تحدثتُ إلى الأخت التي معي عن مصيري ، فاخذت تدعمني ، وذكرت لي قول الله
(إنَّه َمن يتقِ الله ويصبرُ فإنَّ الله لا يُضيعُ أجَر المحسنينْ)
ذهبت إلى البيت هذه المرة و السعادة لا تسعني ، كنت بالفعل سعيد جداً جداً ! لا أعرف كيف أصف مدى السعادة التي غمرت وجداني !!!
شرعت في تنفيذ ما أخبراني به هما الإثنان ، وصليت لأول مرة في حياتي
يا الله! ما هذه الحلاوة واللذة التي أشعر بها !!!؟؟؟ صليت و انفجرت أبكي بين يدي ربي الكريم الحليم ، بكيت بقلب صادق لأول مرة… .
اجل ... هذه هي السعادة التي كنتُ أبحث عنها من زمن بعيد ، هذه هي السعاده التي لم أجدها في المال ولا في الحياة المرفهة ...
ثم فتحت هذا "المصحف " الذي أعطاني إياه ، لا أعرف ما هذا بالضبط ؟ إعتقدته كتاباً كأي كتاب من الكتب الذي يعطني إياها !
ففتحته من منتصفه وقرأت آية واحدة فقط فيه ......... فإقشعرّ جسمي وسقط على الأرض وانهرت في البكاء ، يا الله ! لقد ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، فاللهم إغفر لي ، اللهم إغفر لي ، شعرت بأن شيء ما يغسل قلبي ، شيء ينور
لي بصيرتي !
لأول مرة في حياتي أشعر بالسعادة والندم والحسرة في نفس الوقت .
و أنا على هذه الحالة ، فإذا بوالدي يدخل علي ...... يا الله! ماذا أفعل ؟ ماذا أقول ؟
رأيته يقترب مني ويسألني في رفق ، ماذا تفعلين ؟ ولماذا ترتدين هكذا وتتشبهين بالمجانين ؟ و ما الذي تقرئين فيه؟
سكت برهة ثم قلت له و بالعربي الفصيح "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" ! .... تعجب ! وأظنه لم يفهم قولتي .
فشرحت له الأمر بكل شجاعة وصارحته بكل شيء ، و رويت له ما دار بيني وبين ذلك الشاب المسلم في الجامعة.
لا قيت منه عتاباً شديداً ، أعجز عن وصف ما فعله بي لكي أرتد إلى النصرانية مرة أخرى ، حاول معي مراراً لكن ثبت على ما أنا فيه ، لدرجة أن توعدني بالقتل ، ولكن لم يأتي بفائدة معي ...... فيأس مني وقال أن هذه حرية شخصية ولكنك من الآن ليس لكِ أي علاقة بنا ، ولن خبر احداً بهذا حفاظاً على مستوانا العائلي!! لكن ارجوألا اراكِ بهذه المظهر مرة أخرى …
آآآآآآآآآآآآه ثم آآآآه ما العمل الآن ؟؟؟
بعد عدة شهور من حياتي الرائعة في ظل الإسلام ، و في ظل معاناتي ومجاهداتي من اقرب الأقربين إليَّ
جاءنا ذلك الشاب ، و سأل والدي الزواج مني ، فوافق على الفور بدون أي مقدمات .. وكأنه كان يريد الخلاص مني !
ثــم تزوجت بحمد الله وفضله ، وكان زوجي دائماً ما يأمرني بصلة أهلي رغم ما ألقى منهم .
عشت حياة سعيدة ليس قبلها ولا بعدها حياة في ظلال الإيمان والإسلام لأول مرة مع زوجي الكريم ، وقد واجهت
مع بداية حياتي الصعوبات الشديده ، إلى أن اعتدت على النظام السليم ، و تناسيت العادات الغربية الشنيعه.
ولقد اتخذت السيدة خديجة رضى الله عنها قدوة في حياتي كلها ، و لقد سميّت إسمي بإسمها ، وأخذت أعاون زوجي في دعوته ، وأصبح نجاحنا كبيراً في الدعوة ، واتممت دراستي بحمد الله بعد سنوات عدة، وأمرني بالجلوس في المنزل وعد الخروج للعمل ؛ خوفاً علي من الفتن، ثم أخرجوا زوجي من فرنسا لإنتشار هذه الدعوة ، ومضيت معه إلى بلده "مصر" وهناك درست اللغة العربية وآدابها وأصولها، وفي الحقيقة لم أجد أسهل منها
لغة ، فلقد كنت دائما ما أسمع أنها لغة يصعب تعلمها و لغة معقدة .. لكني ولله الحمد تفهمت الأمر ، و حاولت ان امحو هذا المفهوم من معتقدات الأوربيون .
ثم مضينا إلى المدينة النبوية لطلب العلم الشرعي ، هناك اكرمني الله و حفظتُ القرآن الكريم كاملاً...
ثم عدنا إلى مصر ، وقد سمح لي زوجي بالعمل في خدمة نساء المسلمين ، لكني لم أرغب في العمل ، و فضلت الجلوس في المنزل ؛ فالمنزل هو عش السعادة ، والمنزل هو بدايةراحة زوجي .
والحمد لله الذي أكرمنا بالعمل في الدعوة ، فهذا أعظم عمل للمرأة....
وقـــد رزقني الله بثلاثة من الأولاد بارك الله فيهم ، وهبتهم في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل ... وهذه كانت امنيتنا في الحياة.
وبفضل الله شبّوا وأقر الله عينيا بهم ، حتى أصبحوا الآن دعاة يمحون الباطل بالفعل بفضل من الله ومنة.
وكم تمنيت طوال عمري لو أن يرزقني الله بطفلة ، فأنا كنت وحيدة أبواي !
وبالفعل بعد عدة أعوام رزقني الله بطفلة كالعسل بل أحلى ، أصبحت إبنتي وأختي وصديقتي ، و هي أيضاً وهبتها في سبيل الدعوة ، و أتمنى أن أراها من الداعيات الحاملات لكتاب الله.
هذه كانت حياتي بإختصار ، ولي الآن في الإسلام 27 عاماً ... بداية عمري وخروجي للنور .
فما أسعد المرأة في ظلال الإسلام وما أسعد الرجل بالمرأة الصالحة التقية العفيفة
والإسلام العظيم غني بالمثل العليا للسيدات المسلمات اللاتي تَرَبَيْن على مأدبة القرآن ونشأن في ظلاله وفي مقدمتهن أم المؤمنين الأولى السيدة خديجة التي حباها الله عقلاً راجحاً وحكمة بالغة فسعدت برسول الله وسعد بها الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم. حفظ الله المسلمين والمسلمات من التردي في مهاوي الهلاك، وظلمات الضلال، وكتب الله لأمة الإسلام عودة كريمة إلى كتاب الله الكريم مصدر النور، والخير، والهدى والفلاح، والسعادة التامَّة في الدنيا والآخرة.
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام العظيم ، ورزقنا زوجاً صالحاً ، وأقر عيننا بذرية صالحة .
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعما
نسألكن الدعاء بالثبات والسداد والمغفرة من الله .