الموضوع: غرس القيم
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29-05-2007, 08:01 AM
الصورة الرمزية أبوسيف
أبوسيف أبوسيف غير متصل
مراقب سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: Twilight Zone
الجنس :
المشاركات: 3,457
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

موضوع أكثر من رائع أختي راجية الشهادة بارك الله فيكِ

إسمحي لي أختي الكريمة أولاً أن أبين أن المواجهة المباشرة بين الأهل و الأبناء غالباً ما تتحول الى نوع من أنواع التحدي ، حتى لو فهم الأبناء صراحة أن النصيحة لمصلحتهم ، سيأخذونها ضدهم سبحان الله ، و هي طبيعة بشرية بحتة لا جدال فيها.

بخصوص تساؤلاتك أختي الكريمة ، أود أن أمر عليها واحداً تلو الآخر لمناقشتها ان شاءالله:

1-هل غرس القيم والاخلاقيات اصبح من الرفاهيات وليس اساسيات الحياة؟

لا نستطيع أبداً أن نقول أن غرس القيم من رفاهيات التربية ، إذ أن ديننا يفرض علينا استمرارية غرس القيم النبيلة و الأخلاق الفاضلة من خلال التربية الدينية اليومية لأطفالنا. إذن هي من أساسيات الحياة لأناس إختارهم الله عز و جل أن يكونوا خلفاؤه في الأرض.

2-لمصلحة من تشويه الحس الجمالى اللغوى

لغة الشوارع و السوق هي لغة مبتذلة في جميع أنحاء العالم ، و حاية الأطفال منها يُعتبر مسؤلية كبيرة مُلقاة على عاتق الأهل.
يجب أولاً أن نُبيّن جمال لغتنا العربية الأصيلة ، من خلال كشف كنوزها بصفة دورية ، و عدم الإعتماد على اللهجات المحلية بصورة دائمة.
بالطبع ، فإن هذا الأمر يتأتي من خلال مداومة الأهل على قراءة القرآن أمام الأطفال لتوضيح جمال اللغة العربية و دورها في تأديب كلام الإنسان.

3-هل الرقى فى التعامل وانتقاء الالفاظ اصبح شئ عفى عليه الزمان؟

لا أعتقد أن الرقي في التعامل و الألفاظ سيكون شيئاً من الماضي ، إذا أن المسؤلية من هذا النوع تقع على عاتق الأهل ، من حيث الإنتباه الدائم (لفلترة) الألفاظ السوقية التي يأتي بها الطفل من المدرسة أو الشارع أو التلفزيون ، و الوقوف بحزم ضد استخدامها و عدم التهاون في معاقبة من يستخدمها من أطفال البيت.

4-هل الالزام باخلاقيات ومثل تربينا عليها اصبح نوع من القيد وكبت لحريات ابنائنا؟

لو كان هذا الكلام صحيحاً لثبت على آبائنا و أجدادنا من قبلهم.
يجب الإنتباه الى أن أطفالنا في محاولة دائمة لفرض أخلاقيات يرونها أسهل من تلك التي نحاول أن نُلزمهم بها. موافقة الأهل على ذلك يُعتبر تنازلاً صريحاً منهم بأن يقبل أطفالهم أخلاقيات الشارع المتدنية.
يجب على الأهل التأكد من فهم أبناؤهم لهذه المقولة الرائعة: تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين
هذه المقولة تختصر ما نريد أن نقول عندما يحاول أناؤنا التعدي على حرية الأخلاق الحميدة.
أما بالنسبة لما يحاول بعض الأبناء (تسويقه) من أخلاقيات حديثة و جديدة علينا من خلال القول بأننا نكبت حرياتهم ، فهذه سياسة يتبعها جميع الأبناء بلا إستثناء كنوع من جس النبض!!

4-هل يجب ان اغير اخلاقيات المجتمع حتى استطيع ان انجح فى تربية ابنتى؟

أقول لك هنا ، إن فعلنا ذلك نكون قد ارتكبنا خطأ كبيراً في حق أبنائنا ، إذ أنهم بذلك ينجحون في فرض أخلاقيات الشارع و لغي أخلاقيات القرآن.
في كل المجتمعات ، تتحكم الأخلاق في نموها و أيضاً دورها فعال في استمراريتها. حتى في المجتمعات المُنحلّة كالغربية منها ، نجد ان المجتمع قد وضع لنفسه أخلاقيات ثابتة ، تُشابه الى حد كبير أخلاقيات كل المجتمعات في العالم ، الدينية منها و العلمانية ، و لكن عندما يفقد الأهل الصلة بالأبناء ، يحاول الأبناء وقتها صنع أخلاقيات خاصة بهم ، و من هنا ينجح الأبناء في تغيير أخلاقيات المجتمع التي وُضعت بالأساس لحماية المجتمع من تهديدات أخلاقيات منحطة.. و هذا ما حدث بالفعل في المجتمعات الغربية.


أشكر لك هذا الموضوع الجميل و أعاننا الله و إياك على تربية أبناؤنا و بناتنا و نفع الله بعلمك الأمة..

جزاكِ الله خيراً
__________________
.
.

لا اله إلا الله محمد رسول الله
.
.





.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.98 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.84%)]