عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29-03-2007, 08:02 AM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

أما بخصوص حساب الجمل والحروف، فحكمه الشرعي مرجعه نشأة هذا العلم، ونوعية استخدامه، وهذا بكل تأكيد له تفصيل يستحى من ذكره على المنتدى، لأن له تطبيقات على أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وامتعلقا بالمزاعم الباطلة حول اسم الله الأعظم، وله تطبيقات يندى لها الجبين متعلقة بحساب آيات القرآن العظيم، لكن لا مانع أن نؤصل لهذا حرصا منا على كشف الباطل والزيغ فيه، وسأتجنب ما لا نفع يرحى منه وهو ذكر هذه التطبيقات، فيدي لا تطاوعني على قاءته أصلا فكيف بكتابته، ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.

الطلاسم (Talismans): ونجد أحيانا أن كتابة الطلاسم تأخذ اتجاهًا زخرفيًا فيما قد يوحي به شكلها الجذاب، ولكن يكتنفه الرمزية الغامضة إلى حد كبير، فقد نجد الطلسم على هيئة أشكال هندسية كالمثلث والمربع والدائرة والتصاليب بأنواعها المختلفة، والنجوم الخماسية والسداسية والثمانية، وغير ذلك من الأشكال المختلفة، والتي قد تعد نوعًا من أشكال الشفرة المستخدمة كوحدات رمزية في العزائم والتعاويذ، وأحيانًا يأخذ الطلسم شكل تمثال أسطوري، كالمساخيط( ) التي نراها منحوتة على مداخل العمائر المبنية في شوارع القاهرة خلال أوائل القرن العشرين، ذات الطراز القوطي، والذي يرمز إلى وظيفته المنوطة به.

(.. ولعل الأساس في هذا النوع من التجريد وتجنب تصوير الطبيعة بحذق وأمانة، كان الدافع إليه شعورًا دينيا أو سحريًا يحرم على الفرد تسمية الآلهة بأسمائها، أو تصويرها على طبيعتها، فالنطق باسم الإله من شأنه إثارة غضبه، فتسلط قواه الخفية على الإناث. وقد تدمره أو تصيبه بالأذى، في حين أن التنويه باسم الإله قد يكون له أثر عكسي إذ يتسنى للإنسان الاستعانة بتلك القوى الخفية، في جلب الخير، وفى ضمان وفرة المحاصيل، وقهر الأعداء وما شاكل كل ذلك من أمان يراها الرجل البدائي ضرورية لحياته، وفى الوقت نفسه يتعذر عليه تحقيقها لنفسه دون الاستعانة بقوى ونفوذ الآلهة التي تجلب لنفسه قواها عن طريق تلك التعاويذ).( )

وبالملاحظة نجد أن الله عز وجل قد حض المؤمنين على ذكر أسمائه، وأمرنا بتعبده ودعائه بها قال تعالى: (وَلِلَّهِ الأسْمِاءِ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:185]، وبشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة لمن حفظها وأدرك معناها وعمل بها لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة)، متفق عليه.

قال صاحب (مفتاح السعادة): (اعلم أن النفس بسبب انشغالها بأسماء الله سبحانه وتعالى تتوجه إلى جانب القدس، وتتخلى عن الأمور الشاغلة لها عنه، فبوساطة ذلك التوجه تفيض عليها آثار وأنوار تناسب استعدادها الحاصل لها بسبب الاشتغال، ومن هذا القبيل الاستعانة بخواص الأدعية، بحيث يعتقد الرائي أن ذلك يفعل السحر).( )

هذا إن كان هؤلاء يدعون أنهم يعملون بلغة مفهومة فمالنا وهى لغة معجمة لا يستطيعون أنفسهم فهمها وتفسيرها، فإذا كان السحرة يتجنبون ذكر معبودهم إبليس عليهم وعليه لعائن الله، وإذا كان ذكر اسمه من شأنه إثارة غضبة، حيث دأبه التخفى والتستر عن الأعين والأسماع والأبصار ليباشر تسلطه وأذاه في الخفاء، فما بال اليهود الذين يتحاشون ذكر الله وينادون معبودهم بـ(ياهو أو يهوه)؟ وما هو رد الصوفية الذين يستبدلون ذكر الله وتعبده بأسمائه وصفاته بنداء الله بـ (ياهو أو هوهوهو) فيما يحمل ذلك من مخالفة شرعية عقائدية واضحة لا تقبل الجدال؟ فانصرفوا عن عبادة الله إلى عبادة الشيطان وهذا ما تأكده أورادهم بما تحتويه من طلسميات، خاصة إذا ثبت صلة الصوفية بالشيعة التي أنشأها اليهود، حيث انتقل عن طريقهم عبادة الإله (ياهو، يهوه) إلى الشيعة ومنها إلى الصوفية.

