عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 10-04-2007, 08:31 PM
الصورة الرمزية اسماء 86
اسماء 86 اسماء 86 غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
مكان الإقامة: سلفية واعشق السلفية وبين السلفة مكاني
الجنس :
المشاركات: 1,700
63 63






::: وترجل شيخ الجهاد الفلسطيني :::


بقلم: عادل أبو هاشم *







وترجل عنوان الجهاد والمقاومة...

ترجل عنوان كرامة هذه الأمة...

ترجل عنوان كرامة العرب والمسلمين...

لقد ترجل شيخ الجهاد الفلسطيني المجاهد القائد الشيخ أحمد ياسين.. وهو الذي ما ترجل قط ولا استراح ولا استكان طوال حياته.

لقد ارتبط أسمه دومـًا بفلسطين... القضية والشعب والمقدسات والأرض، وأعطى القضية الفلسطينية شبابه وعمره وحياته.

كانت حياته من أجل فلسطين.. ومن أجل القدس.. ومن أجل الأقصى.

شهيدنا الشيخ الجليل:

ليس من السهل أن يكتب المرء عن المجاهد المبارك الشيخ أحمد ياسين، فالرجل ليس شهيدًا وحسب، إنه أبرز رموز الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.. الذي لم يفرط في شبر واحد من فلسطين.

فقد كان مثالا للإنسان المؤمن بربه ورسالته وقضيته.

فكل كتابة عنه ستكون ناقصة، لأن قضيته لم تكتمل بعد.

أن يستشهد القائد العظيم الشيخ أحمد ياسين فهذا أمر طبيعي.

فعندما اختار الشيخ ياسين طريق الجهاد فإنما قد اختار الشهادة.

وباختياره الشهادة.. اختار الحياة لأبناء شعبه وأمته.





لقد استشهد الشيخ ياسين في كل لحظة من لحظات حياته الطويلة جهادًا ونضالا، فسيرة جهاده ونضاله من أجل وطنه وشعبه وقضيته العادلة، كان الاستشهاد نهايتها الطبيعية، وسيرة جهاده هي في الواقع حياته العملية كلها.

لقد طلب الشيخ ياسين الاستشهاد لنفسه، وعمل له، وسعى إليه، لأنه آمن به وهو الذي كان يردد دائمـًا "الموت في سبيل الله أسمى أمانينا".

آمن بأن العمل لفلسطين لا حدود له ، وأن فجر النصر آت لا محالة رغم الظلام الحالك الذي يلف الأمة ، وأن الدم والمشاركة في الجهاد ضد المحتل لا تكون من بعيد ، وأن هناك طريقـًا آخر غير طريق الخنوع والاستسلام، أو القبول بالفتات أو انـتظار ما يسمح به العدو الإسرائيلي بالتـنازل عنه ألا وهو طريق الجهاد والاستشهاد .




لقد آمن الشيخ ياسين وأن مقاومة المحتل لا تتحمل المواقف الوسط، ولا المهادنة، ولا التأجيل، ولا الاستراحة، وأن الطريق إلى فلسطين يمر من فوهة البندقية.

وباستشهاده ينهي الشيخ ياسين سنوات حافلة من الجهاد والنضال والاعتقال.

من الصعب أن أرثي الشهيد الشيخ أحمد ياسين بالكلمة، ومن الصعب أن أرثيه بالدمع الساخن لأن مآقينا جفت منذ عشرات السنين.

جفت مآقينا منذ أن وطأت أول قدم صهيونية أرض وطننا الحبيب.

جفت مآقينا منذ أن سقط أول شهيد فلسطيني برصاص العدو الصهيوني.

فلن نرث بعد اليوم شهدائنا، بل سنثأر لهم من قتلتهم، من عدونا الأبدي والأزلي، سارق أرضنا وأحلام طفولتـنا.

ستبقى كل كتابة عن الشيخ ياسين ناقصة، لأن قضيته هي قضية الشعب الفلسطيني كله، هي قضية الجيل الذي يصنع المسيرة، وهي قضية لم تكتمل بعد.

خسارتـنا كبيرة..

لكن عزاءنا أن الشهيد نال طلبه من الله عز وجل أن يكتبه شهيدًا..

وقد نال هذه الشهادة.

وسيشكل دم الشيخ ياسين الطاهر وقودًا جديدًا للمقاومة لا ينضب ولا ينـتهي، ورافعة للشعب الفلسطيني المجاهد وكفاحه الطويل.

وسيكون هذا الدم نورًا ونارًا:

نورًا ينير الدرب إلى فلسطين..

ونارًا ولعنة على الصهاينة المحتلين..

وسيشكل استشهاد الشيخ ياسين عنوانـًا لمرحلة جديدة في مقاومة العدو الصهيوني، فقد أثبت التاريخ أن المقاومة تستمد من دماء الشهداء روحـًا جديدة.



أيها الشيخ الجليل:

وأنت اليوم في السماء تتهادى إلى سمعك صيحات الحق تدوي في كل فلسطين.. من المجاهدين أطفالا ونساءً وشيوخـًا تعلن من جديد عن الجهاد والنضال.. ذلك الذي غرزته في أعماقهم، وأشربته أبناءهم فروته دماءهم..

أيها الرجل الرجل... يا ضمير الأمة ونسيجها الطاهر.

أيها القائد والأب والأخ والرمز والإنسان.

اليوم عرسك في جنة الرحمن.

في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

كم كنت عظيمـًا في حياتك... وكم كنت عظيمـًا في مماتك.

كنت بالأمس تقود المجاهدين الأحياء من الرجال.. واليوم تقود الأبرار من الشهداء.. وحسن أولئك رفيقـًا.

أحزاننا عليك كبيرة... وكل المآقي عليك مفتوحة... وكل القلوب عليك منفطرة.

فتحية لك يا شيخنا الجليل يوم ولدت.. وتحية لك يوم رحلت.. يوم انطلقت روحك إلى السماء.

وتحية لك يوم تبعث حيا

اليوم يستقبلك الشهداء ممن سبقوك

فالشهادة حق لا يناله إلا الأبرار، وأن العهد سيظل دائمـًا عهد الصادقين على دربك.. درب المجاهدين من أجل فلسطين.

فنم قرير العين.. فقد أديت واجبك نحو ربك ودينك وقضيتك ..

وإنا لله وإنا إليه راجعون
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.91%)]