الفصل الثـــــــاني
القرآن الكريم و ما يتعلق به
تمهـــــــــــيد:
في هذا الفصل سنتطرق الى الكيفية التي يتعامل بها الأب لويس معلوف
مع القرآن الكريم و حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و سنرى كذلك كيف يشرح لفلذات أكبادنا بعض المصطلحات المهمة
و المتداولة بكثرة لشدة تعلقنا جميعا بكتاب الله تعالى .
فلننظر في الآتي:
منهج الأب لويس في التعامل مع القرآن الكريم و الحديث
الشريف.
القرآن و المصحف و لتنزيل.
بسملة.
آية.
سورة .
الفاتحة.
منهج الأب لويس في التعامل مع القرآن الكريم و الحديث الشريف:
أولا : القرآن الكريم.
ثانيا : الحديث الشريف.
ثالثا : الشعر و الأمثال.
رابعا : الكلام الشائع بين الناس و المتعارف عليه.
و لم يخرق هذه العادة فقهاء اللغة من أصحاب المصادر التي أعتمد عليها
الأب لويس معلوف و لو أنه مرة واحدة . وقد لا تكون هذه القاعدة محترمة
في بعض الكتب الموجزة أو المختصرة لكن أمهات الكتب تلتزم بهذا المنهج.
كان ذالك دابهم لإيمانهم بان القرآن الكريم بأن القرآن الكريم و الحديث
الشريف.هما أرقى أشكال التعبير اللغويو الدليل على ذالك ان كبار الشعراء العرب
وقفوا عند نزول الوحي مسحورين امام التحدي المتجسد في دقة التعبير و التصوير الفني.
أوليس القرآن الكريم كلام الله تعالى و الحديث الشريف كلام سيد العرب و لا فخر
صلى الله عليه و سلم؟
و لأن الأب لويس معلوف اليسوعي ينطلق من مرجعيته النصرانية- و له الحق
في ذالك لانه لا إكراه في الدين – فإنه ليس مطالبا بالإعتماد على القرآن الكريم و الحديث
الشريف عند شرحه لمختلف المصطلحات الواردة في منجده. لكننا نلاحظ أن الأب لويس لم يقم بتجاهل هذين المصدرين الأساسين عند المسلمين لكنه لجأ الى الإعتماد عليهما بطريقة ملتوية و مخزية
و تلك هي الطامة الكبرى . و إليك أيها القارئ الكريم الملاحظات الآتية:
الإستشهاد بآيات قرآنية دون الإشارة إلى مصدرها:
لا يذكر الأب لويس الآيات القرآنية الكريمة إلا مظطرا . و إذا فعل ذالك
لأنه لا مفر له من الاستشهاد بها. فإنه لا يشير الى انها من القرآن الكريم أو على الأقل
أنها..من ’’ كتاب المسلمين ’’ كما يحلو له وصف القرآن الكريم!..و إليك أيها القارئ
بعض الامثلة.
في مادة ’’ كان ’’ يذكر لويس الحالات المختلفة التي تستعمل فيها ’’ كان ’’
و يقول : ’’ و تعني ينبغي نحو: ( ماكان لكم أن تنبتوا شجرها )...
و بمعنى الإستقبال نحو ( يخافون يوما كان شره مستطيرا )...
و بمعنى المضي المنقطع نحو : ( و كان في المدينة تسعة رهط)...
و بمعنى الحال نحو : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )...
و لا يخفي على القارئ الكريم انها أيات بيانات من كتاب الله تعالى، ذكرت حسب ورودها
أعلاه في سورة النمل أية 60، سورة الإنسان أية 7 ، سورة النمل أية 48 و سورة أل عمران أية
110
أرتكاب أخطاء عند استعمال بعض الأيات القرآنية :
أحيانا يستشهد الأب لويس بأيات قرآنية دون ما لحق بها من تصحيف و تحريف .و إليك
أيها القارئ بعض الأمثلة:
يقول الأب لويس عند شرحه لاستعمال مادة ’’ لو ’’ ان تكون للتحضيض و العرض و فتختص
بالمضارع او ما في تأويله نحو ( لولا تستتغفرون الله) و ’’ لو أخرتني إلى أجل قريب’’
فليلاحظ القارئ الكريم أن الآية الثانية فيها خطأ إذ أن الأب لويس كتب – لو أخبرتني إلى
أجل قريب – و الصحيح هو ( لولا أخرتني إلى أجل قريب ) كما جائت في القرآن الكريم في
سورة المنافقون أية 10.
و في مادة ’’ مس’’ يقول الأب لويس : ’’ مس المرض و الكبر فلانا :أصابه .
مسه الشيطان ينصب او عذاب’’.
( إن هذا لفي الصحف الاولى صحف إبراهيم و موسى ): يعني الكتب
المنزلة على ابراهيم و موسى صلوات الله تعالى على نبينا و عليها، و المصحف
و المصحف . الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كانه أصحف، و الكسر و الفتح فيه لغة ,
قال أبو عبيد : تميم تكسيرها و قيس تضمها ، و لم يذكر من يفتحها و لا أنها تفتح إنما
ذالك عن اللحياني عن الكسائي ، قال الأزهري : ’’ و إنما سمي المصحف
مصحفا لأنه أصحف أي جعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين ’’ ( مادة : صحف)
قال الأب لويس معلوف اليسوعي:
’’ التنزيل : الترتيب . حد الشئ من علو أسفل . ’’
دون أن يشير إلى أنه من أسماء القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه و سلم.