( والمعرض عن هدى الله، أي القرآن، يقيض الله له شيطان يصاحبه ولايفارقه، يزين له عمل الشر ويصده عن سبيل الحق، ويحسب أنه على هدى وصواب، وبهذا جرت سنة الله في المعرضين عن هداه قال تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عِنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّض لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُّهْتَدُونَ) [الزخرف:36،37]، وجاء في تفسير هاتين الأيتين: أن من يتعارض ويتغافل عن ذكر الله أي عن القرآن الكريم وما أنزل الله فيه، ويأخذ بأقوال المضلين وأباطيلهم نقيض له شيطانا أي نفتح له شيطانا فهو له قرين دائما لايفارقه، يمنعه من الحلال ويبعثه على الحرام وينهاه عن الطاعة ويأمره بالمعصية ويزين له سىء الأعمال.. وهذا عقاب له عن إعراضه عن هدى القرآن كما يقال: إن الله تعالى يعاقب على المعصية بمزيد اكتساب السيئات، وإن الشياطين ليصدون أولئك المعرضين عن هدى الله عن سبيل الحق ويحسب أولئك المعرضون عن هدى الله أنهم مهتدون إلى الحق).( )

وهؤلاء الضالون المعرضون عن هدى الله يصدق عليهم قول الله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأخْسِرِينَ أَعْمَالا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف: 103،104].

ومن أنواع أمر التكليف الشائع الاستخدام والذي يدخل فيه ما يعرف بحساب الحروف واستخدام بعض الجداول والرموز والأرقام، وحساب الحروف هو إعطاء كل حرف عدد معين بترتيب (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ) فحرف الألف عدده واحد وهكذا يكبر العدد بإضافة الصفر عن انتهاء كل تسعة أحرف حتى الوصول إلى حرف الغين برقم الف، لذلك يطلب السحرة اسم المسحور له واسم أمه ثم يحسبون عدد مجموع حروف الأسماء، ثم يقابلونها بما يوافقه من العدد في أسماء الله الحسنى فيكتبونه بمداد من النجاسات كالسائل المنوي الناتج عن زنى المحارم كأن يزنى الساحر بالمسحور لأجلها أو يزنى بابنته، (وبالفعل أكدت لي ابنة أحد السحرة أن أباها فعل مثل ذلك، بل صنع لها سحرًا كنت أعالجها منه)، وأحيانًا يخلط المداد بدم الحيض، وأحيانا أخرى يخلط ذلك كله معًا بأشياء مختلفة لا تحصى، من مساحيق العظام المحروقة، ودهن الخنزير أو دهن ضأن،…إلخ، فكنت أجد أثارها في قيء المريض أو يجدها المرضى تخرج مع البول، وذلك يمثل علامة لإبطال السحر المأكول أو المشروب، وما ذكرناه يعد نبذه بسيطة عن استخدام حساب الحروف في أمر التكليف، لذلك يجب الحذر من هؤلاء السحرة.

وطريقته هذه في حساب الجمل، بتحويل الحروف إلى قيم عددية، وأرقام ذات معنى ودلالة، تدرج تحت (عرافة الأعداد Numerology)، و(إن هذه الطريقة الرمزية التي اخترعها العراقيون القدماء كانت الأساس في العلم الذي أسماه اليونان والرومان بـ (أيسوبسفيا) الذي كان يقابل الحروف بقيم عددية، وقد ظهر هذا العلم عند العرب باسم علم الجفر، وكذلك ظهر علم سحري باسم (الزايرجة) الذي يقابل الحروف بالأرقام ويستدل منها على أحداث عامة، ويقع تحديدًا ضمن علوم التنبؤ والعرافة).( )

وهذا يعد أحد أساليب عرافة الأعداد يعرف بـ (الجيوميتريا Geometrica: وهي التأويل الرمزي للأعداد الذي ظهر مبكرًا في الحضارات العراقية القديمة، ثم ظهر بقوة في (القبَّالا)، واستمر هذا التأويل حتى يومنا هذا، ومن الكتب التي تبحث في هذا المجال كتاب (المعنى السري للأعداد) لفرانز زيمرمان، وفانكها وزير، وزيهلبروكه تييل، 1994) الذي يستهل بالكلمات التالية: (يحتوي العدد على الحكمة الأسمى في الصورة الأكثر اقتضابًا، إنه القانون الداخلي، النظام العظيم، الكون بأسره مشيد عليه).( )

