عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 02-12-2005, 11:29 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي طريق الوصول إلى قرب الرسول(الفصل الرابع)



بسم الله الرحمن الرحيم

(الفصل الرابع)

{الأدب مع ذوي القربى}

ذوي الأرحام* الزوج والزوجة*الأصدقاء والزملاء*الجيران*كل فرد مسلم*غير المسلمين

*من الأهمية بمكان أن يتعرف الإنسان علي كيفية التعامل الصحيح مع من يعامله من الناس حتى يستطيع التعايش مع من حوله من الناس بأسلوب يعمل علي تسهيل المعاملات بينهم والأكثر أهمية التعرف على الأسلوب الذي تتعامل به مع هم أقرب إليك من غيرهم و مَن تربطك بهم علاقة من نوع خاص فهؤلاء أولى من غيرهم بالرعاية والإهتمام وبحسن المعاملة لما لهم من أهمية خاصة للشخص ولقربهم الدائم من الإنسان ولكثرة التعامل معهم و وجود نوع من الترابط العاطفي الشديد معهم .وسوف نقوم بعمل نوع من التقسيم لمن لهم هذه العلاقة وسوف نبدأ بذوي الأرحام:

*و أولي الأرحام هم أفراد العائلة سواء كانوا من جهة الأب أو الأم وإن علوا وإن نزلوا .وسيأتي في هذا تفصيل.

.وكما بيينا في الفصل السابق أن أعلى المراتب في صلة الرحم هم الولدين وقد وضحنا أن طاعتهما أعلى درجات الطاعة وصلتهما يجب أن تكون بأعلى درجات الصلة وبكل الطرق التي من الممكن أن يصل بها الإبن والديه .ثم يأتي بقية الأقارب بعد ذلك .وكما تعودنا دائماً أن الأساس الذي نبني عليه تصرفاتنا هي شريعتنا الغراء التي في إتباعها الخير كله في الدنيا والآخرة .

*وفي البداية يجب أن نتعرف على أهمية الموضوع الذي نتكلم فيه وما أهميته في ديننا العظيم.فعلم أخي العزيز أن الدين الإسلامي إهتم بصلة الرحم إهتمام عظيم كما وضح لنا الله عز وجل ذلك في كتابة الكريم حيث قال تعالى{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1)}سورة النساء.حيث أن الله عز وجل أمر بصلة الأرحام بعد تقوى الله عز وجل مباشرتاً و قال تعالى{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (6)} - سورة الأحزاب

.ورغم أن هذه الآية قد نزلت في الميراث كما قال العلماء إلا أنها توضح أن أقرب الناس إلى الإنسان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هم أولى الأرحام ولعل ما ورد في الآيات يوضح أهمية أولى الأرحام كما وضح أيضاً الرسول صلى الله علية وسلم أهمية صلة الرحم كما ورد في الأحاديث. أنه قال صلى الله عليه وسلم( أطب الكلام وأفش السلام وصل الأرحام وصل بالليل والناس نيام ثم ا‌دخل الجنة بسلام) عن أبي هريرة.:1019 في صحيح الجامع‌ .فجعل صلى الله عليه وسلم صلة الأرحام سبباً في دخول الجنة وكان في قصة الصحابة مع النجاشي ملك الحبشة أبلغ الكلام حيث من قول جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي أن من الأشياء الذى جاء بها النبي هي صلة الرحم كما ورد في الحديث ( وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب عليه السلام قال : أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم.. ) فبين أن صلة الرحم من الأسس في هذا الدين.ولكي نعلم مدي أهمية الرحم في خَلق الله عز وجل كما أخبر به النبي عن رب العزة(قال الله تعالى: أنا خلقت الرحم و شققت لها اسماً من إسمي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته و من بتها بتته).4314( صحيح )صحيح الجامع.وقال صلى الله عليه وسلم(أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم)(حسن)166 في صحيح الجامع.‌

.ومن الفوائد التي لا تحصى من صلة الرحم ما وضحه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال(تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر).عن أبي هريرة.(صحيح)2965 في صحيح الجامع.‌

وقال أيضا عليه الصلاة والسلامً( صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وفعل المعروف يقي مصارع السوء(.عن أبي سعيد. 3760 في صحيح الجامع.‌



.وكما قال العلماء بالضد تبين الأشياء فلقد جاء من التحذير والوعيد من قطيعة الرحم ما يدخل الرهب في قلب الإنسان منا من هذا الذنب وما يوضح أن قطيعة الرحم من الأمور العظيمة .فقال تعالى{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (2)}سورة محمد.:فجعل الله عز وجل قطيعة الرحم من الفساد في الأرض فكان جزاء هذا الفساد اللعن والعياذ بالله.

.ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عاقبة هذا الذنب في كثير من الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم(ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم).عن أبي بكر.5704 ( صحيح ) .

وقال أيضاً(ليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع.)عن أبي هريرة. 5391 في صحيح الجامع. وهي الأرض القفراء التي لا شيء فيها. يريد أن الحالف يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق .وقيل: هو أن يفرق اللّه شمله ويغير عليه ما أولاه من نعمه .

.وعن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) . متفق عليه

.وبهذه المقدمة البسيطة نكون قد عرفنا فضل صلة الرحم في الإسلام وجزاء قاطع الرحم .باقي لنا أن نعرف كيف نصل هذه الأرحام وما هي العقبات التي قد تواجهنا في طريق هذه الطاعة وكيف نواجهها.وذلك ما سنوضحه إنشاء الله تعالى في السطور القادمة.

