المثل الاعلى
وتخيل نفسك مكان تلك الشجرة القبيحة وانت تحسد من هواجمل منك او اغنى منك و تتمنى زوال
النعمة عنه و كيف ستكون في نظر الله
ويمكن استعمال هذا ايضا في الكبر وتخيل الشجرة الجميلة و هي تزدري القبيحة و السخط الذي ستجده
عليها و انت الذي صورتها و فضلتها على الاخرى و ليس لها في ذلك فضل و لله المثل الاعلى
وافات القلوب كثيرة منها الطمع و الحرص على الدنيا والغرور لعل الاخوة يفيدونا بعلمهم
فهذه الذنوب يستعملها الشيطان لتغييب الاخلاص فالمتكبر مثلا لا يحاور بحثا عن الحق و لكن ليبين
خطا من يزدري و حب الجاه يجعل من الراقي يرقي ليشكره الناس او ليكتسب مكانة في قلوبهم
والمصاب الحاسد يتمنى ان يصاب من يحسده ليكونا سواءا او يتمنى ان يبرا هو و لا يبرا من يحسد
و الراقي المعجب بنفسه يتعجب كيف لم يخرج الشيطان و يطلب من المريض طاعات و عبادات متعبة
ويشدد على نفسه فيكون كالمنبت الذي لا زهرا ابقى ولا ارضا قطع و لم يعلم انه لم ياتي هناك لتكون
كلمة الله هي العليا و لكن ليرى كيف ترتعد الشياطين منه نظرا لاعجابه بنفسه
و خلاصة القول ان الشيطان لا يصمد أمام الإخلاص و هو يسعى لإفساد النية وقد قال تعالى مخبرا عنه
ولاتينهم من بين ايديهم و من خلفهم و عن ايمانهم و عن شمائلهم و لا تجد اكثرهم شاكرين] و لم يقل
من فوقهم و من تحتهم لعلمه ان العمل النابع من التحتية العبودية و ابتغاء الفوقيةالربوبيية لا سبيل له
اليه كما قال الشيخ الشعراوي رحمةالله عليه
فعلى المريض و الراقي ان يعلما ان الله يريد بارادته الشرعية لهذا المريض الشفاء فليسعى الكل في
هذا الهدف وفي تصحيح النية وليحذرا من الخواطر التي تشبه النية
اخواني قد اطلت ولكني اظن ان الاخلاص هو سبب النصر وهذا هو الكنز النفيس فلنعمل على تحقيقه
فهوليس كلمة او حديث نفس ولكنه امر يتطلب مجاهدة و علما و سعيا في تحقيقه فارجو اعطائه
الاهمية التي يستحق وما كان من حق فيما كتبت فمن الله و ما كان من خطا فمن نفسي و من الشيطان
ما توفيقي الا بالله
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ************************************************** *********