وفى كتاب الزوهار عند اليهود تظهر أهمية الحروف ودلالاتها والطلاسم في تفسير التوراة وشرحها في الرمز والتلميح أحد الطرق الأربعة للزوهار، (الرمز والتلميح: وتقوم هذه الطريقة على اكتشاف الدلالات المتضمنة في بعض الحروف والعلامات السطحية في ظاهرها…السر (Sod) بمعنى الطلاسم المغلقة والأسرار الخفية. وهذا مما شجع على قيام العلم الخفي أو السري (SecretScience). لكن هذا العلم لم يدرك أسراره إلا القليلون، بينما ترددت أصدائه في كل من الأفلاطونية المستحدثة والغنوصية والقبالة والهرمسية. فقد انطوى على شطحات خيالية ورؤى شاردة للأشياء الخارجة من نطاق هذا العالم. واختلطت فيه عناصر الثيوصوفية بالميتافيزيقيا وأخبار الملائكة بقصص الشياطين). ( )

وهذه المعتقدات وإن لم تكن يهودية الأصل والمنشأ، لكنها فرضت نفسها على عقول المثقفين اليهود، بل بدأت هذه العقيدة تأخذ طريقها إلى الديانات الأخرى، فظهرت كتب تحسب زمن قيام الساعة بحساب الحروف مستخدمين آيات القرآن الكريم والإنجيل والتوراة، وهى متداولة في المكتبات بشكل ملحوظ، وتظهر العلاقة بين تعاليم التلمود وعقائد الزوهار متجلية بوضوح في العلاقة بين أحكام التوراة وأجزاء الجسم البشرى.

(فقد أحصى التلمود أحكام التوراة واعتبرها تضم 248 أمرا من الأوامر أو الوصايا و365 من النواهي، أي ما مجموعه 613 وصية بين أوامر ونواه. وهذا ما رمز إليه التلموديون والإشراقيون في حساب الجمل بلفظ تريج Trayag

(ت = 400 + ر = 200 + ي = 10 + ج = 3 = 613).

ثم عمدوا إلى المطابقة بين عدد كل من الأوامر والنواهي وبين عدد الأطراف (248) والمفاصل (365) في جسم الإنسان. حتى وصلوا إلى القول بأن مراعاة كل وصية من هذه الوصايا أو خرقها يؤدى، عن طريق الطرف أو المفصل المقابل لها في الجسم البشرى، إلى رد فعل مماثل في عالم الأنوار، وينعكس بالتالي على الكون قاطبة!). ( )

ويذكر ابن خلدون أن بعض المتصوفة خاضوا في نوع من السحر هو علم أسرار الحروف، وهذا النوع (هو المسمى بالسيمياء، نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة، فاستعمل هذا الاستعمال الخاص). ويذكر ابن خلدون أن (هذا العلم حدث في الملة بعد صدر منها، وعند ظهور الغلاة من المتصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر، وتدوين الكتب والاصطلاحات، ومزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد وترتيبه، وزعموا أن الكمال السمائى مظاهره أرواح الأفلاك والكواكب، وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء، فهى سارية في الأكوان على هذا النظام والأكوان من لدن الإبداع الأول تنتقل في طوره وتعرب عن أسراره، فحدث لذلك علم أسرار الحروف، وهو من تفاريع علم السيمياء، لا يوقف على موضوعه، ولا تحاط بالعدد مسائله، تعددت فيه تأليف البوئى وابن العربى وغيرهما ممن اتبع آثارهما، وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعية بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان).( )

(ومعنى طلسم كما يقول حاجى خليفة، عقد لا ينحل، وقيل مقلوب اسمه، أي (المسلَّط) لأنه من القهر والتسلط، وهو علم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة مع القوى الأرضية المنفعلة في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود مع بخورات مقوية جالبة لروحانية الأرضية ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة، وهو قريب المأخذ بالنسبة للسحر، لكون مبادية وأسبابه معلومة، وأما منفعتة فظاهرة، لكن طرق تحصيله شديدة العناء).( )

يقول محمد محمد جعفر: (الطلسم: هو العمل الذي يقوم به الساحر بمساعده الشيطان أو بناء على أمره على الورق والقماش أو المعدن أو الخشب أو الأحجار الكريمة أو المعجون (كالشمع والطين) بشكل مخصوص في وقت مخصوص وبحجم وصورة معينة لضرر نفر أو أكثر في شخصه أو ما يملكه.. والتعويذة أو التميمة: هي العمل الذي يقوم به أي شخص مختص غير الساحر على المواد السابق ذكرها لمنع تأثير السحر أو فساده لحاملها أو لأغراض أخرى يقصد بها منفعة حاملها أو صاحبها دون غيره).( )

__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.26 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]