قد يقول قائل ، إن الأب لويس أراد الإيجاز في منجده عند شرحه للكلمات و المصطلحات المرتبطة
بالنصرانية و اليهودية لعله يرجع عن رأيه.
فقد جاء في منجد الطلاب على لسان الأب لويس طبعا:
’’ إنجيل المسيح و تعليمه. و الكلمة يونانية معتاها ’’ البشرى’’ لأن الانجيل
يتضمن بشرى الخلاص.’’
’’ تلموذ : كتاب يتضمن شرائع اليهود و سنتهم. ’’
العهد القديم : هو الأسفار المقدسة التي كتبت قبل المسيح .’’
’’ توراه : أسفار موسى الخمسة.’’
العهد الجديد : الأسفار المقدسة التي كتبت بعد المسيح.’’
فلينظر القارئ الكريم إلى الدقة في الشرح و التفسير لدى لويس
لما يتعلق الأمر بالنصرانية و اليهودية . أما القرآن فهو مجرد ’’ كتاب
المسلمين ’’ في حين أن الإنجيل هو ما نقله القديسون عن الله
تعالىّّّّ!!!هل أفهم من هذا ان القرآن الكريم لم يوح به الله تعالى؟
ذاللك ما يذهب إليه الظن إذا لم نحتط من شروحات الأب لويس. لاحظ كذالك بأنه
يصف الإنجيل بالخلاص و البشرى , في حين أنه لا يذكر أي صفة للقرآن الكريم الذي
قال فيه تعالى ( ذالك الكتاب لا ريب فبه ، هدى للمتقين ) ( سورة البقرة ).
و لاحظ كذالك أنه يذكر موس و المسيح عليها السلام عند ذكر ما أوحي إليها
و لا يذكر محمد صلى الله عليه و سلم عند ذكرم للقرآن الكريم !!!
و في هذا ما يكفي للدلالة على سوء النية و خيبة القصد و الله تعالى من ورائهم محيط.
بسملة
في مادة بسمل ، قال الأب لويس معلوف اليسوعي: ’’ بسمل : نطق بالبسملة . وهي عند
النصارى : بسم الأب و الإبن وروح القدس . و عند و عند المسلمين . بسم الله الرحمن الرحيم’’
ليلاحظ القارئ هنا بأن المؤلف يبدا عند النصارى قبل ذكر صيغتها عند المسلمين. زيادة على ما تتضمنه البسملة عند النصارى من شرك بالله تعالى كما جاء في عقيدته التثليت. فانتبه أيها على القارئ و افهم
هداك تعالى.
أيـــــــــــــــه
قال الأب لويس معلوف اليسوعي :
’’ الآية : العلامة . الآية من الكتاب : كلام منه منفصل بفصل لفضي. العبرة ’’
بناء على هذا التفسير، بامكانك إذن أن تقول لصديق : لقد قرأت كذا أية من كتاب
الروائي الكبير فلان !!! و العياذ بالله تعالى . لكن الأمر ممكن حسب الأب لويس ، مادام
لم يحدد نوع الكتاب الذي تعتبر الجمل فيه آيات او نوع الكلام المعني بذالك
و الذي هو كلام الله تعالى عند المسلمين.
و ذالك لأن الأية تحيل على الإعجاز ، و كلام الله تعالى وحده كله أيات و إعجاز .
أما عند أهل اللغة المسلمين،فقد جاء في لسان العرب لابن منظور’’ و الإية :
من التنزيل و من أيات القرأن العزيز:قال أبو بكر:سميت الأية من القرأن
أية لأنها علامة لانقطاع كلام من كلام. و يقال: سميت الأية أية لانها جماعة من حروف القرأن.
و أيات الله: عجائبه و فال ابن حمزة : الأية من القران كانها العلامة التي يفضى منها إلى غيرها
كاعلام الطلايق المنصوبة للهداية .’’
سورة
قال الأب لويس معلوف اليسوعي :
’’ السورة : المنزلة . الشرف . العلامة. ما طال و حسن من البناء إلى جهة
السماء . السورة من الكتاب : القطعة المستقلة. ’’
دون أن يشير إلى انها من مكونات القرأن الكريم و التي بدورها تتشكل من مجموعة أيات
انزلت على محمد صلى الله عليه و سلم، و هي دستور المسلمين إلى أن يرث الله تعالى الأرض و من عليها.
الفاتحة
قل الأب لويس معلوف اليسوعي:
’’ الفاتحة من الشئ: أوله . و منه فاتحة الكتاب. ’’
دون ان يشير إلى انها سورة من سور القرآن الكريم و انها السبع المثاني
و أنه لا تقبل صلاة المسلم بغير قرىتها . و ستبقى الفاتحة تتلى إلى ان يرث الله تعالى الأرض و من عليها ، أحب من احب و كره من كره.