*أولاً يجب أن نعرف من هم الأرحام التي يجب علينا صلتها وفي هذا قولين للعلماء

-الأول (أن الرحم التي يجب علي الشخص وصلها ويأثم علي تركها هي كل رحم محرم، وهو قول للحنفية، وقول للمالكية، وقول أبي الخطاب من الحنابلة وغيرهم، قالوا: لأن هذا هو الذي ينضبط و قال بعض العلماء: إنما تجب صلة الرحم إذا كان هناك محرمية، وهما: كل شخصين لو كانأحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يتناكحا كالآباء والأمهات، والإخوة والأخوات والأجدادوالجدات وإن علوا، والأولاد وأولادهم وإن سفلوا، والأعمام والعمات والأخوالوالخالات، فأما أولاد هؤلاء فليست الصلة بينهم واجبة لجواز المناكحة بينهم،)

والقول الثاني للعلماء هو(كل رحم محرم وغير محرم، وهذا المشهور عند المالكية، ونص عليه أحمد،)وكلُ له دليله.الذي ينضبط به الرأي .وإن كان الرأي الأول هو الأبسط والأسهل في حجم المعاملات إلا أننا يجب أن نتعامل مع كل من كان له أدني قربى بأحسن الأخلاق وبهذا نكون قد جمعنا بين الرأيين إنشاء الله .ولكن قد تختلف الوسائل المستخدمة في التعامل مع الأقارب عليحسب درجة هذه القربة وما تستوجبه المعاملة شرعاً .فمثلاً النوع الأول من أولي الأرحام و الذينيعتبرون محارم بالنسبة للشخص فلا يوجد أي مشكلة في إختيار وسيلة الإتصال بينهم سواء كانت عن طريق (الزيارةالمستمرة أو الإتصال البريدي أو الهاتفي أو أي طريقة أخرى).ولكن من الضروري الأخذ في الإعتبار أن لكل شخصية أسلوب في التعامل بما يوافق هذه الشخصية وإن مراعاة ذلك في التعامل من الحكمة العظيمة.و لوجود الإئتلاف بين هذا النوع من القرابة والود والرحمة التي جعلها الله عز وجل في القلوب بين أولي القربى يجعل أسلوب التعامل بينهم سهل وبسيط عن غيره من العلاقات._وهناك ملاحظة يغفل البعض عنها أن عدم الإهتمام بالتواصل المستمر وطول المدد بين الزيارات يحدث نوع من عدم الترابط وذلك لأن الشخصيات تختلف بإختلاف الظروف والأحداث التي تطرأ عليها وعدم الترابط المستمر يعطي نوع من عدم الإئتلاف بين الأفراد .

.وحل هذه المشكلة سهل وميسور وهو أن يجعل الإنسان لصلة الرحم متسع من الوقت لا يجور علية .وأن يستغل المناسبات والأعياد في صلة رحمه وأيضاً يخصص جزئ من المال لهذا الغرض.ويجب علي الإنسان أن يستشعر ثواب هذا العمل العظيم كما بيناه أنفاًً حتى لا تفتر همته عن أداء هذا العمل .كما أن صلة الرحم تعطي الإنسان نوع من الإحساس بالطمأنينة بأن هناك أشخاص يهتمون به ويعتنون بحاله ويشعر بالقرب منهم وذلك من أشد إحتياجات الإنسان .

._أما النوع الثاني من الأرحام وهم غير المحارم فيجب أن نعلم أن هناك حدود في نوعية التعامل معهم وكيفية الصلة بينهم وهي حدود وضوابط شرعية ومنها.عدم الإختلاط بين الجنسين وذلك لضرورة غض البصر عن غير المحارم كما وضح لنا الله تعالي في كتابه العزيز {(29) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31)} سورةالنور.وقول الرسول صلى الله عليه وسلم( إياكم والدخول على النساء.)رواهالبخاري ومسلم

وقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام(لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم). رواهالبخاري ومسلم،

ويجب الحذر من أن مخالفة هذه الحدود يجعل العمل سبب في غضب الله عز وجل بدلاً من أن يكون سبباً في رضاه جل وعلا ويكون سبباً في تحصيل السيآت بدل من الحسنات أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

_ومن الملاحظ أن الإلتزام بهذه الضوابط في هذه الأيام يكون فيه نوع من الصعوبة لكثير من الأفراد لعدم إلتزام الآخرين بهذه الحدود وقد يخشى الشخص من غضب الناس منه بسبب هذا التمسك بهذه الحدود.وحل هذه المشكلة يجيب عنها الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث(عن رجل من أهل المدينة قال كتب معاوية إلى عائشة رضي الله عنها أن اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي فكتبت عائشة إلى معاوية سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام عليك ) رواه الترمذي ولم يسم الرجل ثم وروى ابن حبان في صحيحه المرفوع منه فقط ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) صحيح لغيره : 6097 في صحيح الجامع.‌

.وليكن هذا الحديث مبدأً في جميع شؤونك لأن الله تعالى قال{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً}سورة النجم.

.ومن التجارب التي يخوضها الناس في هذا المجال توضح أن إلتزام بالحدود الشرعية في التعامل كعدم السلام باليد علي غير المحارم وغيرها من الحدود قد يؤدي إلي حدوث نوع من الغضب من الغير الملتزمين إلا أنه رغم هذا الغضب يشتد إحترامه للملتزم بدين الله عز وجل فعليك أخي المسلم الإعتزاز بدينك ولو كره الآخرون ففي ذلك عزةُ لدينك وتعظيماً لله رب العالمين.وأسأل الله العلي القدير أن يثبت قلوبنا على دينه ويجعلنا من الذين يصلون أرحامهم علي الوجه الذي يرضيه عنا عز وجل إنه ولي ذلك والقادر عليه.. .(تابع الفصل الرابع)

__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.92 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]