السلام عليكم و رحمة الله
" إذا وافق التقدير"
إذا وافق التقدير ما هو كائن ***تحير عقل المرء وهو لبيب
فينطق جهلا بالمحال لسانه ***فيخطي به من حيث كان يصيب
" دللتنا على مكرمة "
قال رجل للشافعي : مات فلان فقال : وهب الله لك الحسنات و محا عنك السيئات فقد دللتنا على مكرمة و حططت عنا ثقل الاعتذار انهضوا بنا إلى فلان حتى نعزيه فقيل له : إن الموضع بعيد فأنشأ يقول :
لئن بعدت دار المعزى و نابه ***من الدهر يوم و الخطوب تنوب
لمشيي على بعد على علة الوجا ***أدب ومن يقضي الحقوق دبوب
ألذ و أحلى من مقال و خلفه ***يقال إذا ما قمت : أنت كذوب
و هل أحد يصفي إلى عذر كاذب*** إذا قال لم تأب المقال قلوب
" زوجة الشافعي "
قال الشافعي : كانت لي امرأة و كنت أحبها فكنت إذا دخلت عليها أنشأت أقول :
أو ليس برحا أن تحب ***و لا يحبك من تحبه ؟
فترد هي علي :
فيصد عنك بوجهه*** و تلح أنت فلا تغبه (و في رواية تلج )
" طلائع الشيب "
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي*** و أظلم ليلي إذ أضاء شهابها
أيا بومة قد عششت فوق هامتي ***على الرغم مني حين طار غرابها
رأيت خراب العمر مني فزرتني*** ومأواك من كل الديار خرابها
أأنعم عيشا بعدما حل عارضي*** طلائع شيب ليس يغني خضابها
وعزة عمر المرء قبل مشيبه*** وقد فنيت نفس تولى شبابها
إذا اصفر لون المرء و ابيض شعره*** تنغص من أيامه مستطابها
فدع عنك سوءات الأمور فإنها ***حرام على نفس التقي ارتكابها
وأد زكاة الجاه و اعلم بأنها*** كمثل زكاة المال تم نصابها
و أحسن إلى الأحرار تملك رقابهم*** فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في منكب الأرض فاخرا ***فعما قليل يحتويك ترابها
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها*** و سيق إلينا عذبها و عذابها
فلم أرها إلا غرورا و باطلا ***كما لاح في ظهر الفلاة سرابها
وما هي إلا جيفة مستحيلة*** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها ***و إن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفس أولعت قعر دارها ***مغلقة الأبواب مرخى حجابها
دمتم في حفظ الله